لقها انفتحت . و أسرارها انكشفت ..
فغمرني سؤال ، و انتابتني حيرة .. ترى لماذا لم أفهمها في أوّل قراءة منذ أيّام ؟
لماذا وجدتها طلاسم لا تكاد تبين عن شيء ، و لا تسمح بتأويل ؟ و لماذا اليوم أبانت عن سرها أو بعضه، و سمحت بالتّأويل أو أقلّه ؟
مكثت وقتاً ليس بالقصير أسائل نفسي.. فيرتدّ إلي سؤالي عجباً و حيرة . فعلّقت على النّص و قلت فيما قلت :
” إن هذا النّص من ميزته أنّه لا يعطي نفسه بسهولة ، بل إنّه نصّ متمنّع ، و قد كُتبَ بطريقة فنّية كلّ قراءة تأتي بما لم تأت به سابقاتها ، كأنّ معانيه تتوالد ..
لم يسبق لي أن قرأت لكَ، و حتّى اسمك أجده غريباً عنّي ، و لكن أرى في هذا النّص موهبة لافتة …. ”
كتبت ما كتبت ، و أرسلته للقاص معتذراً على التّأخير .. و نسيت ذلك،
و في يوم من أيّام شتنبر من السنة نفسها ،توصلت بمجموعة قصصية من صديق و قاص كبير … يقول :
” إعجابك بالنّص الذي بعثته لك منذ شهور، و باسم مستعار ( عمرو أنيس )جعلني أتّخذ من عنوانه عنواناً للمجموعة. و أقرّك على شيء .. أنّه نصٌّ تجريبيّ، و حمّال لمعان، منها ما ذهبت إليه ….”
فاختلطت المفاجأة ، و الفرحة ، و الحيرة.. في نفسي . و بقي السّؤال هو السّؤال :
لماذا سُدَّت في ذهني كلّ أبواب النّص أوّل مرّة ، و قد قرأته مراراً ؟!