الروائي والأديب الراحل محمد عبد الحليم عبد الله
تمر بنا اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير “محمد عبد الحليم عبد الله” الذي ولد في الثالث من فبراير لعام 1913 بقرية كفر بولين التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، وقد توفي -رحمه الله- في الثلاثين من يونيو لعام 1970 عن عمر لا يتجاوز السابعة والخمسين سنة، وهو أحد الكتاب الكبار الذين قامت على أكتافهم الرواية المصرية في القرن العشرين، ومن أكثر المبدعين الذين تحولت أعمالهم الأدبية إلى أفلام سينمائية وذلك لتميزها وثراءها في الأحداث والشخصيات والبيئة التي تدور فيها أحداث الروايات.
من أعماله التي حولت إلى أفلام سينمائية فيلم “الليلة الموعودة” بطولة أحمد زكي وكريمة مختار وفريد شوقي وسماح أنور وأحمد بدير، وهو إنتاج سنة 1984 وكتب له السيناريو والحوار محمد أبو سيف فيما أخرجه يحيى العلمي.
وتتلخص قصة الفيلم بأن «بهية» أو كريمة مختار وبرغم تحذير ابنها «فتحي» أو أحمد زكي لها، تتزوج من «سيد» النصاب الذي يقوم بدوره فريد شوقي، وكان «سيد» يتآمر مع زوجته «نظاجة» على الأرامل الأثرياء؛ حيث يوقع بهن ويتزوجهن ثم يبتز ما لديهن من نقود وبعدها يقوم بتطليقهن، ويقرر فتحي استرداد نقود أمه من «سيد»، فيتعرف على ابنته «لواحظ» التي تقوم بدورها الفنانة سماح أنور ويمثل عليها الحب فتتعلق به، ويوهم أمها أنه ثري يعيش في أمريكا وأنه سوف يصحب ابنتها «لواحظ» معه بعد أن يتزوجها، ويطلب منها أن تقرضه مبلغاً من المال يساوي المبلغ الذي ابتزه «سيد» من أمه وذلك لإتمام إجراءات سفر لواحظ، ثم يفاجأ «سيد» بما حدث فيطلق «بهية» في الليلة التي مثل فيها فتحي أنه سيتزوج من لواحظ وهو يعد العدة للزواج من حبيبته التي مثلت دورها الفنانة تيسير فهمي.
ومن رواياته التي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي “شجرة اللبلاب” و”غصن الزيتون” ومن المسلسلات “لقيطة” وهي روايته الأولى و”للزمن بقية” و”الجنة العذراء”.
وقد تخرج في مدرسة “دار العلوم العليا” عام 1937 ونشرت أولى قصصه وهو طالب عام 1933، وعمل بعد تخرجه محرراً في مجلة “مجمع اللغة العربية” ثم ترقى وظيفياً حتى أصبح رئيس تحريرها، وبعد وفاته أنشئت مكتبة أدبية باسمه في قريته كفر بولين، وأقيم متحف بجوار ضريحه في قريته، وأبرز ما يوجد في المتحف المخطوطة الأولى لقصته “غرام حائر”، ومجموع أعماله يصل إلى سبع وعشرين رواية ومجموعة قصصية تراوحت بين الرومانسية والاجتماعية واهتمت بالقرية وهموم الفلاحين وأبناء الطبقة الوسطى وأثر التحولات الاجتماعية عليهم، وأعماله تفيض بالروح والهوية المصرية وقد طعمها بالمنزع الواقعي بعد أن غلبت الرومانسية على أعماله الأولى.
ومن ألقاب الراحل “شاعر الرواية العربية” و”أبو الجوائز” ولقبه مستشرق فرنسي بـ “روائي الدلتا”، ولكاتبنا رصيد هائل من الجوائز الأدبية والأوسمة منها جائزة مجمع اللغة العربية عن روايته “لقيطة” وجائزة وزارة المعارف عن رواية “بعد الغروب” عام 1950، وجائزة “دار الهلال” عن قصة “ابن العمدة” عام 1952، وجائزة الدولة عن روايته “شمس الخريف” عام 1953، ومنح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1991.
توفي الأديب الراحل في مثل هذا اليوم عام 1970 وترك لنا ولأسرته وأبناءه اسماً نتفاخر به جميعاً وأعمالاً أضافة إلى ذخيرتنا الأدبية.