ممدوح عدوان


سمير حماد / سوريا

سبع عشرة سنة مرّت على مغادرة ممدوح عدوان منبر الإبداع والحياة …غادر جسداً , لكنه بقي حياً في ذاكرتنا وخيالنا وضمائرنا …ممدوح , كان مبدعاً سورياً في زمن القحط …وحضوراً متألّقاً في زمن التغييب , وصراخاً متأججاً في زمن السكوت ….صاحب نتاج غزير متنوع , ساحر ومدهش … وذو مكانة شعرية ومسرحية وصحافية مميّزة , ناهيك عن الترجمة والرواية والسيناريو التلفزيوني … لايختلف اثنان على حضوره العظيم , حتى في غيابه , وهو الذي كان يرى في الابداع لهوا, لكنه لهو مقلق لآصحاب العروش . ودكاكين السياسة ..انتاج مذهل لعمر قصير …26 مسرحية…20 مجموعة شعرية …وروايتين …وخمس كتب نثرية …25 كتابا مترجماً …وأكثر من …20 مسلسلاً …فضول معرفي كبير وغريب , جعله مهموما دائما بانجاز أمور كثيرة في الوقت ذاته ….أو مهجوساً بأسئلة يطرحها …ويترك الآخرين منشغلين بالاجابة عنها ….هذا الفضول جعله غيرمنشغل بنهاية الطريق الذي يسلكه قدر اهتمامه بالتفاصيل التي تعترضه ….انتقد السلطة في اوج قوتها , كان معارضا عنيدا من داخل المؤسسة , الثقافية والسياسية …كان اسما من اهم الاسماء , في المشهد الثقافي السوري , وكان على علاقة بمن هُمّشوا ثقافياً , بسبب الواقع الثقافي المنهار للمنظومة الثقافية والاجتماعية والسياسية , كان حائطا يستندون عليه , وملجأ لصراخهم …لما ملك من جرأة نادرة في المواجهة , وهو صاحب الصرخة الشهيرة في وجه الاعلام والسلطة : (….الانظمة السياسية كذابة , لهذا لايصدقها أحد , لايصدق أحدٌ بيانا عن معركة بخصوص الشهداء , ولا حتى عن درجات الحرارة الصغرى والقصوى) ….. (أنا أعمل في إعلام يكذب حتى درجات الحرارة وأخبار الكوليرا ..)صرخة اليمامة في مسلسل الزير سالم مازالت مدوية ( أريد أبي حياً ) ….وكأنه يقول :لامهادنة في الصراع ….أسقط ممدوح , الزير سالم في مسلسله الشهير كبطل شعبي ….ورفع بدله الى الأوج , الصاحب ابن عباد , رجل السلام , حكيم القوم …..ابن عباد الذي مازلنا نبحث عنه …عن السلام …في وقت لانرى فيه الا المتعطشين للدماء …في هذه الحرب الخؤون ….حرب البسوس السورية …….أو داحس والغبراء العربية …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.