من معارك المسلمين في رمضان
معركة “ البويب“
أرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدداً
إلى المثنى بن حارثة الشيباني رضي الله عنه
بقيادة الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه
اجتمع المسلمون عند البويب قرب الكوفة على نهر الفرات ، المسلمين ، بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني وعددهم اثني عشر ألف مقاتل ( 12,000 ) ، و في الجانب الثاني من النهر الفرس بقيادة مهران بن باذان وعددهم مائة وخمسون ألفاً مقاتل ( 150,000 ) ، فكاتبه مهران: إما أن تعبروا إلينا، وإما أن نعبر إليكم، فقال المثنى: اعبروا، فعبر مهران، فنزل على شاطئ الفرات ، قاد المثنى المعركة بحكمة وشجاعة، و كانت المعركة في رمضان سنة ثلاث عشرة ، فطلب من جيشه الإفطار ليتقووا على القتال بقوله (انكم صوام والصوم مرقة ومضعفة، واني أرى من الرأي أن تفطروا ثم تقووا بالطعام على قتال عدوكم قالوا نعم فأفطروا) ، التحم الجيشان واقتتلا قتالاً شديدا ، وكانت نتيجة المعركة هزيمة الفرس وقتل الآلاف منهم وقتل قائدهم مهران ، قال ربعي بْن عامر بْن خالد: كنت مع أبي يوم البويب ، قال وسمي البويب يوم الأعشار أحصي مائة رجل، قتل كل رجل منهم عشرة في المعركة يومئذ ، وقيل أنه بلغ عدد القتلى من الفرس حوالي مائة ألف تقريباً ، أما المسلمون فإستشهد منهم أربع آلاف ، والله أعلم .
وقد كان لمعركة البويب إنعكاساتها على كل من المسلمين والفرس
المسلمون أصبحوا سادة المنطقة وانفتحت أبواب العراق من جنوبه إلى شماله تجوبه خيولهم كيف شاءت
أما الفرس فقد اهتز العرش الفارسي ، وما زال يخسر المعارك معركة بعد معركه حتى فتحت بلاد فارس جميعا
قال بعض المؤرخين: وقعة البويب ضد الفرس، تناظر معركة اليرموك ضد الروم في عظم النتائح وبعد الأثر.
—————————