سجعية تأبين الشاعر كريم العراقي
مَنْ غيركَ سيقولُ الشِّعرَ لحنًا شَجيًّا يَنتظمُ؟/ مَنْ غيركَ يَنتقي الكَلِمَ و المَعنى فلا يَنْفطمُ؟/ مَنْ غيركَ اشْتدَّ عودُه شِعرًا فَلا و لا يَنقسمُ؟/ أرَى شَمسَ الشِّعرِ غَرُبَتْ و دِفؤها يَنْصَرِمُ./ ما بَقي بَعدكَ إلاّ أَحْزانٌ وعتمة هًنا ترْتَسمُ./
يا بَهيَ البَسماتِ والكَلامِ فالكلُّ لَديكَ يَلتئمُ !/ أَكُنتَ تَغْرفُ منْ بَحرٍ فبَحْركَ لُجَيٌّ يلَتَطِمُ؟/ أَكُنتَ تَرتشِفُ رَحيقًا فالرَّحيقُ بكَ ينْسَجمُ؟/ أَكُنتَ مُلهَمًا يُوافيكَ الإلْهامُ دَوْماً و يَعْتَصمُ؟/ أمْ كُنتَ كلَّ ذلكَ إبْداعٌ و نَقدٌ فيكَ يخْتَصِمُ؟/
ترْحلُ فجأة و في قَراركَ الكَلماتُ تَزدَحمُ./ تَمنَّيتَ لفَظَها غاضِبًا كَمنْ يَتَمرَّدُ أوْ يَنتقمُِ./ تَمَنيتَ قوْلها قَصيدةً كهَديرِ مَوجٍ يَضْطرِمُ./ تمنَّيتَ شعرًا يَدكُّ حُصونَ بَغْي فَلا يَنفَصمُ./ ولكنَّ للرَّحيلِ أَجلا إذا وَفَّى فَلا ولا يَنْهزِمُ./
أشاعرَ العراقِ و العُربِ و كلّ منْ يَلتزِمُ./ نَعيشُ ما عِشْنا والفِراقُ قَضاءٌ بهِ نَصطدِمُ./ رَحيلكَ صَعْبٌ و الأقْدارُ بالرَّحيلِ تَخْتَتِمُ./ لكَ الرَّحْمَةُ وإنْ شاءَ اللهُ جَنّةَ النَعيمِ تَغْتنِمُ./ و دامَ شِعرُكَ صَدى الذِّكْرياتِ بَينَنا يَنتَظِمُ./
* مسلك *
نبذة عن حياة المرحوم الشاعر كريم العراقي
وفاة شاعر #العراق#كريم_العراقي في العاصمة #الإماراتية#أبو_ظبي منذ قليل ، #العراقي يعتبر أحد أهم وأبرز شعراء #العرب المعاصرين ،
رحل صاحب قصيدة “الشمس شمسي والعراق عراقي” بعد صراع طويل مع المرض. فقد كسرت “الأحزان” الشاعر العراقي الشهير “كريم العراقي” فجر اليوم الجمعة، هو الذي كتب يوما “لا الأحزان تكسرني”.
هو الشاعر الغنائي الذي غنى للطفولة وللانسان كريم عودة المعروف كريم العراقي رحل عن عمر ناهز 68 عاما، ولد في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد يوم 18 فيفري من عام 1955.
حاصل على جائزة الأمير عبد الله الفيصل العالمية عام 2019م.
حاصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد.
عمل كريم العراقي معلما في مدارس بغداد لعدة سنوات ثم عمل مشرفا متخصصا في كتابة الأوبريت المدرسي.
بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالبا في المدرسة الابتدائية في مجلات عراقية عديدة منها: مجلة المتفرج، والراصد، والإذاعة والتلفزيون، وابن البلد، ووعي العمال ومجلة الشباب.
حصل على جائزة منظمة اليونسيف لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة تذكّر التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر .
من أعماله، ديوان “للمطر وأم الضفيرة”، “ذات مرة”، “سالم يا عراق”، “الخنجر الذهبي”، و”الشارع المهاجر”
واشتهر ببيت الشعر الذي يقول فيه :
لا تَشْكُ للناس جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ
منقول
من شعر المرحوم كريم العراقي:
لشمسُ شمسي والعراقُ عراقي ما غيَّرَ الدخلاءُ من أخلاقي
ضغط َالحصارُ على جميع ِاصابعي فتفجرَ الابداعُ من اعماقي
أجريتُ في الصخر ِالعقيم ِجداولاً وحَمَلتُ نورَ اللهِ في احداقي
الشمسُ شمسي والعراقُ عراقي ما غيَّرَ الدخلاءُ من أخلاقي
* * *
هذا ضميرُ الكون ِ—- جبهتي وكواحدٍ من اخوتي و رفاقي
أنا منذ فجر ِالأرض ِألبسُ خوذتي ووصية ُالفقراءِ فوقَ نطاقي
أنا منذ فجر ِالخلق ِألبس خوذتي ووصية ُالفقراءِ فوقَ نطاقي
سقطت سياقاتُ الكبار ِسقيمة ً والتفَ شعبُ الارض ِحولَ سياقي
* * *
قدري بأن كل الحروب تجيئني مجنونة ًتسعى لشدِ وثاقي
فمن السيوفِ إلى الرصاص ِ مدائني ذابت من الإحراق ِوالإغراق
ومن الشموع ِالى الدموع حبيبتي محفوفة ٌبخناجر ِالسراق
وأنا الجميلُ السومري البابلي كانت يدي قيثارة َالعشاق
ملأت فضاءاتِ الوجودِ قصائدي حتى كأن الشعرَ صوتُ عراقي
* * *
وتحالفت كلُ العصور ِلمقتلي فأغظتــُها بتماسكي الخلاّق
وتنمرت واستأسدت وتفرعنت فحملتها جبلا على الاعناق
اسمع صهيلَ الحزن بين مفاصلي اضحى صديقي.كنيتي.ميثاقي
هربت طيوري حين ضاع امانـُها فكأنني شجرٌ بلا أوراق
لكنها همسُ العراق بمسمعي يفنى الأسى وجبينُ عزكِ باقي
الشمسُ شمسي والعراقُ عراقي ما غيَّرَ الدخلاءُ من أخلاقي
جزاك الله خيرا على هذا التأبين المفعم بالأحاسيس الجياشة تجاه شاعر العراق: كريم العراقي الذي بلغ صيته كل العرب…نتمنى له الرحمة و المغفرة و الفردوس الأعلى