اسْتَقرأَ =/= اسْتَقْرى

من الأخطاء الشائعة على ألسنة الباحثين وأقلامهم: “استقرأ” “يستقرئ” بمعنى تتبع واستقصى؛
والصواب: “استقرى” “يستقري”، لأن “استقرأ” من “قرأ”، ويعني طلب القراءة؛ بينما “استقرى” من “قرا” “يقرو”؛
جاء في الصحاح: “وقَرَوْتُ البلادَ قَرواً، وقَرَيْتُها، واقْتَرَيْتُها، واستقريتها، إذا تتبَّعتها تخرج من أرضٍ إلى أرض””
وجاء في اللسان: “وقَرَوْت بني فلان واقْتَرَيْتهم واسْتَقْرَيتهم: مررت بهم واحداً واحداً، وهو من الاتباع”، “وقَرَا الأَمر واقْتَراه: تَتَبَّعَه. الليث: يقال الإِنسان يَقْترِي فلاناً بقوله ويَقْتَرِي سَبيلاً ويَقْرُوه أَي يَتَّبعه…وقَرَوْتُ البلاد قَرْواً وقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إِذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلى أَرض. ابن سيده: قَرا الأَرضَ قَرْواً واقْتراها وتَقَرَّاها واسْتَقْراها تَتَبَّعها أَرضاً أَرضاً وسار فيها ينظر حالهَا وأَمرها”.
وأما “استقرأ”، “يستقرئ” بالهمز فمعناه طلب القراءة، جاء في اللسان: “واسْتَقْرَأَه طلب إليه أَن يَقْرَأَ”،
أما صيغة المصدر “الاستقراء” حين تطلق فهي مشتركة يقيدها السياق، لكن الهمز فيها في الأول مبدلة عن الواو (قرو)، وهي في الثاني أصلية (قرأ)
وعليه فإن “الاستقراء” ـــ ويراد به عادة الاستقصاء والتتبع الدقيق من الناحية المنهجية ــ مشتق من “قرو” وليس من “قرأ”، ولذلك لا ينبغي أن تستعمل الهمزة في لام استفعل يستفعل كما سبق.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.