الصهاينة العــرب

الصهاينة العرب

   ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بمؤسسها الصحفي اليهودي النمساوي ثيودور هرتزل الذي نشر في العام 1896 كتابه «دولة اليهود» والذي دعا فيه لإقامة وطن قومي لليهود في أرض فلسطين، وفي العام التالي 1897 أقام أول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل السويسرية حضره أكثر من 200 مندوب ليعلن ولادة الحركة الصهيونية التي تعود فكرتها إلى ما يسمى بالعقيدة الاسترجاعية التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين أرض الميعاد لتحقيق الخلاص وعودة المسيح،

وقد حظيت الفكرة بالدعم الغربي نظرا للكراهية التي كان يتمتع بها اليهود في أوروبا والتي استخدمها قادة الحركة الصهيونية مدخلا لإغراء اليهود بالتوجه لفلسطين لاتخاذها وطنا لهم وطرد أهلها منها وعقدوا عدة مؤتمرات يهودية بعد ذلك حظيت بالدعم الأوروبي، فأسسوا البنوك والمؤسسات التي تدعم فكرتهم الصهيونية، حتى حصلوا على وعد بلفور بإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين من وزير الخارجية البريطاني بلفور في العام 1917، وقد بدأت الحركة الصهيونية تتغلغل في كافة المجتمعات والديانات الغربية ومؤسسات الحكم، ونجحت الحركة الصهيونية في التغلغل في العقيدة المسيحية لاسيما البروتوستانت الذين هاجروا من أوروبا للولايات المتحدة فنشأ بين مسيحيي الولايات المتحدة تيار مسيحي صهيوني يؤمن بضرورة عودة الشعب اليهودي إلى ارضه الموعودة في فلسطين وإقامة كيان يمهد لنزول المسيح وتأسيسه لمملكة الألف عام، ويقدر عدد المسيحيين الصهاينة في الولايات المتحدة بأكثر من ثمانين مليونا يمثلون الداعم الرئيسي لأسرائيل في كافة المجالات من إعلام وسينما وبنوك ومراكز صناعة القرار والتأثير، وتعتبر المسيحية الصهيونية هي الذراع الضاربة لإسرائيل في الولايات المتحدة والدول الغربية حيث تمكنت الحركة الصهيونية من اختراق كافة مراكز صناعة القرار في الدول الغربية، من برلمانات ووسائل إعلام وقصور الرئاسة والحكم وغيرها، لذلك كل من يتطاول على إسرائيل والحركة الصهيونية في الغرب يتعرض لعقوبات تصل إلى السجن في أحيان كثيرة ولا زالت قصة المؤرخ البريطاني ديفيد إيرفنج الذي لم يستطيعوا محاكمته في بريطانيا فقبض عليه بعد وصوله للنمسا لإعطاء محاضرة هناك وحوكم وسجن لمدة عام كامل بتهمة إنكار المحرقة، رغم أن كل ما قاله هو أن الأعداد التي يتحدث عنها اليهود غير الأعداد الحقيقية، كما أن كل من يتعرض لهم يتم محاربته وفصله من عمله أو محاربته في تجارته أو عمله حتى أنهم نجحوا في كثير من الدول في استصدار قوانين من البرلمانات تجرم من يتطاول على اليهود أو الصهاينة .

ظلت الحركة الصهيونية محصورة بين اليهود والمسيحيين والسياسيين الغربيين طوال العقود الماضية لكن بعد حرب غزة التي لازالت قائمة فوجئ كثيرون بنوع جديد من الصهيونية هو الصهيونية العربية وبرز الصهاينة العرب في وسائل الإعلام العربية وفي أركان السياسة حيث ظهر إعلاميون عرب في دول مختلفة على رأسها مصر يدافعون عن إسرائيل ويهاجمون المقاومة والشعب الفلسطيني بل نشرت الصحف الإسرائيلية أن دولة عربية تعهدت بدفع تكاليف الحرب لإسرائيل أن هي نجحت في القضاء على حركة حماس، ووصفت الحلف بين السيسي ونتانياهو بالتحالف الشجاع، وهذا يعني أن العلاقات مع الكيان الصهيوني من قبل بعض الأنظمة العربية تخطت الاتفاقيات والزيارات واللقاءات إلى التخطيط الأستراتيجي ضد هوية الأمة وشعوبها.

الصهاينة العرب!

بقلم / أحمد منصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.