سداجة و سجادة

تقول بعض العرب كلمة {سدّاجة} بدلاً عن {سجّادة}، ويُظنّ خطأ أنّ كلمة {سدّاجة} هي تحوير خاطئ من لغة العوام لكلمة {سجّادة}، وهذا غير صحيح. الكلمتان صحيحتان ولكلّ واحده منهنّ معنى مختلف. ولم يحدث إقلاب مكاني.

في اللّغة العربية {سدْجُ الشيء} هو تغطيته بشيء آخر. مثلاً سدج الواقع بالخيال، أو سدج الأرضية القبيحة بسدّاجة جميلة تزيّف الحقيقة تحتها. أو سدج الجدار على نفس المنطق. أو تحريف حكاية فلان وتشويه سمعته بتزوير القصة وسدجها. أي تزوير وتغطية الحقيقة بغيرها… لذا استعملت العرب ومنذ القديم تسمية {سدّاج} على صنف من النسيج يغلّف الأرضية أو الجدران لتزيينها، وخاصّة في وقت الأعراس والاحتفالات الدينيّة.

نجد هذه المعاني متطابقة في المعاجم الأربعة: {لسان العرب} {مقاييس اللغة} {الصّحّاح في اللغة} {القاموس المحيط}.

لكن، بعد البدء باستعمال صنف من السدّاج لفرش المساجد وبغرض تمكين أرضية للسجود والصلاة عليها، صارت تسمّي الناس هذا الصنف من السدّاج: {سجّاد}، لأنّه مخصّص للسجود، والتعامل مع طهارته ونظافته هو تعامل خاص وبطريقة مختلف عن التهاون مع غيره من السدّاج.

لذا، كل سجّادة هي سدّاجة، ولكن ليست كل سدّاجة سجّادة. وسدّاجة تسمية عربية عاربة وصحيحة تماماً.

الصورة لفتاة بخارية تصنع السدّاج الحريري في أوزبكستان، ومن عادات بنات بخارى أن تعمل الفتاة في فترة العزوبية في مشاغل السدّاج لتجمع تكاليف حفل زفافها ومصاريف زفافها، ثمّ تترك صناعة السدّاج متى جمعت المبلغ الكافي وتزوّجت.

منقول ـ جوجل -مدونه – راغب بكريش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.