اكتشفت الولايات المتحدة الأمريكية مخطوطات قرآنية تعود للقرن التاسع الميلادي أي قبل خمسة قرون من وصول كولومبوس إلى الأمريكتين.
لقرون طويلة ساد الاعتقاد بأن كريستوفر كولومبوس كان أول إنسان يعبر المحيط الأطلنطي من القارة العجوز “أوروبا” إلى العالم الجديد، ولكن هناك أدلة جديدة عثر عليها باحثون في جامعة رود أيلاند تفيد بأن المسلمين ربما كانوا أول من وصل إلى الشواطئ الأمريكية وهذا الاحتمال ربما سيعيد كتابة التاريخ من جديد.
أكد البروفيسور إيفيان يوريسكو المسئول عن فريق الباحثين أن هذا الاكتشاف كان مفاجأة لفريق البحث وأضاف:
“كنا نتوقع العثور على مستوطنات لسكان أمريكا في عصور ما قبل التاريخ كالتي عثرنا عليها في نفس المنطقة من قبل ولكننا لم نكن نتوقع أن نعثر على تسعة أوان فخارية تحتوي على مخطوطات قديمة مكتوبة باللغة العربية”
كما عثر فريق الباحثين على قبر جماعي يعود للقرن التاسع الميلادي يضم عددًا من البحارة وبه أربعة هياكل عظمية في حالة تحلل متقدمة مما يجعل من الصعب إجراء تحليل دي إن إيه، ولكن ظهرت من الفحوصات حالة تسوس في الأسنان مما يدل على أنهم كانوا يتبعون نظامًا غذائيا سيئا أو نتيجة مرض غير معلوم.
تم العثور أيضًا على بعض الملابس وعملات معدنية وسيفين، ولكن تلك القطع الأثرية في حالة سيئة والعملات المعدنية والسيفان يغطيها الصدأ يصعب قراءة المكتوب عليها.
فريق الباحثين أثناء العثور على الحفريات التي اكتشفوا فيها المخطوطات القرآنية
ولكن هناك آنيتين إحداهما في حالة جيدة وهي التي تم العثور بداخلها على
المخطوطات الثمينة والأخرى كان بها بعض التوابل التي من الممكن تحليلها
لمعرفة المزيد عن طبيعة سكان البحر.
من جانبه أكد الأستاذ كريم بن فلاح الباحث الإسلامي في تاريخ العصور الوسطى في جامعة ماساتشوسيتس أن هذه المخطوطات تعود للقرن التاسع لأنها كتبت بالخط الكوفي، والخط الكوفي كما هو معروف من أقدم الخطوط في اللغة العربية وأصل تسمية الخط بالكوفي لأنه بدأ العمل به في مدينة الكوفة بالعراق في القرن السابع الميلادي.
ويضيف قائلًا إن اكتشاف مخطوطات بالخط الكوفي يعود لما قبل وصول كولومبوس إلى أمريكا أمر رائع للغاية.
ويصرح بايورن كينت الخبير في علم المتاحف في مؤسسة سميثسونيان أن هذا الاكتشاف مقلق للغاية ويضيف إنه بالرغم من أن الخرائط العربية كانت الأفضل في العالم، ولكن ليس في الخرائط القديمة ما يظهر أي معرفة للأمريكتين، وعلى الرغم من أن الأدلة التاريخية كانت ضد فكرة سفر المسلمين عبر البحر إلى أمريكا إلا أن الخبير لا يشكك في إمكانية اكتشاف المسلمين لأمريكا قبل كولومبوس ويعترف أن المسلمين بالتأكيد كانوا يمتلكون التقنية التي تمكنهم من ذلك ولكن إلى الآن ليس هناك دليل موثوق فيه للتأكيد على أنهم اكتشفوا القارة الأمريكية.
وصرّح ريتشارد فرانكافيجالي من جامعة ويلاميت صاحب الكتاب الأعلى مبيعًا “ما هو أبعد من البحر الغربي من العرب إعادة تفسير عن المسلمين قبل كولومبوس في الأمريكتين” إنه اكتشاف غير متوقع.
المخطوطات القرآنية التي عثر عليها في أمريكا مكتوبة بالخط الكوفي والتي تعود للقرن التاسع أو العاشر الميلادي
ويضيف أن فرضية وصول المسلمين قبل كولومبوس إلى أمريكا أمر وارد جدًا لأن
إنجازات المسلمين كانت كبيرة في مجال الملاحة ومن الممكن أن يكونوا قد
وصلوا في القرن التاسع أو العاشر الميلادي إليها فكولومبوس نفسه يدين
بالفضل لمهارة البحارة المسلمين وليس هناك شك أن البحارة المسلمين لديهم
المهارة التي تؤهلهم للوصول إلى العالم الجديد في ذلك الوقت.
وقد كتب المؤرخ الجغرافي المسلم أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي 896 – 956م في كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر، أن في حكم الأمير عبد الله بن محمد للأندلس 888- 912 م، قام البحار المسلم خشخاش بن سعيد بن الأسود المولود في قرطبة، بعملية إبحار عبر المحيط الأطلنطي في عام 889 وقد بلغ أرضًا مجهولة وعاد بكنوز رائعة.
وفي خرائط المسعودي هناك مساحة واسعة في محيط من الظلام والضباب يشار إليها على أنها أراض غير معروفة ويعتقد العديد من العلماء أنها قد تكون الأمريكتين.