كتب الأستاذ حسن البقالي:
ذلك الرجل الهادئ
حين تكون مهتما بالقصة القصيرة جدا، متابعا لحركيتها على المنابر الثقافية أو في الملتقيات المنظمة داخل المغرب، من المرجح جدا أن تصادف ذلك الشخص الناحل الهادئ الحيي شديد التهذيب، الذي يوقع عن حضور لافت، منصتا أو مساهما بمداخلة لن تكون إلا نوعية لما يتدارس هناك.
أتحدث عن الدكتور مسلك ميمون أحد المتابعين الأوفياء والشرسين لما يكتب تحت يافطة القصة القصيرة جدا، والمنافحين عنها كسلالة أدبية ناشئة ومحتاجة إلى دعائم صلبة تشد بنيانها، إن على المستوى الإبداعي أو النقدي.عرف بقراءاته المتعددة لإسهامات العديد من الكتاب، بنقوده وطروحاته النظرية، المتخللة لمجموعة من المنابر والصفحات الإلكترونية، او المجمعة في كتب ورقية والمخصصة لدراسة أحد كتاب القصة القصيرة جدا بصيغة المفرد، يسعفه في ذلك جمعه بين ثقافة كلاسيكية تهتم بالموروث الثقافي العربي، وأخرى حديثة تستقي من منابع مختلفة عربية وغربية، وتحفر بأناة في جسد القصة القصيرة جدا. كل ذلك يجعل منه منارة ضرورية لمن يبحر في المجال، ولا عجب إذا، أن يراسله الكتاب من مختلف البلدان العربية طلبا لأن يمهر مجموعاتهم المزمع نشرها بتوقيع وكلمة تصدير. كتاب من المغرب والجزائر وليبيا والأردن ومصر وسوريا والعراق واليمن.. يقدم منتجاتهم، في الوقت الذي يحلل فيه، يفكك وينظر وينتقد ويوجه، ضمن براديغم واضح وأفق تنظيري ينتصر لحكائية النص القصصي.د. مسلك ميمون لا يهمل مقومات القصة القصيرة جدا، من تكثيف وإضمار ومفارقة وإدهاش… لكنه يشدد على المكون الذي تنتفي بغيابه هوية النص كنص قصصي، الذي هو الحكي.. الحكائية، القصصية، سرد الوقائع بشكل فني وبالاقتضاب الضروري الذي يفرضه الانتماء لهذا الجنس الأدبي. وفي ذلك أجدني أتفق كليا معه. فلا الإلغاز ولا الاتكاء على الجملة الفعلية المكرورة الموتورة، ولا المفارقة الساذجة الناهضة على مبدإ الثنائية الضدية، لا يمنح كل ذلك للنص أوراقه الثبوتية بالقدر الذي تمنحه إياها حكائيته.في العادة،
أنأى بنفسي عن تقريظ كل من له سلطة مادية أو رمزية، كأن يكون ناقدا أو رئيس تحرير وما شابه، لكنني ، من جهة أخرى، أومن بأهمية الاعتراف لأصحاب الفضل بأفضالهم وهم أحياء يرزقون، لأن كلمات التأبين قد تطرب قائلها أكثر. وبودي أن أسأل، ختاما: هل تم تكريم د.مسلك ميمون؟ هل فكرت هيأة أو مؤسسة ثقافية مغربية/عربية في تنظيم حفل تكريمي له؟ في عقد ندوة لتدارس عطاءاته؟
* جمعت التصديرات في كتاب ” ما قبل السرد، تصديرات لمجموعات قصصية”، طبع ديوان العرب، 2019
جملة من التعليقات المصاحبة للمقالة:
Mustapha Nfissi صباح الخير سي حسن.. تطريز رائع.. التحايا الغزيرة
- مبارك السعداني: الدكتور مسلك ميمون هو كما ذكرت، سي حسن. لقد أجدت في تقديمه وإبراز مكانته في ترسيخ القصة القصيرة جدا في المغرب وباقي الوطن العربي، ينافح عنها بصراحته المعهودة لا تأخذه في ذلك لومة لائم. وشعاره لا داعي لإغراق سوق الكتاب بركام من المطبوعات التي لا تقدم إضافة نوعية في المجال. وله اجتهادات في تقريب التصور الصحيح، كما يراه، في منشورات نظرية وتطبيقية. تحياتي وتقديري لكما.
- Amina Cherradi تعرفت عليه من خلال برنامج في الإذاعة. و كانت أول مرة ارسل قصة قصيرة لبرنامجه، و كانت مفاجاتي كبيرة لما اذاعها بصوته العذب و الجميل. أنه عاشق للغة العربية. معك حق ذ.حسن، رجل مثقف يستحق كل التنويه .
جمعة الفاخري : أحسنت أستاذ حسن.. هو من المقدمين في التأسيس لهذا الفن الإبداعي المستحدث، والمنظرين له، والآخذين بأيدي مبدعيه، فضلا عن جهود أخرى مخلصة في خدمة الأدب العربي والنقد واللغة العربية.. شرفت بمعرفته وباعتنائه بقصصي نقدًا وتقديمًا..حفظه الله تعالى ورعاه..وأجزل شكري لك صديقي الحسن المبدع الجميل، والإنسان النبيل الوفي.
الحسين الناصري سلام : ناقد أكاديمي متمرس و متواضع .. شخصيا له الفضل الكبير علي منذ نعومة قلمي..كنت مولعا ببرنامجيه “رحلة مع الكلمة” و “مع ناشئة الأدب” خلال تسعينيات القرن الماضي على أمواج إذاعة أكادير الجهوية ..كان كل حلمي أن أرسل إليه إحدى محاولاتي في جنس الخاطرة و أنعم بقراءتها بصوته الدافئ و بلسانه العربي القويم .. لكن للأسف لم أتمكن قط من مراسلة برنامجه لظروف ربما مادية أو جغرافية بحكم إقامتي في البادية ..لكن شاءت الأقدار أن يكون هو من يراسلني على الخاص بكل ما أوتي من تواضع بعد أكثر من عشرين سنة ليخبرني أنه أعجب بقصتي القصيرة جدا “دورة حياة” و أنه نشر قراءة حولها فكانت فرحتي كبيرة جدا ..و ما زالت أفضاله علي مسترسلة حيث أراسله على الخاص و أخذ رأيه و توجيهه بخصوص بعض النصوص كما لا يبخل بإرسال كتب كلما وجد لذلك سبيلا.. هي شهادة أحببت فقط أن أقدمها بين يدي هذه المقالة القيمة و أتقاسمها معكم ..تحياتي الحارة لهذا الهرم الإبداعي و النقدي و تحية خاصة لك السي حسن على هذه الالتفاتة الطيبة..دمت مميزا
مديحة الروسان الاستاذ حسن البقالي ابدعت في ماقدمت بحق الاستاذ الدكتور مسلك ميمون واعترف بانه استاذي ومعلمي وله الفضل الكبير بتعلمي ابجديات واصول كتابة القصة القصيرة جدا شكرا لك السي حسن التكريم المستحق ودمت
شريف عابدين الدكتور مسلك ميمون والأستاذ حسن البقالي قامتان سامقتان في النقد والإبداع وفي التاسيس والتنظير للقصة القصيرة جدا حفظهما الله وامتعهما بموفور الصحة والسعادة ·