نحو رؤية جديدة للصّراع مع الكيّان العنصري الصّهيوني !!
الجزء الكبير من الرؤية الجديدة الممكنة والمتصورة والواقعية للصراع يؤسسها في هذا الأوان الكيان الصهيوني بعنصريته وفاشيته وبربريته ، وبإعادة إنتاج وحشيته في كل المواجهات والاعتداءات المتتالية على فلسطين والشعب الفلسطيني والأمة العربية ، وبما يجعل مضمون هذه الرؤية أكثر تناحرية وكراهية ورغبة في إفناء الآخر وزواله ، واجتثاثه ، ويضع في خانة اللامعقول أية رؤى أخرى للصراع . والكيان العنصري بهذه المثابة يعلن زواله واندثاره بعقله الهمجي وأدواته المتوحشة ومجتمعه المنحرف الذي يؤازر القتل والإجرام.
والباديء في التأسيس الافنائي والافتراسي كما يمارسه الكيان الصهيوني في غزة وفي كل أنحاء فلسطين هو من تقع على كاهله بالطبع مسؤولية كل ألوان ردّات الفعل والاندفاعات ، وكل تبعات الارتدادات التي يمكن أن يفرزها عقل الآخر المعتدى عليه – الضحية سواء من حيث تغيير رؤيته ، أو تغيير أدواته في الصراع واستحضار وعيه التناحري في كل الأوقات واللحظات.
وإذا كانت الحركة الصهيونية قد روّجت وتعللت طوال الفترات الماضية بأن هناك وحش عربي فلسطيني يريد أن يلقي بها وبأهلها في البحر ، فإنهم وبعد اغتصابهم لفلسطين هم من ألقى أو يريد أن يلقي أبناء فلسطين في البحر وفي الجحيم أيضا ، ولذا يبدو منطقيا على ضوء المنطق الصهيوني الظاهر والكامن ، أن يقال الآن عربيا ويتكرس في الوعي والواقع ، أنه لابد لهذا الكيان العنصري أن يزول ، وأن أسباب إعادة طرح فكرة وحتمية زواله ومبرراتها واستحضارها موجودة بكل أبعادها ومفرداتها ، وأن أوان استدراك هذا الطرح كرؤية ومنهج عربي واجبة ولزومية في المرحلة الراهنة ، اذ أصبح طرح الفكرة الآن واقعيا وملحا ومدججا بأمثلة فاقعة من ممارسات الكيان وعنصريته وبربريته ووحشيته ، وليس بسبب مزاعم وافتراءات سياسية أو جنوح وتقصد عربي في الإفناء.
الكيان العنصري الصهيوني هو من يؤسس لفنائه وزواله في هذه اللحظة الدموية الفائقة من تاريخه الملطخ بكل الجرائم والموبقات وليس العرب الذين كانوا يخشون في بعض لحظات تراجعهم وانخسافهم السياسي من هذه الأطروحات التي يمكن أن تكون أدوات لحملات إعلاميه ضد شعب فلسطين وضد العرب.
وعليه فان الكيان الصهيوني العنصري بهذه البربرية المدانة يحرر الجميع من تبعات أي خطاب أو رؤية عربية قومية جديدة تريد أن تضع الصراع في مكانه الصحيح ( أما نحن أو الصهاينة في التاريخ والجغرافيا الفلسطينية والعربية ! ) ولا بد لهؤلاء البرابرة أن ينصرفوا من أرض وتاريخ فلسطين إلى الأبد وهذا ما أرادوه كيهود وصهاينة ” لافرق ” ، وهو ما يرفع الحرج عن أولئك الذين ينظرون للكيان ومصيره بمنظار سياسي تهادني آخر.
الكيان العنصري هو من يتحدث عن الدولة ( القلعة ) اليهودية العبرية العنصرية الخالصة النافية للآخر ، والكيان ذاته من يختار طريق القتل والجرائم عن طريق تكرار احتلال الضفة الغربية وغزة وبناء المستعمرات الجديدة على كل أرض فلسطين ، ولذا فان أي حوار عن سلام أو مفاوضات أو وسائل أخرى للتفاهم يبدو من سقط المتاع في العرف الصهيوني أولا ، وفي عرفنا التاريخي والسياسي ، كأناس عرب كنا منذ البدايات نطالب بالافراج عن هذه الرؤية التناحرية للصراع حتى لا يزداد الكيان قوة وغطرسة ، وحتى لا يهنأ بمهادنة أو صلح أو تغييب للاتاريخيته التي يجب أن تقض مضاجع عقله ووجوده في كل الأوقات والأحوال.
احد عشر مليونا من الفلسطينيين ( كما نعتقد ) ينامون ويقعدون على مثل هذه الرؤية وهم يتذكرون خيط الدم الطويل من دير ياسين إلى غزة ، قادرون الآن بالشجاعة المعروفة عنهم ، والعقل الوطني الناهض المقاوم أن يشهروا هذه الأطروحة التأسيسية المستعادة في وجه الكيان الصهيوني العنصري ، داخل فلسطين التاريخية وفي الضفة الغربية وغزة وفي كل أماكن الشتات ، وذلك بغية تجديد واستنهاض مشروعهم الوطني على هديها ، ولكي يعرف الصهاينة أنه لإيفل الحديد إلا الحديد .
ليقل الشعب الفلسطيني في المرحلة الراهنة : نحن نكرهكم ! انصرفوا من تاريخنا وجغرافيتنا .. ولا مكان الا للسيف بيننا ، لعل ذلك يكون نقطة بداية مغايرة في تصور الصراع وتأسيسا لمرحلة نضالية قادمة لا تراجع فيها ولا مهادنة ولا مفاوضات . والنضال في هذا الصراع الطويل قد يكون في مبتدئه وأضعف الإيمان متواضعا بالقلب أو اليد أو اللسان ، ثم لابد أن تكون فلسطين !!