أشهر المناهج النّقدية الحديثة في الغرب/ د أحمد الخاني

أشهر المناهج النقدية الحديثة في الغرب

د. أحمد الخاني

أشهر المناهج النقدية الحديثة في الغرب

الواقعية والواقعية الجديدة:

تبلورت الواقعية الجديدة على يد مكسيم غوركي، فقد أثنى على الواقعية التي تميز بها الأدب الإنكليزي في القرن التاسع عشر، ولكنها في نظره لا تزال واقعية ناقصة؛ لأنها ألحت على الهدم وحده دون البناء، وعجزت عن أن تقدم شيئًا على أنقاض ما هدمت، فالواقعية الجديدة تتجاوز نظام الهدم إلى البناء، وهي لا تكون إلا انعكاسًا للحقائق المتصلة بالكفاح العملي في النظام الاشتراكي، وهي سلاح في المعركة.

الأسلوبية والبنيوية والتفكيكية:

الأسلوبية: قال بها العالم السويسري فرديناند دي سوسير في كتابه الذي نشر بعد وفاته (محاضرات في علم اللغة العام) وهي: ثنائية اللغة والكلام. وهذا الموضوع من اختصاص فقه اللغة، وقد أخذت الأسلوبية تعنى بلغة الأدب، أو ما يسمى بلغة الاختيار، دخل هذا الاختيار في الدراسات الأسلوبية بمحورين؛ العمودي والأفقي.

المحور العمودي:

هو الذي يقف أمام اللفظة، ويفترض أن ثمة عددًا كبيرًا من الألفاظ يمكن أن تكون بدائل لهذه اللفظة، فمثلًا جملة: (هبت الريح) فإن ثمة بدائل لا بد أن ترد على الذهن، فيمكن أن نختار لفظة بديلة مثل: عصفت، واشتدت وناحت، وزأرت، ودوت، ودمدمت وأعولت و هكذا.

المحور الأفقي:

وهو يقوم على التجاور؛ إنه يتعلق بالسياق التركيبي، وهذه النظرية تقتصر في الدراسات النقدية على الأسلوب ويسمى: علم الأسلوب الوصفي، ويرى د. شكري عياد، أن دراسة علم الأسلوب العربي لا تزال بحاجة إلى جهود كبيرة، فالقيم التعبيرية والجمالية لأصوات اللغة العربية لم تدرس بعد، ومن هنا نشأ (النقد الأسلوبي).

البنيوية: وهي ذات صلة وثيقة بحركة الحداثة، وقد أفادت البنيوية من منجزات دي سوسير في اللغة والكلام والدال والمدلول، وغيرها من المصطلحات، كالسياق والمرسِل والمستقبِل، أو الملقي والمتلقي، إن البنيوية طريقة بحث في العلاقات ومحاولة لاكتشاف القوانين الشاملة التي تتحكم في الاستخدام الأدبي للغة من تركيب البناء الوظيفي حتى الصيغ الشعرية.

والبنيوية في النقد الأدبي ثمرة من ثمار التفكير الألسني وآثاره في العلوم الإنسانية المختلفة، ويرى ليفي شتراوس أن البنيوية مجرد طريقة أو منهج يمكن تطبيقه في أي نوع من الدراسات) .

التفكيكية:

في نظر التفكيكيين، لم يعد النص جسدًا واحدًا (المضمون) محشوًا في قصيدة بل أصبح نسيجًا لا متناهي الأبعاد، أو كما يقول التفكيكيون (إن المضمون في ذاته شبه كما نرى في حبة البصل؛ حيث تتكون كلها من أغشية من سطحها إلى جوهرها. وقال بارت بنظرية (موت المؤلف) أي أن العلاقة بين المؤلف والنص تنقطع بمجرد إبداع النص، ويصبح النص ملك القارئ).

المنهج النفسي:

ارتبط هذا المنهج باسم فرويد صاحب نظرية التحليل النفسي الذي ذهب إلى أن الجهاز النفسي يتكون من ثلاثة جوانب: الهو والأنا والأنا الأعلى.

وقد راجت هذه المدرسة رواجًا كبيرًا منطلقة من عقدة أوديب، حيث يحب الطفل أمه جنسيًا عندما يرتضع اللبن من ثديها).

المنهج الاجتماعي:

وهو المنهج النقدي الذي دعت إليه الفلسفة الاشتراكية فهذا المنهج يعنى بدراسة المجتمع، كما يعنى بتتبع الأعمال الأدبية التي تصور المجتمع بخيره وشره، وتدعو إلى تقدمه، وهذا يقترب من مذهب الواقعية الجديدة، وهي تعنى بتسجيل الواقع بما فيه وكل ما فيه، وهذه هي نفسها الواقعية الاشتراكية. وتؤمن هذه الواقعية بالفرد من خلال الجماعة، بعكس البورجوازية التي تؤمن بالجماعة من خلال الفرد.

المنهج التكاملي:

هو منهج نقدي حديث ينتفع بجميع المناهج النقدية الحديثة، ولا يقتصر على منهج واحد بعينه).

وقد نادى أفلاطون قديمًا بأن الشعر مرآة. . وفي العصر الحديث وجدنا نقادًا ينادون بها، فما معنى هذا الكلام؟ وهل الشعر غاية في ذاته؟ هل الشعر للشعر؟ أو هل الفن للفن؟ أم أن الفن للحياة؟ .

الشعر والمرآة:

أفلاطون أول من ربط الشعر بالمرآة؛ لأن هذا الربط كان يخدم غرضه في تصور الشعر نوعًا من الظل، أو الانعكاس، وقد ظلت هذه الفكرة مستمرة بعد ذلك.

وفي عصر النهضة، نجد نقادًا يستعملونها بكثرة، يقول ليوناردو: (إن عقل الفنان لا بد أن يكون كالمرآة التي تتلبس لون ما تعكس وتمتلئ بالصور بمقدار ما يكون من أجسام) وقد ظل النقاد حتى منتصف القرن التاسع عشر يصورون فكرة المحاكاة بالمرآة، حتى إن الدكتور جونسون يقول في شكسبير: إنه يحمل مرآة صادقة للحياة وللطبيعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.