نظرية القصة عند موباسان
نظرية القصة عند موباسان تتمحور حول الواقعية، التكثيف، والنهاية المفاجئة (الصدمة)، حيث كان يركز على تصوير حياة الناس العاديين والصراعات النفسية والاجتماعية بأسلوب واقعي ومباشر، ويستخدم “القطاع العرضي” في السرد لتكثيف حدث واحد يكشف حقيقة الشخصيات، مع نهاية لاذعة ومفاجئة تكشف عن عبثية الوجود أو غرور الإنسان، كما في قصة “العقد”.
أهم مبادئ نظريته:
الواقعية (Réalisme): يصور الواقع كما هو، غالباً ما يكون قاسياً، ويسلط الضوء على الجوانب البشعة والمفككة، مع التركيز على الشخصيات المهمشة والواقعية الاجتماعية.
التكثيف والحدث الواحد: يرى أن القصة القصيرة هي “قطاع عرضي” يركز على حدث واحد يختزل حياة الشخصية بأكملها، بدلاً من السرد الطويل.
الشخصية: يركز على الشخصية كمدار للأحداث، ويكشف دوافعها (مثل الجشع، الكبرياء) وتفاعلها مع العالم، دون تعمق نفسي مفرط يجعله رواية نفسية بحتة.
النهاية الصادمة (Chute): النهاية غير متوقعة ومفاجئة، تضرب القارئ بقوة وتكشف عن مفارقة أو حقيقة مؤلمة، كما في نهاية “العقد” حين اكتشاف القلادة مزيفة.
الموضوعات المتكررة: يتناول مواضيع مثل الحرب، البحر، صراع الطبقات، الحب، القدر، والسأم الوجودي.
الهدف: كشف زيف المظاهر وسوء الفهم البشري، وإظهار أن الإنسان غالباً ما يغرق في أوهامه، وأن الحياة عبثية ومفككة.
باختصار: كان موباسان يرى القصة القصيرة كفن للتكثيف يهدف إلى تقديم لمحة سريعة ومؤثرة عن الحياة، تنتهي بصدمة تكشف عن حقيقة العالم أو الشخصية، مما يجعله أحد آباء القصة القصيرة الحديثة.

