لماذا ال ( ق ق ج) ؟

ورد في صفحة الفايسبوك الخاصة بالصديق القاص و الروائي يوسف سباعي من المغرب قوله :
[ قصة قصيرة بلا جدا ستكون أفضل من الصداع النصفي! ]

العزيز أستاذ يوسف السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
لو قيل لي : يوسف سباعي .أفكر مباشرة في القاص و الروائي المصري المعروف رحمه الله. و حين أنبه بأن هناك يوسف سباعي قاص و روائي أيضا في المغرب. أقول في نفسي ، ما هذا التشابه في الأسماء و الهواية؟! و أنى لي أن أميز المقصود بين الرجلين من أول وهلة ؟! و أقول في نفسي أيضا : ماذا لو سمي الثاني كناية:  يوسف سباعي الشمالي ، أو التطواني أو المغربي.. لكان الأمر أوضح. لأن  بدون هذه الكنية ، يكون الصداع النصفي حقا.
و كذلك هو الشّأن في  ال (ق ق ج)، كان من الضّروري، أن تتمّيز عن القصة القصيرة، و القصّة  :
حجما و أسلوبا ، و لغة.. دون أن تتجرد من طابعها القصصي, فكلمة ( جدا ) كانت الإطار المميز لهذا الصّنف من السّرديات. علما أنّ في العالم خمسة و عشرين اسما لهذا الصنف: [ القصة القصيرة جدا، ولوحات قصصية، وومضات قصصية، ومقطوعات قصيرة، وبورتريهات، ، وقصص قصيرة، ومقاطع قصصية، ومشاهد قصصية، و فن الأقصوصة، وفقرات قصصية، وملامح قصصية، وخواطر قصصية، وقصص، وإيحاءات، والقصة القصيرة الخاطرة، و القصة القصيرة الشاعرية، و قصة بحجم الكف، والقصة القصيرة اللوحة.. القوقجة، والومضة، والقصة البرق، والقصة اللامعة، ولقطات قصصية، وصعقات قصصية، وقصة في دقيقة…] كل هذه الأسامي لم  يثبت منها اصطلاحيا إلا: (ال (الق ق ج).
    و لهذا فإن كلمة ( جدا ) فاصل فيصل ، و مميز خاص. و هذا لا يعني أن كل نص ينضوي تحت ظل كلمة ( جدا) فهو قصّة، من خلال متابعتي لذا الفن الجميل منذ أربعة عقود أشهد أن أغلب ما يكتب باسم ال (ق ق ج) حاليا، هو مجرد كلام قصير جدا، و لا صلة له بالقّصّة، و لا يستجيب لخصائص القص,.لأّن ال (ق ق ج ) هي ببساطة:  رهان التّواصل  (L’enjeu de communication  ) و ليس باستطاعة الجميع خلق تواصل قصصي بالوجه الأكمل. كما أنّ ال (ق ق ج) حسب وليام تريفو: (هي فنّ التقاط اللّمحة.. اللّحظة المتفجرة بالمعنى ) و ليس الجميع يملك خاصية الالتقاط الفنّي و الجمالي و القصصي..للّحظة الحبلى بالمعنى.

* مسلك *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.