* فلسفة اللامعقول عند ألبير كامو ( Albert Camus )…!!
يقول ألبير كامو : “من يشعر باللامعقول يرتبط به أبدا”، فالإنسان عنده قد يشعر في لحظة نادرة من لحظات حياته أن كل ما في الوجود غير معقول؛ و سيحاول التخلص أو الفرار من العالم، و يستقرأ ألبير كامو الفلاسفة الوجوديين، فيجدهم جميعا يلجأون إلى الفرار…و يأخذ على هؤلاء الفلاسفة التجاءهم إلى “الوثبة” في الوقت الذي كانت الأمانة تقتضي عندهم الوقوف على اللامعقول، و إلا كان ذلك منهم تهربا و تحايلا…
الواجِب إذن هو الإصرار على الوقوف عند اللامعقول، و ألا ينساق الإنسان وراء السراب الذي يصوره له إغراء الفرار…و من أجل هذا يقلب كامو العملية، فبعد أن كان السؤال عما إذا كان للحياة من معنى حتى يحياها الإنسان؟ أصبح و كما قال : كلما خلت الحياة من المعنى كانت أخلق بأن يحياها الإنسان…!! و هنا يقصد كامو أن على الإنسان أن يقر بأن الحياة خالية من المعنى، ثم يكيف موقفه منها…
و الموقف الوحيد الذي يجدر بالإنسان أن يقفه في هذه الحالة، هو موقف “الثورة”…و هذا الموقف يضاد الإنتحار لأن الإنتحار يسلم بأن الحياة ليس لها معنى، و أن الوجود لامعقول، أما الثورة فتعني أن تسلم بهاتين الحقيقتين مع الثورة عليهما…فالثائر يرفض الموت، أما المنتحر فيتعجل بالمستقبل الذي هو الموت…
الجديد في موقف كامو هنا هو التحدي للوجود و العدم معا، فهو يتحدى الوجود بإقراره بأنه غير معقول، و يتحدى العدم برفضه للانتحار…الحياة لا معنى لها، و لكن فلنثر عليها كما هي، مع بقائنا غائصين في أعماقها متحدين العدم، و إذا متنا متناثرين ثائرين، لا مستسلمين عن طيب خاطر…و نستطيع أن نجمل مذهب كامو بعبارة واحدة : ” عش ثائرا على الحياة و مت ثائرا على الموت”.