سجعية : تأبين عميد الأدب المغربي د عباس الجراري
أناسٌ و أناسٌ تَرْحلُ و قدْ يَطويها النّسيانُ./ كأنْ لمْ تكنْ بَيننا تُثيرُها أفْراحٌ و أحزانُ ./ و أناسٌ إنْ رَحلَت اشْتاقتْ إلَيها أَحْضانُ./ و هَفَّتْ إلَيها بالصَّلاةِ و خُضِّلتْ أَجْفانُ ./ تِلكُمْ صَفْوةٌ زانَها منَ اللهِ عِلمٌ و إِحْسانُ./
أعبَّاسُ إنَّ المَوتَ حقٌّ و يقينٌ و سُلطانُ./ نَحيا ما حَيينْا والأجلُ المَحتومُ نُقصانُ ./ قدرُ اللهِ آتٍ و لا يُسْتثْنى منْ ذلكَ إنْسانُ./ فَقط في القلبِ إحْساسٌ جَريحٌ و أشْجانُ./ وذكرياتٌ حُبلى منْ وَجدٍ كأنّها تِحْنانُ ./
أعباسُ إنْ أذِنَ الرَّحيلُ و كانَ الفُقدانُ ./ فلا فقدَ و إنْ غابتْ في الثَّرى الأبْدانُ ./ آثارُكَ بَينَنا تشْهدُ وحَسْبُها أنَّها البُرْهانُ./ رَوَتْ أجْيالا ًو اقْتنَتها شُعوبٌ و بُلدانُ./ آثارٌ مُباركَةٌ يُخْطِئُها العَدُّ و الحُسْبانُ ./
أعبَّاسُ لقد استأثرَ بك فقهٌ و عِرْفانُ ./ كلُّ ما عَدا العِلمِ عندكَ هفْتٌ و بُطلانُ./ جُدتَ حاتمٍياً كَأنَّكَ في الجودِ خزَّانُ ./ رَحمكَ اللهُ وخَضَّل قَبْرَكَ الغُفرانُ ./ فمِثلكَ سَيَحيا بَينَنا لا يَطالُهُ النِّسْيان ُ./
* مسلك ميمون *