نظرية القصّة عند تشيخوف

مفهوم القصة عند تشيخوف

يرتكز مفهوم القصة عند أنطون تشيخوف على الواقعية الإنسانية

وتصوير الحياة العادية دون أحكام أيديولوجية أو حبكات درامية معقدة، مع التركيز على العمق النفسي والإيجاز الشديد.

المبادئ الأساسية لمفهوم القصة عند تشيخوف:

الموضوعية التامة والتعاطف: سعى تشيخوف إلى تصوير الحياة كما هي، بموضوعية تامة، متجنبًا الانحياز لأي أيديولوجيا. وفي الوقت نفسه، تتميز قصصه بتعاطف وتفهم عميق للشخصيات وضعفها الإنساني وتناقضاتها، مما يجعل القارئ يشعر بالشفقة بدلاً من السخرية منها.

الإيجاز الشديد: آمن تشيخوف بقيمة الاختصار، واشتهر بمبدأ “بندقية تشيخوف” السردي، الذي ينص على ضرورة كل عنصر في القصة وحذف أي تفاصيل غير ذات صلة. كان يرى أن القصة الجيدة يجب أن تكون موجزة وكاملة ومتناسقة.

التركيز على الشخصية والمزاج: على عكس معاصريه الذين ركزوا على الحبكة الصارمة، ركز تشيخوف على العوالم الداخلية للشخصيات وتحولاتها العاطفية الدقيقة. غالبًا ما تفتقر قصصه إلى بدايات تقليدية أو نهايات حاسمة ومغلقة، بل تترك نهاياتها مفتوحة ليفكر القارئ فيها.

تصوير الحياة اليومية العادية: التقط تشيخوف إيقاعات الحياة اليومية للناس العاديين، واستخدم مواقف تبدو تافهة أو عادية ليكشف من خلالها حقائق أعمق عن الطبيعة البشرية والظروف الاجتماعية.

غياب الخطابات المطولة: تجنب تشيخوف الإفراط في العبارات المطولة ذات الطبيعة السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية المباشرة، معتمدًا بدلاً من ذلك على التلميح والرمزية لإيصال المعنى.

الوحدة واللاجدوى والأمل الضائع: تتجلى في قصصه قضايا إنسانية عميقة مثل الوحدة والاغتراب والشعور باللاجدوى والأحلام المؤجلة أو الضائعة، والتي تُعرض من خلال خيبات الأمل اليومية الصغيرة للشّخصيات.

باختصار، القصة عند تشيخوف هي “شريحة من الحياة” مركزة وموجزة، تعكس الواقع بصدق وعمق نفسي، وتدعو القارئ للتأمل في تعقيدات الوجود الإنساني دون تقديم حلول سهلة أو نهايات واضحة.

عن AI

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.