كتب الصديق زهير سعود و هو يتهيأ للتقاعد من مهنة الطب :
” في نهاية الدرب إلى “المعاش”:
يقولون لمن أنهى عمره الوظيفي وبلغ الستين عاماً: تعال وصدّق أوراقك، سنحيلك على “المعاش”..؟.
ليلة الأمس غرقت بالتأمل واستدرجني الخيال لمحطّات كثيرة في حياتي. كنت قد أعددت العدّة لوداع مهني، فقد حضّرت عملية كبيرة لأجعلها آخر إنجاز لي أثناء وظيفتي، وخاتمة الأعمال المهنية في مؤسسات وزارة الصحّة السورية. قلت للجنود المختفين في حجرات العمليات العقيمة والتي غالباً ما تغيب عن الأنظار: أحبّ أن ألتقط برفقتكم بعض الصور، فأنا في آخر الشهر محال “على المعاش”. في أوربا يطلقون على أمثالي “سنيور”، ويتضمن معنى اللفظ راحة منشودة، فالسنيور هناك ملك الترفيه، إذ لا شغل له إلا الترحال ونسج الذكريات، والسنيور لفظ مشغول بالمتعة وشغف الإنتظار. أما المحال “على المعاش” فكأنما أداره القدر إلى القبلة، وحفرة يستريح بها إلى الأبد، فلا شغل له سوى انتظار تلك اللحظة المفارقة ليستلقي في مساهمة محزنة بصناعة أديم الأرض. حول تلك اللحظة المفارقة تغتال المرء خيالات متنوعة تختلف تبعاً لمصدرها،”
سجعية التّقـاعـد .
العزيز زهير ذاك هو المآلُ فاحْتَسبْ./ منَ العُمرِ ما مَضى في سَبيلِ اللهِ و ارْتقبْ./ أجراً منَ الرّحمان عَظيماً فَلا تكْتئبْ./
عشْ ما تَبقى سعيداً و لا تَصْطحِبْ./ همّاً يُساورُك بعدَ الآن و لا تقتربْ./ الحَياة جَميلة تغْري ألا فاسْتجِبْ./ وعَهدي بكَ رائعاً مُجِدّاً فلا تَغترِبْ./ وعهدي بكَ نبعَ الحياةِ فلا تَضطرِبْ./
تلك سُنّة الحياةِ ألا زُهير ألا فاكْتسِبْ/ سُويعاتٍ من هناءٍ و كتابةٍ فانْتخِبْ./
لقدْ أدَّيتَ ما عليك فابْتهِجْ و اصْطَخبْ./ واحْمد اللهَ أنَّكَ كنتَ عَوناً فانْعمْ و انتَسِبْ./ و دَعَك كما أنتَ زاهراً فاعْلُ وانْجذبْ./ كطائرٍ يَشدو الحياةَ امْضِ و لا تَنقلِبْ./ كلّ آتٍ سيكونُ جَميلاً فكبّرْ واحْتَسبْ./