سجعية: السّائل

كتبت الشاعرة سعاد بازي:
إلى من سألني : من أي جرح أنت ؟
سأقف وراء اللغة
كي لا أصاب بتماس
وأنا أجيب بكل الحروف المبررة
واللامبررة
أن رعب القرب
يطلق سراح ذئاب تروع حملان قلبي
أنا أسيرة لمحتمل قد لا يقع
تطاولٌ ما على أجنحتي
أساء إلى أحشائي
احتفظت بأجنتها
بكامل الرضوض
خوفا من نصال جديدة
كنت أعتلي منصة الشريحة المتفائلة
أية لعنة قذفت بي إلى عالم” الدستوبيا ”
أتساءل بدوري
لماذا أفتح بابا
عندما يكون علي أن أفتح نافذة ؟
وأتساءل :
من الأشرس
ذئاب العمر
أم غيلان الطريق ؟
سعاد بازي

فكانت سجعية : السّائل

إنْ قيلَ منْ ايِّ جرحٍ أنتِ؟ فأكْتفي منهُ باِلسُّؤالِ./ فالسَّائلُ أدْرى بِعُمقِ الجُرحِ فلا يُعْنى بالمَقالِ./ سَواء فُتحَ البابُ أوِ النَّافذةُ فَفي جَميعِ الأحْوالِ./ هو أدْرى بالمُعاناةِ و في غِنًى عنْ كلِّ الأمْثالِ./ لو لا عِلمُه بِنزيفِ الحُرحِ لَما انْبَرى بالسُّؤالِ ./

و هلْ يُجْدي نَوعُ الجُرحِ إذا تَفاقَمَ بِأمْرٍ عُضالِ؟/ و هلْ تفيدُ الحُروفُ في رَسْمِ مَعنًى للإعْلالِ؟/ و هلِ اللُّغةُ بِكلِّ مَعانيها تَكشِفُ ما بِالأوْصالِ؟/ و لكن السَّائلَ أدْرى بِمُضْمَرِ الذَّهابِ و الإقْبالِ./ أدْرى و مِنْ عَجَبٍ يُمْعنُ في طَرْحِ السُّؤالِ؟!/

لِتَسْكُنَ حِمْلانُ قَلبِكِ و تَرتَعَ مُروجَ الجَمالِ./ فلا تَخْشى الذِّئابَ و لا رُعبَ غيلانِ الجِبالِ./ ضَمِدي الجُرحَ القَديمَ كَيْ تَنعَمي بِالكَمالِ./ فلا ديسْتوبيا إلاّ في جُرحٍ غائرٍ في إهْمالِ./ أثارَ السَّائلَ فأشْفقَ فتَمادى في السُّؤال./

* مسلك *

الشاعرة سعاد بازي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.