Khattab Moawad. الأستاذ خطاب معود
في ذكرى رحيلها السادسة نتذكرها:
“الأميرة فوزية” جميلة الأميرات وأميرة الجميلات
كتب/خطاب معوض خطاب
الأميرة فوزية صاحبة العيون الجميلة والنظرة الحزينة هي كبرى بنات الملك
فؤاد من زوجته الثانية الملكة نازلي، وشقيقة الملك فاروق وعمة الملك أحمد
فؤاد الثاني، وقد اجتمع لديها المال والجمال والسلطة بشكل نادر.
فالأميرة فوزية وصفت بأنها أجمل بنات الملك فؤاد، بل هناك من وصفها بجميلة
أميرات العالم، وقد قيل إن شارل ديجول الزعيم الفرنسي قد وصفها بأنها
“المرأة التي ترك الرب توقيعه عليها”، والأكثر
من ذلك أن هناك من وصفها بأنها كانت أجمل نساء الأرض في زمانها، وقد جمعت
الأميرة فوزية بين سحر المرأة الشرقية وجمال وأنوثة المرأة الأوروبية،
فجدها لأبيها هو محمد علي باشا الألباني الأصل وجدها لأمها هو سليمان باشا
الفرنسي الأصل.
والأميرة فوزية كانت تجيد التحدث بالإنجليزية والفرنسية
والتركية والعربية بطلاقة، وتقدم لخطبتها محمد رضا بهلوي ابن شاه إيران
وولي عهد الإمبراطورية الإيرانية في ذلك الوقت، وبالفعل تمت خطبتها وسنها
17 سنة، وتم زفافها في15 مارس 1939، وقد أقيم لها حفل زفاف أسطوري في سراي
عابدين بالقاهرة، ووصف هذا الحفل بأنه كان أكبر حفلات الزفاف التي أقيمت في
مصر بعد حفل زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة، وقد غنت أم كلثوم في هذا
الحفل أغنية “على بلد المحبوب وديني”، بالإضاقة إلى أغنية أخرى كتبها بديع
خيري خصيصا لهذه المناسبة، كما قامت بديعة مصابني بالرقص أيضا في هذا
الحفل، كما أقيم لهما حفل زفاف آخر في قصر القبة في 29 مارس 1939.
و
لأنه لم تكن توجد خطوط طيران بين مصر وإيران فقد سافر العروسان عن طريق
باخرة من الأسكندرية ثم القطار من بغداد لطهران في رحلة طويلة، حيث أقيم
لهما هناك حفل زفاف ثالث، وتم إطلاق اسم الأميرة فوزية على إحدى المدن
الإيرانية فأصيح اسمها “Fawzia Abad”.
وبعد مرور سنتين على زواج
الأميرة فوزية أصبح زوجها إمبراطورا على إيران، وأصبحت هي تجثع بين لقبي
الأميرو المصرية والإمبراطورة الإيرانية، وكان الزوجان قد رزقا بابنة وحيدة
هي الأميرة شاهيناز بهلوي، ولكن حدث انفصال بينهما وتضاربت الأقوال عن
أسباب هذا الانفصال، ولكن في النهاية وقع الطلاق بينهما سنة 1945 مما تسبب
في أزمة سياسية كبرى بين البلدين في ذلك الوقت.
وفي 28 مارس 1949 تزوجت
الأميرة فوزية للمرة الثانية من العقيد إسماعيل شيرين بن حسن شيرين بك،
وفي 19 ديسمبر 1950 أنجبت ابنتها نادية التي تزوجت من الفنان يوسف شعبان
لفترة قصيرة، وقد شغل العقيد إسماعيل شيرين زوج الأميرة فوزية منصب وزير
الحربية والبحرية في الوزارة التي تم تشكيلها يوم 22 يوليو 1952 ولم تستمر
إلا يوما واحدا فقط بسبب قيام ثورة 23 يوليو 1952، وفي عام 1955 أنجبت
الأميرة فوزية ابنها حسين إسماعيل شيرين.
وهكذا فقدت الأميرة فوزية لقب الإمبراطورة بطلاقها من شاه إيران محمد رضا بهلوي،ثم فقدت لقب الأميرة بقيام ثورة يوليو.
والمعروف أن الأميرة فوزية قد أقامت مع زوجها العقيد إسماعيل شيرين
وابنتها نادية وابنها حسين في منطقة سموحة بالأسكندرية، وقد توفي العقيد
حسين شيرين في سنة 1994، ثم توفيت ابنته نادية في سنة 2009، وفي 2 يوليو
2013 توفيت الأميرة فوزية عن 91 عاما، وقد أقيمت عليها صلاة الجنازة في
مسجد السيدة نفيسة ودفنت بالقرب من قبر زوجها العقيد إسماعيل شيرين.
الأميرة “فوزية فؤاد”…… الجمال الحزين
المهندسة “هبة الله جميل عارف” تكتب:
رحم الله الأميرة فوزية…
رغم أنها وصفت بأنها أجمل الأميرات على مستوى العالم فإنها أيضا كانت
أرجحهن عقلا.. فقد كانت الصوت العاقل للأسرة المالكة والصورة المحترمة،
وأحبها الشعب المصري كما أحب الملكة فريدة، ولم يجرؤ إنسان أن يقول كلمة
عنها قبل أو بعد الثورة.. وكان أخوها الملك فاروق يلجأ إليها بعد وقوعه في
المشاكل وذلك لرجاحة عقلها وثقافتها وفهمها السياسة….
ورغم أن تعليمها كباقى شقيقاتها لم يتعدى قصر عابدين للغات والإتيكيت
والبروتكولات إلا أنها كانت محبة للقراءة والثقافة وهى صفة مشتركة بينها
وبين زوجها الثاني إسماعيل شيرين.
وكان طلاقها من زوجها الأول شاه
إيران بسبب خلافات ودسائس من بعض أعضاء العائلة المالكة الإيرانية وغيرتهم
منها لأنهم شعروا أنها أعلى منهم ثقافة ورقى.
ونحن لا ننسى أن والد
الشاه كان جنديا في الجيش الإيراني وتزوج بأربعة سيدات من أربع قبائل مهمة،
وقام بانقلاب على الشاه الأسبق وبذلك حكم. فسيدات القصر الملكي بإيران كن
أبعد ما يكن عن حياة القصور ومهدن للشاه علاقات نسائية تسببت فى إنهاء
الزواج، وحرم الشاه الأميرة فوزية من رؤية ابنتها شاهيناز، ولم تشاهدها إلا
يوم فرحها، ويفسر بعض الناس نظرة الحزن لدى الأميرة فوزية لحرمانها من
ابنتها، ولذلك سميت بالجمال الحزين..
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.