تصحيح التاريخ ⛔
سؤال : هل وأد عمر بن الخطاب ابنته في الجاهلية ؟
الجواب ( لا )👉
لقد شاع على ألسنة الكثير من الخطباء والوعَّاظ أنّ عمر بن الخطاب رضي
الله عنه كان قد وأد ابنته في الجاهلية ، ولطالما سمعنا هذه القصة على
المنابر وفي المحاضرات والمواعظ .
🔹وخلاصة القصة المنتشرة بين الناس :
“أنه رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه ، إذ ضحك قليلا ً، ثم بكى ،
فسأله مَن حضر ، فقال : كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة ،
فنعبده
، ثم نأكله ، وهذا سبب ضحكي ، أما بكائي ، فلأنه كانت لي ابنة ، فأردت
وأدها ، فأخذتها معي ، وحفرت لها حفرة ، فصارت تنفض عن لحيتي ، فدفنتها حية
” ❗
والعجيب أنّك تجد المرء من العوام لا يفقه من الإسلام شيئا ولا يحفظ من شرائعه أمرًا إلاّ قصة وأد عمر لابنته❗❗
🔹والحقيقة
المذهلة التي يتحمّل مسؤوليتها الخطباء والوعاظ أنّ هذه القصة باطلة
وموضوعة وملفقة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
🔸والعجيب
أنّه لا ذكر لها في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ ولا يعرف
من مصادرها إلا ما يقوله الرافضة الحاقدون من غير دليل ولا حجة .
والأصل أنه لا يُثْبَت مثل ذلك إلاّ بإسناد ثابت ، وليس لدينا إسناد ثابت بأن عمر رضي الله عنه فعل ذلك فعلاً .
وممّا يؤكد زيفها ووضعها :
🔹١-
أنّه من المعلوم أن أول امرأة تزوجها عمر – رضي الله عنه – هي زينب بنت
مظعون أخت عثمان فولدت له حفصة وعبد الله وعبد الرحمن الأكبر
كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير :
قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت
عثمان بن مظعون فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الأكبر وحفصة رضي الله
عنهم .
وكان ميلاد حفصة قبل البعثة بخمس سنين كما جاء في المستدرك وغيره
عن عمر رضي الله عنه قال : ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ولهذا فهي أكبر بنات عمر
👈 فلماذا لم يقم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بوأد ابنته حفصة رضي الله عنها وهي إبنته الكبري والتي تكنى بها أبا حفص ؟
ولماذا يئد من هي أصغر منها ؟ ولماذا انقطعت أخبار من وئدت فلم يذكرها أحد من أقاربها ولم نجد لها ذكرا في أبنائه ؟
فقد سموا لنا جميعا وسمي لنا من تزوجهن عمر في الجاهلية والإسلام ، ولم
نقف فيما اطلعنا عليه من المراجع على شيء يوثق به في هذا الأمر .
📘 انظر ترجمة أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها في “الإصابة” للحافظ ابن حجر
٧/ ٥٨٢
💡٢-
لم يعرف في بني عدي الذين ينتسب إليهم الفاروق وأد البنات بدليل أن أخته
فاطمة بقيت حية حتى تزوجت سعيد بن زيد ابن عم عمر بن الخطاب .
📘٣-
بعد بحث في كتب الأحاديث والتخريج لا يوجد له اثر إلا في كتب الرافضة
وعدم ورودها في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ دليل قاطع على
بطلانها .
🔅وأخيراً فإن مسألة الطعن في الصحابة عن طريق القصص التي ظاهرها ” البراءة ” كثيرة جدًا
لذا ينبغي على المرء أن يتثبت وأن يعرف من أين يأخذ العلم
✖وهذه القصة من اختلاق الروافض ، والمتهم باختلاقها هو الرافضي الخبيث
نعمة الله الجزائري صاحب الأنوار النعمانية ، وللتغطية يستعمل مصطلح “روي عنه”
🔸لنساهم في نشرها ، وفضح هذه الكذبة ، والذب عن أمير المؤمنين رضي الله عنه وعن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
منقول
موقع الدكتور مسلك ميمون