الصّهاينة العرب و قضيتهم الخاسرة

 

عبد الرحمان يوسف

 

 

 

 

 

 

 

 كتب عبد الرحمان يوسف :

الصهاينة العرب وقضيتهم الخاسرة

يريدون إقناعك أيها العربي أن جميع الأغاني التي سمعتها طوال ستين عاما عن وحدة الدم والمصير كانت كذبا، وأن سائر المسلسلات والأفلام التي أظهرت لك بطولات مقاومة إسرائيل كانت عبثا، وأن سائر النصوص والفتاوى الإسلامية والمسيحية المتعلقة بالكيان الصهيوني كانت زورا، وأن سائر الكتب والمقررات الدراسية التي قرأتها عن عدالة القضية الفلسطينية كانت غلطة… هل رأيت قضية أشد خسرانا من تلك القضية؟.
إنها قضية الصهاينة العرب، يريدون أن يقنعوك بأن تكذب عينيك، فترى مشاهد قتل الأطفال والنساء والعجائز ثم تقول (أحسن … يستاهلوا … إيه اللي وداهم هناك؟؟؟ (
غالبية الناس تعلم إجابة السؤال، فهم هناك لأنهم لاجئون بسبب الاحتلال الإسرائيلي، محاصرون بسبب إغلاق المعبر بقرار حكومي مصري …!

)هم من باعوا أرضهم … يستاهلوا( !

لو أن حمارا ظل يردد هذه الكلمة أربعين عاما لتمكنا من شرح حقيقة الموقف له، ولكن الإنسان حين تعمى بصيرته يصبح أسوأ من حمار، قال تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) صدق الله العظيم.

هؤلاء أسوأ من البهائم والأنعام، لأن الله أعطاهم عقولا، ولكنهم مصرّون على أن يظلوا كالبهائم التي لا عقل لها، فيُسَيِّرُهُمْ مذيعون ومذيعات هم أسفل خلق الله خلقا، وأجهل خلق الله علما، وأدنى خلق الله منزلة، إنهم حثالة البشر في حلل إيطالية.
قضية الصهاينة العرب خاسرة، لأننا أمام أجيال ثارت من أجل التحرر، وهذه الأجيال تعلم تمام العلم أن التحرر يبدأ من القدس، وأن كل أنظمة الاستبداد التي تحكمنا ليست أكثر من كلاب حراسة لإسرائيل، وكل ما يحدث في دولنا من ذل واستعباد وفقر وجهل ومرض … ليس أكثر من محاولات لتأخير موعد فناء إسرائيل، أزمة الديمقراطية في الوطن العربي كله، ليست أكثر من عرض جانبي لمرض إسرائيل.
قضيتكم خاسرة يا صهاينة العرب، ومهما فعلتم فسيأتي يوم قريب تختبؤون فيه من الناس خلف الحجر والشجر مع إخوتكم الذين تستقوون بهم في وجه الجماهير اليوم.

موقع الكتروني : www.arahman.net
بريد الكتروني : arahman@arahman.net

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.