سجعية تأبين المفكرالطيب التزيني
حينَ تَركبُ صَهوةَ الوَداعِ الأخيرِ./ وَتَمْضي تلَمْلمُ بَقايَ الفؤادِ الكَسيرِ./ وَخَلْفكَ شَظايا أزمنةِ العَبثِ والتّغَريرِ./ وَ وَحْشيةِ الفِعلِ و ظَلامِيةِ الأساطيرِ./
حينَ تَمْضي بِحُلمكَ كَسراجٍ منْ أَثيرِ./ رَاودَكَ طَيفاً و رُؤىً منْ رَائقٍ وعَبيرِ./ و مِنْ تراثٍ، وتاريخٍ، و جَدلٍ و تَصْويرِ./ و انْبثاقِ ماضٍ في حُلةٍ منْ أثَرٍ وتَأثيرِ./
قدْ نَخْتلفُ يا طيّبَ القَلبِ في كُلّ التّقديرِ./ والخِلافُ رَحْمة في بِناءِ صَرْحِ التَّفْكيرِ./ ولكنْ لنْ نَخْتلفَ حَولَ زَمَنِ الدَّناصيرِ./ زَمن العَبثِ الوَحْشيِّ و الفِعلِ المَريرِ./ زَمن ما بَعدَ العَقلِ و الخُلقِ و التَّنظيرِ./ زَمن ما بعدَ الإنسانِ والحَداثةِ والتَّغييرِ./ زَمن بَشاعةِ النّظمِ والتّجهيلِ والتّحْجيرِ./
آهٍ! ما أخْلصَ العُمرُ أبداً لِعنفوانِكَ الكَبيرِ./ مَضى حَسْرةً! و بَقي الحُلمُ حُلمَ الأسيرِ./ رَحِمكَ اللهُ قطْبَ السَّناءِ و نبْعَ التّفْكيرِ./ أفولُ نَجمكَ إشْراقٌ مُستَمرُّ التّنْويرِ./ كأنّ حلْمكَ سَيمْتدُّ دونَ وداعٍ أخيرِ./
*رحمه الله و أحسن إليه و إنا لله و إنا إليه راجعون / مسلك