منشئ علم العروض
الخليل بن أحمد الفراهيدي
يرجع نسبة إلى فراهيد بن مالك بن فهم بن عبد الله ابن مالك بن مضر الأزدي البصري, والفراهيد جرو الأسد
يرجع نسبة إلى فراهيد بن مالك بن فهم بن عبد الله ابن مالك بن مضر الأزدي البصري, والفراهيد جرو الأسد
وكان رأسا في لسان العرب , مفرط الذكاء ، دينا ، ورعا ، متقشفا , متعبدا قانعا ، متواضعا
وقيل : إنه دعا الله أن يرزقه علما لا يسبق إليه ، ففتح الله له بعِلم العَرُوض
أول من ضبط اللغة العربية
أول من ابتكر المعجمات
أول من ابتكر المعجمات
أول من جمع حروف المعجم في بيت واحد وهو من البسيط
صِف خَلقَ خَودِ كَمِثلِ الشَمسِ إِذ بَزَغَت .. يَحظى الضَجيعُ بِها نَجلاءَ مِعطارِ
أخذ النحو والقراءات والحديث على أئمة العربية والرواة كأبي عمر بن العلاء وعيسى بن عمر . ثم أبدى فسمع الفصيح وجمع الغريب حتى نبغ في اللغة نبوغاً لا يعرفه التاريخ لغيره .وانكب على العلم يستنبط ويؤلف ويعلم .
أخذ عنه سيبويه النحو ، والنضر بن شميل ، وهارون بن موسى النحوي ، ووهب بن جرير ، والأصمعي ، وآخرون
قال ( أحمد حسن الزيات ) : كان الخليل غاية في تصحيح القياس وتعليل النحو واستنباط مسائله . وأكثر كتاب سيبوية منقول عنه أو مستمد منه ،
……………………..
قال الإمام الذهبي:في سير أعلام النبلاءوفي تاريخ الإسلام
الخليل الإمام صاحب العربية ومنشىء علم العروض أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري أحد الأعلام حدث عن أيوب السختياني وعاصم الأحول والعوام بن حوشب وغالب القطان أخذ عنه سيبويه النحو والنضر بن شميل وهارون بن موسى النحوي ووهب بن جرير والأصمعي وآخرون وكان رأسا في لسان العرب دينا ورعا قانعا متواضعا كبير الشأن يقال إنه دعا الله أن يرزقه علما لا يسبق إليه ففتح له بالعروض وله كتاب العين في اللغة وثقه ابن حبان وقيل كان متقشفا متعبدا قال النضر أقام الخليل في خص له بالبصرة لا يقدر على فلسين وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال وكان كثيرا ما ينشد
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد * ذخرا يكون كصالح الأعمال
وكان رحمه الله مفرط الذكاء ولد سنة مئة ومات سنة بضع وستين ومئة وقيل بقي إلى سنة سبعين ومئة وكان هو ويونس إمامي أهل البصرة في العربية ومات ولم يتمم كتاب العين ولا هذبه ولكن العلماء يغرفون من بحره قال ابن خلكان الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الأزدي قيل كان يعرف علم الإيقاع والنغم ففتح له ذلك علم العروض وقيل مر بالصفارين فأخذه من وقع مطرقه على طست وهو معدود في الزهاد كان يقول إني لأغلق علي بابي فما يجاوزه همي وقال أكمل ما يكون الإنسان عقلا وذهنا عند الأربعين وعنه قال لا يعرف الرجل خطأ معلمه حتى يجالس غيره قال أيوب بن المتوكل كان الخليل إذا أفاد إنسانا شيئا لم يره بأنه أفاده وإن استفاد من أحد شيئا أراه بأنه استفاد منه قلت صار طوائف في زماننا بالعكس.
……………….
قال أبو مزاحم الخاقانى ، عن إبراهيم بن إسماعيل الحربى : كان أهل البصرة يعنى أهل العربية منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة :أبو عمرو بن العلاء ، و الخليل بن أحمد ، و يونس بن حبيب ، و الأصمعى
……………….
كيف ابتكر علم العروض
مَرَّ الخليل بسوق النخَّاسين، فسمع طرق مطرقة على طَست من نحاس
، فلمعت في ذهنه فكرة عِلم العَرُوض { ميزان الشعر العربي } الذي مَيز به الشعر عن غيره من فنون الكلام
، اهتم بالوزن والقافية في بيت الشعرالعربي، وضبط فيه أوزانه ، وحصرها في خمسة عشر بحرًا
، وهي : البحر الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث، المتقارب، فحفظه من الاختلال وأخرج للناس عِلم العَرُوض ، وقد زاد تلميذه الأخفش بحرا تداركه عليه فسمي بحر المتدارك ، وبذلك تكون بحور الشعر ستة عشر بحرًا.
ويقال أن الخليل لما أراد أن يضع العروض خلا في بيت ووضع بين يديه طستاً أو ما أشبه ذلك ، وجعل يقرعه بعود ويقول : فاعلن مستفعلن فعولن ، فسمعه ابنه فخرج إلى المسجد وقال: إنّ أبي قد أصابه جنون، وأدخلهم عليه وهو يضرب الطّست. فقالوا: يا أبا عبدالرحمن، ما لك أأصابك شيء؟ أتحبّ أن نعالجك؟ فقال: وما ذاك!!؟ فقالوا:ابنك
يزعم أنك خولطت، وفي رواية أخرى أخوه
فقال: من الكامل
لَو كُنتَ تَعلَمُ ما أَقولُ عَذَرتَني .. أَو كُنتَ تَعلَمُ ما تَقولُ عَذَلتُكا
لِكِن جَهِلتَ مَقالَتي فَعَذَلتَني .. وَعَلِمتُ أَنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرتُكا
أو معجم
( العين )
واصل جهوده وأعدَّ معجمًا سمَّاه معجم
(العين)
فجمع كلمات اللغة العربية بطريقة قائمة على الترتيب الصوتي
، فبدأ بالأصوات التي تُنْطَق من الحَلْق وانتهي بالأصوات التي تنطق من الشفتين ، وهذا الترتيب
هو
(ع – ح – هـ – خ- غ )
بدلا من
(أ- ب – ت – ث – ج )
وسمَّاه معجم (العين) باسم أول حرف في أبجديته الصوتية.
مات ولم يتمم كتاب “العين” ، ولا هذبه ، ولكن العلماء يغرفون من بحره .
من شعره واقواله
كان يقول : أشتهي أن أكون عند الله من أرفع الناس
وعند الناس من أوسط الناس
وعند نفسي من أسفل الناس
وكان يدعو بذلك
كان يقول : إني لأغلق علي بابي ، فما يجاوزه همي
وقال : أكمل ما يكون الإنسان عقلا وذهنا عند الأربعين
و قال : لا يعرف الرجل خطأ معلمه ، حتى يجالس غيره
قال أيوب بن المتوكل : كان الخليل إذا أفاد إنسانا شيئا ، لم يره بأنه أفاده
وإن استفاد من أحد شيئا ، أراه بأنه استفاد منه
أقام الخليل في خُص له بالبصرة لا يقدرعلى فِلْسَين من المال وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال
أرسل إليه سليمان بن علي والي البصرة ليأتيه يؤدب ولد
فأخرج الخليل خبزًا يابسًا، وقال: ما عندي غيره وما دمت أجده فلا حاجة لي في سليمان
ثم قال لرسول سليمان
أبلغ سليمان أني عنه فـــي سعــة
وفي غني غير أني لستُ ذا مــال
والفقرُ في النّفس لا في المال تعرفه
ومـثل ذاك الغِني في النفس لا المال
مر بقوم يتكلمون فيه فقال
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ *** وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ
وَما الناسُ إِلّا واحِدٌ مِن ثَلاثَةٍ *** شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمَثَلٌ مُقاوِمُ
فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ *** وَأُتبِعُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ
وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا *** تَفَضَّلتُ إِنَّ الفَضلَ بِالعِزِّ حاكِمُ
وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن *** إِجابَتَهِ عَرضي وَإِن لامَ لائِمُ
وكان الخليل قد نظر في النجوم وبالغ وأشرف على مالا يحب، ثم لم يرضها
فأنشأ يقول
أَبلِغا عَني المُنَجِّمَ أَنّي *** كافِرٌ بِالَّذي قَضَتهُ الكَواكِب
عَالِمٌ أَنَّ ما يَكونُ وَما كا *** نَ بِحَتمٍ مِنَ المُهَيمِنِ واجِب
شاهِدٌ أَنَّ مَن يُفَوِّضَ أَو يُج *** بِرَ زارٍ عَلى المَقاديرِ كاذِب
وقال أيضاً
وَما بَقِيَت مِنَ اللَذاتِ إِلّا *** مُحاوَرَةُ الرِجالِ ذَوي العُقولِ
وَقَد كانوا إِذا عُدّوا قَليلاً *** فَقَد صاروا أَقَلَّ مِنَ القَليلِ
مؤلفاته
– كتاب العين ( توفي قبل إتمامه ) – كتاب النغم كتاب العروض – كتاب الشواهد
كتاب النقط والشكل – كتاب الإيقاع
وفاته
روي أنه قال :أريد أن أعمل نوعاً من الحساب تمضي به الجارية إلى البقال فلا يظلمها ، فدخل المسجد وهو يعمل فكره فاصطدم بسارية (عمود) المسجد فانصدع رأسه ومات سنة, 170هـ. رحمة الله
جمييل
شكرا لمرورك اللطيف ..