سجعية آه يا وطن!
في بلدِ مَوازين و لا مَوازينَ الحقُّ يُغرَّبُ./ فالكلُّ يُغنّي على لَيلاهُ والكلُّ هائمُ يُطرَبُ./إذا عَلا طبلُ الكَبير فكيفَ الطّبولُ لا تُضرَبُ؟ !
لنا حُكومة ما شاءَ اللهُ تَنشُط فَقط فيما يُسْلَبُ./ هَمُّها الدُّيونُ، لا الحَقَّ و لا كيفَ يُنهَبُ!/ ضَعيفة هَزيلة فكيفَ للعَزمِ ضَعيفٌ يُندَبُ ؟ !/
حُكومَة إمْلاءاتٍ خَلفَها ما يُعدُّ و ما يُرتَّبُ./ لا تَملكُ نَفسَها فكيفَ الأحْوالُ عِندَنا تُوضَّبُ؟ !/ كلامٌ في كلامٍ و وعودٌ في وعودٍ لا تنضَبُ./ و دارُ لقمان على حالِها لا شيءَ فيها يُقلَّبُ./
الصّحة عَليلة و التَّعليمُ جهلٌ يتكلّسُ
ويَترسَّبُ./ والوزراءُ منْ طينةٍ لا تفعلُ و حَتماً لا تَرْغبُ./
و برلمانٌ لنفسهِ يَسعى جاهداً مُجدّاً فلا يَتنكَّبُ./ و ثرواتُ البلادِ لا نَدري
كيفَ تجْنى و تُحْسَبُ !
ثراءٌ فاحشٌ هناكَ وهنا الفقرُ والنُّفوسُ تُعذَّبُ./ أكَلَ منّا البَحرُ خيرةَ الشَّبابِ و خَيرَ ما يُنْجَبُ./
فلا شغلَ و لا ما بهِ يَعيشُ المرءُ أوْ يَتكسَّبُ./ إلا أنْ يكونَ مَحظوظاً و للأعيانِ حَتماً يُنسبُ./
المواطنُ صِنفانِ لا ثالثَ لهُما مُضيَّعٌ و مُقرَّبُ./ هذا منّا يُنعّمُ و ذاكَ ليسَ منَّا يُهْملُ و يُتْربُ./
آه يا وطنَ موازين و لا مَوازينَ كيفَ لا أَتَعجّبُ؟! كيفَ لا يَأسى المرءُ في وطَنهِ و كيف لا يُغرَّبُ؟