رحل الفنان الكبير عزت أبو عوف عن عالمنا منذ قليل، بعدما ترك لنا تراثًا فنيًا كبيرًا، ما بين أغان وأفلام ومسلسلات، ورحلة استمرت 71 عامًا واجه فيها الفنان القدير العديد من الأزمات، لعل أصعبها هو ما واجهه بعد وفاة زوجته فاطيما.
ولد الفنان الراحل في في 21 أغسطس عام 1948، ودرس الطب حتى تخرج في الكلية كطبيب نساء وتوليد ولكنه لم يحب الأمر، فكان يهوى الموسيقى، التي تعلمها على يد والده منذ طفولته، وبعد فترة من عمله في الطب لم يجد راحته فتفرغ للموسيقى التي طالما عشقها دومًا، وانضم لأشهر الفرق التي تعزف الموسيقى الغربية في ذلك الوقت وهي “Les petits chats”، مع كبار الموسيقيين مثل عمر خورشيد وهاني شنودة وعمر خيرت.
أسس بعدها فرقته الخاص وهي الفرقة الأشهر في ذلك الوقت وهي فرقة “الفور إم”، والتي كان يغني فيها مع شقيقاته البنات الأربعة “مها، منال، ميرفت ومنى”، حيث استمرت الفرقة لمدة 12 عامًا تحقق النجاح تلو الآخر، ولكن بالرغم من ذلك تم حلها في النهاية، الأمر الذي أصابه بإحباط شديد، ليدخل في حالة نفسية سيئة، لم يخرجه منها سوى خيري بشارة.
وعرض عليه المخرج الكبير خيري بشارة المشاركة في فيلم “آيس كريم في جليم” مع عمرو دياب، ليؤكد له أبو عوف أنه لم يمثل من قبل ولا يستطيع، ولكنه قبل التحدي وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، لتنهال العروض بعد ذلك على عزت أبو عوف.
ومنذ تلك اللحظة انطلق قطار عزت أبو عوف ليقدم مجموعة منوعة من الأدوار في الأعمال الدرامية والسينمائية، ونجح في تجسيد كل الشخصيات الخيرة والشريرة، وخلال مشواره الفني الذي استمر لما يقرب من 30 عامًا، نال حب الجمهور وكل العاملين بالوسط الفني لما يتمتع به من أخلاق وذوق رفيع.
ووصل الفنان الراحل إلى مكانة كبيرة في مشواره الفني جعلت الدولة توليه رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بداية من عام 2006 ولمدة سبع دورات متتالية، لينجح مع نائبته سهير عبد القادر في تقديم مجموعة من أفضل دورات المهرجان العريق، الذي بدأ يقل مستواه منذ ترك عزت أبو عوف له، ليؤكد أن كل ما خلفوه لم يستطيعوا تقديم من كان يقدمه الفنان الراحل للمهرجان، والذي كان سببًا أساسيًا في جلب نجوم هوليوود إلى القاهرة في دورات المهرجان التي كان مسئولًا عنها، لعل أبرزهم سلمى حايك، سوزان سارندون، ريتشارد جير، جوليت بينوش وغيرهم.
لم تكن السنوات الأخيرة في حياة الفنان عزت أبو عوف جيدة، بل تعتبر هي الأصعب على الإطلاق، حيث بدأت حالته الصحية في التدهور بعد وفاة زوجته وحب عمره الوحيد “فاطيما”، والتي أنجب منها كمال ومريم، حيث أجرى بعدها عملية في القلب، ثم تزوج من مديرة أعماله التي تدعى أميرة والتي عملت معه لمدة 20 عامًا، بعد وفاة زوجته بثلاثة أعوام، لترعاه وتكون بجانبه.
وبعدها ساءت حالة الفنان الكبير أكثر، وأصبح ظهوره في الأعمال والأحداث الفنية نادرًا، حيث أطلق لحيته وفقد الكثير من وزنه، ودخل في أزمات صحية متتالية، حتى توفاه الله عز وجل منذ ساعات قليلة في أحد المستشفيات في القاهرة، ليترك لنا ميراثًا كبيرًا من الأعمال الفنية، والكثير من الحب والاحترام.
المصدر: فيتو