بين العزيزين القاصة فاطمة وهيدي و الناقد د أسامة البحيري من مصر . خلال حفل تكريمي بمدينة الناظور.
في هذا الملتقى البهيج ، صادف أن التقيت في مقهى الفندق شخصا لم ألتق به من قبل و إن كان يراسلني بإنتاجه القصصي عبر الفيسبوك . فبمجرد أن ذكّرني باسمه،حتى استعدت جملة نصوصه. حقا كانت قليلة و لكنها كانت نصوصا واعدة..
فسعدت برؤيته سعادتي بكلّ المواهب الأدبية . و جلسنا ندردش في كلّ شيء. كان قليل الكلام ،على حياء كبير،.بل كان لا يجرؤ أن ينظر في وجهي مباشرة دون أن يلتفت يميناً أو يساراً أو يغرق نظره في كوب العصير الذي لم يرتشف منه إلا رشفات قليلة…
ساعتئذ كنت أسأل نفسي :
ــ هل هذا هو الشاب الذي كان يراسلني بنصوصه الجريئة ؟!
مرّت بنا لحظة صمت، لا أدري فيما كان يفكر..فسألته :
ــ أمن جديد في مجال الكتابة ؟
نظرني في وحهي و كأنّه ينظرني لأوّل مرّة . ثمّ نكس رأسه بسرعة و قال :
ــ لم أعد أكتب … مزّقت كلّ كتاباتي…
شعرت بحزن و أنا أسمع كلامه المتهدّج …و لا أدري لماذا لم أستفسره عن ذلك.. بل بقيت مشدوهاً أنظر إليه و أتمنى أن يرفع رأسه لأقرأ ما في عينيه . فسمعته يقول :
لقد جئت إلى هذا الملتقى لأراك فقط . و لأقول لك شكراً أنّك احتملت “خربشاتي” طوال هذه المدّة . و لكن لقد ارتحت منها ، و أرحتك ..
ازدادت دهشتي.. !! و قفز إلى ذهني سؤال أسود. حاولت تجاهله..و قلت :
ــ مازلت أحتفظ بنصوصك في الفيسبوك ، فأنت لم تتخلص منها . و هي لا تستحق أن تتخلص منها . لأنّها ابداع يستحق التّشجيع. و قد قلت لك هذا أو أشرت إليه في مراسلاتنا.
فرفع رأسه ببطء و أراد أن يقول شيئاً ، في تلك اللّحظة حاء بعض الأصدقاء من ضيوف الملتقى أرادوا أن يأخذوا معي صورة للذكرى. فاستجبت . و عدت إلى الطاولة بعد ذلك . فلم أجد الشاب..بحثت عنه سألت النادل.. بلا جدوى. و انتهى الملتقى دون أن أراه مرّة أخرى.راسلته على الفيسبوك فلم يرد . بل صفحته لم يطرأ عليها تجديد منذ مدّة ..
ترى ماذا كان يريد أن يقول لي قبل أخذ الصّور التّذكارية ؟؟؟
عدت الآن إلى نصوصه أتأملها من جديد ..كانت ثمانية نصوص قصيرة جداً . ليس بينها نص يلغى ، بل كلّها تنبض إبداعاً، و تختلف اختلافاً بيّناً في نسجها ، و بنائها ، و دلالتها..فحزنت أننّي التقيت بصاحبها . و فقدته و كأنّني لم ألتق به…
تحياتي / مسلك