#حسن أوريد : الرجل الذي زهد في السلطة وفي امتيازات البلاط. ..وترك كل شيء ليتجه نحو “حياة الكلمة الصادقة والحرف النقي”
“شخصية سياسية وفكرية بارزة. ولج قصور السلطة من بابها الواسع كأول ناطق باسم القصر الملكي في المغرب، ثم عاد الرجل الذي تقاسم صف الدراسة مع الملك محمد السادس إلى الساحة العامة، مستقلا عن السلطة، بإسهام أدبي وفكري وتاريخي غزير وبنقد حاد لبنيات الدولة في المغرب مما وضعه في مناسبات كثيرة في قلب الجدل.”
ميلاد ونشأة الدكتور والسياسي والمفكر المغربي #حسن أوريد.
“ولد حسن أوريد يوم 14 يوليوز 1962 بقرية “تازموريت” الأمازيغية، قريبا من مدينة الراشيدية المغربية، جنوب شرق البلاد. ينحدر من أب صحراوي وأم أمازيغية من منطقة ميدلت (وسط البلاد). نشأ في حضن أسرة متواضعة.”
محافظا على جهة مكناس تافيلالت قبل أن يعود إلى القصر الملكي بصفة مؤرخ للمملكة منذ 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2009 وإلى غاية ديسمبر/كانون الأول 2010.”
وقد تواصلت هذه الزمالة بعد التخرج من المعهد بشهادة الثانوية العامة، عبر الالتحاق بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط، التي حصل فيها على شهادة الإجازة (البكالوريوس) في القانون العام، ودبلوم الدراسات المعمقة. ونال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية سنة 1999 في موضوع “الخطاب الاحتجاجي للحركات الإسلامية والأمازيغية في المغرب”.
الدراسة والتكوين:
“تجري العادة في المعهد المولوي الذي يدرس فيه الأمراء أن يتم استقطاب تلاميذ متفوقين من مختلف أنحاء المملكة للالتحاق بهذه المدرسة التي تفتح لطلابها آفاقا واعدة. فكان من حظ حسن أوريد أن يتم اختياره للالتحاق بالرباط في يناير/كانون الثاني 1977 ومجاورة الملك محمد السادس (ولي العهد آنذاك) على مقاعد الدراسة.
الوظائف والمسؤوليات:
“عين حسن أوريد موظفا بوزارة الخارجية عام 1987. وانتقل الى واشنطن سنة 1995 حيث شغل مهمة المستشار السياسي للسفارة المغربية.
لم يطل مقامه بأميركا كثيرا حيث عاد ليزاول التدريس الجامعي في المدرسة الوطنية للإدارة وفي كلية الحقوق بالرباط ما بين عامي 1995 و1999، وهو العام الذي تم فيه تعيينه ناطقا رسميا باسم القصر الملكي. وفي يونيو/حزيران 2005، عين أوريد محافظا على جهة مكناس تافيلالت قبل أن يعود إلى القصر الملكي بصفة مؤرخ للمملكة منذ 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2009 وإلى غاية ديسمبر/كانون الأول 2010.”
التجربة السياسية:
“تضافر التفوق الدراسي والحظ الحسن لينقل حسن أوريد من فضائه القروي البسيط إلى العاصمة الرباط وبالضبط المعهد المولوي الذي يدرس فيه الأمراء. وهكذا انفتحت لأوريد مبكرا آفاق واعدة، ذلك أنه تقاسم مقاعد الدراسة مع ولي العهد آنذاك، الملك محمد السادس، في أطوار الدراسة وإلى غاية التخرج من جامعة محمد الخامس بالرباط.
اختار حسن أوريد العمل في السلك الدبلوماسي فالتحق بمكتب وزير الخارجية المغربي السابق عبد اللطيف الفيلالي، كمكلف بالدراسات، وذلك من 1987 إلى 1992.
أما مهمته الدبلوماسية الأولى خارج المملكة فكانت بالعاصمة واشنطن حيث شغل مستشارا سياسيا حتى عام 1995. ويبدو أن الخلاف الذي خرج إلى العلن بينه وبين سفير المغرب سابقا بواشنطن محمد بن عيسى (وزير خارجية سابق) عجل بعودته إلى المغرب حيث استغل مدرسا بالمدرسة الوطنية للإدارة وفي كلية الحقوق بالرباط.
وضمن النخب الجديدة التي صعدت إلى هرم السلطة في المغرب بعد اعتلاء محمد السادس، عُين أوريد كأول ناطق رسمي باسم القصر الملكي، في خطوة اعتبرت من قبل المراقبين محاولة لإعطاء وجه حداثي لمؤسسة ملكية تتواصل بشكل مؤسساتي.
ظل يشغل ذلك المنصب حتى شهر يونيو/حزيران 2005، حيث عين محافظا على جهة مكناس تافيلالت. ولم تكن مهمته الميدانية هاته سهلة، بحيث تميزت ولايته بنوع من التوتر مع مجلس المدينة الذي كان يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية المغربي ذي التوجه الإسلامي.
عاد أوريد إلى القصر الملكي بصفة مؤرخ للمملكة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2009. ومارس هذه المهمة إلى غاية ديسمبر/كانون الأول 2010 حيث تؤرخ مغادرته للمنصب لمرحلة جديدة طبعها اعتماد أوريد لخطاب نقدي حاد تجاه ممارسات الدولة العميقة (المخزن) إذ تفرغ للكتابة والبحث وتنشيط الندوات والمحاضرات.
وقد جعلته مواقفه النقدية في قلب الجدل حول إشكاليات الإصلاح والنخب. وقدم أوريد اجتهادات لقيت متابعة قوية حول قضايا ساخنة مثل التحديث ومقاومات الإصلاح والإسلام السياسي والأمازيغية. وتدريجيا كرس الرجل استقلاليته عن دوائر السلطة وانخرط بعمق في النقاش العمومي السياسي والثقافي.
وخلال تواجده في مدار السلطة، يقول المراقبون إنه قام بمحاولات لإرساء جسور الحوار بين النظام وبعض الشخصيات والجماعات التي توجد خارج اللعبة السياسية من قبيل جماعة العدل والإحسان وشخصيات من الحركة الأمازيغية.
وبعد خروجه من دواليب القصر، ركز على الجوانب الثقافية والبحثية بصفته رئيسا لمركز الدراسات والأبحاث “طارق بن زياد” ومستشارا علميا بمجلة “زمان” المتخصصة في البحث التاريخي.”
انتاجات ومؤلفات المفكر والسياسي والمؤرخ المغربي #حسن_أوريد:
إن أغلب من يعرف هذا الرجل،قد عرفه بلا شك عن طريق (فيديو المقرئ أبو زيد الإدريسي ) الذي اشتهر مؤخرا وهو يثني فيه بشكل ملفت على روايته: رواء مكة في البرنامج التلفزيوني “سواعد الإخاء”.
لكن الرجل (حسن اوريد) له مؤلفات أخرى قيمة ورصينة وذات قيمة أدبية رفيعة وأبعاد سياسية وفكرية قوية …سأحاول التعريف بكل منها على حدى في منشورات مختلفة…
“ففي مجال التأليف، تنوعت كتابات حسن أوريد الذي يتقن العربية والفرنسية والإنجليزية بين البحث التاريخي والاجتهادات الفكرية والإبداعات الأدبية. ومن أهم إصداراته في مجال الفكر والترجمة “الإسلام السياسي في إيران” (ترجمة)، و”الإسلام والغرب والعولمة” وهو كتيب صدر ضمن السلسلة الشهرية (منشورات الزمن).
كما ألف “مرآة الغرب المنكسرة” وهو دراسة نقدية لبعض الأفكار الغربية الاقتصادية والسياسية والدينية، أصدرها بالعربية والفرنسية، و”الفكر السياسي في إيران” (ترجمة من الإنجليزية إلى العربية).
وفي الإبداع الأدبي، صدر لحسن أوريد “الحديث والشجن” وهي رواية أقرب إلى السيرة الذاتية و”الموريسكي”، رواية كتبت بالفرنسية قبل أن تتم ترجمتها للعربية من طرف الكاتب المغربي عبد الكريم جويطي.
وقراءة في هذه الرواية، كتب الحسن السرات في موقع الجزيرة نت أن الجليد طغى على علاقة المثقف بالسياسي، فتوارى عن الأنظار، إلى أن جاء الربيع العربي فظهر أوريد بصبغته الفكرية والأدبية وقد عادت إليه الروح ولاحت نتائج رحلة باطنية عصيبة عبر فيها المحيط والصحراء معا. فكان “الموريسكي” واحدا من تلك النتائج.
وتتناول الرواية قصة الموريسكيين الذين تعرضوا لمحنة من أشد المحن دموية وظلما في التاريخ. واستقى مادة الرواية من سيرة أحمد شهاب الدين أفوقاي الذي فر من الأندلس زمان محاكم التفتيش إلى المغرب، ليلتحق ببلاط السلطانين السعديين أحمد المنصور الذهبي وولده زيدان.
كما صدرت له رواية “رباط المتنبي” ورواية “صبوة في خريف العمر”، ورواية “سيرة حمار” التي أثارت جدلا بخصوص رمزيتها السياسية، وديوان شعري بعنوان “يوميات مصطاف” وديوان “فيروز المحيط” وغيرها…
وفقك الله حسناء،بادرة طيبة من انسانة مثقفة
مزيدا من التوفيق والاجتهاد
كل التقدير لك