قررت منظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو) أن تحتفل بأعمال العالم العربي إبن الهيثم في بداية 2015، وهي السنة الدولية للضوء وتكنولوجيا البصريات، بهدف زيادة التوعية حول الفرص التي توفرها تكنولوجيا الضوء في مواجهة العديد من التحديات العالمية المرتبطة بالضوء والتعليم والزراعة والصحة، كما جاء في بيان صادر عن مقر المنظمة الدولية ومقرها باريس.
وقد إختارت اليونسكو رائد علم البصريات إبن الهيثم الذي كان يلقب باسم “أبو البصريات الحديثة” للإنجازات التي حققها في مجالات البصريات والرياضيات وعلم الفلك ووضع مناهج تجريبية تعليمية ما زالت قائمة حتى اليوم.
ولد أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم في البصرة سنة 965 ميلادية (354 هجرية) وتوفي في القاهرة سنة 1040 (430). وأهم آثاره “كتاب المناظر” والذي تضمن كثيرا من إسهاماته وخاصة في علم البصريات وتصحيح الكثير من المفاهيم السائدة فهو أول من أثبت أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين وليس العكس مما مهد فيما بعد لاختراع الكاميرا. وهو أول من شرّح العين تشريحا كاملا مبينا وظيفة كل عضو فيها.
تبدأ الاحتفالات في مقر اليونسكو في 19 كانون الثاني/يناير 2015 لإعلان إطلاق السنة الدولية للضوء وسيشارك في الحفل العديد من الشخصيات العلمية البارزة بمشاركة منظمة “ألف إختراع واختراع″ المعنية بالعلوم والتراث الثقافي. وستنطلق العديد من الفعاليات على مستوى الدول ينظمها مجموعة من العلماء والناشطين إحتفالا بإسهامات العالم إبن الهيثم.
وقد أعلنت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا أنها سعيدة للتعاون مع منظمة “ألف إختراع واختراع″ لاستهلال حملة “عالَم إبن الهيثم” العالمية للتشجيع على تسخير الضوء لمنفعة الجميع. وأضافت:”إبن الهيثم عالِم رائد وإنساني النزعة عاش قبل ألف سنة ولم تكن حياته وأعماله مهمة بقدر ما هي عليه الآن”.
وبالإضافة إلى العديد من الأنشطة سيتم التحضير لمؤتمر ومعرض في مقر اليونسكو في 14 أيلول/سبتمبر 2015 تحت عنوان “تسخير العصر الذهبي للعلوم في الحضارة الإسلامية لصالح مجتمعات المعرفة” بهدف تسليط الأضواء على الإنجازات التي قدمها العلماء المسلمون في ميادين العلم والثقافة والاكتشافات المبهرة والتي فتحت المجال للنهضة الحديثة.
القدس العربي