كتب القاص حسن البقالي ساخرا من كاتب الفايسبوك المستعجل الشهرة:
نصائح إلى كاتب فايسبوكي شاب يستعجل الشهرة
اعلم حفظك الله أن ما تكتبه ليس مهما في حد ذاته، المهم أن تكتب، والمهم أن ترفق المكتوب بباقة ورد أو رسم جميل.
لا تأبه كثيرا باللغة، ارم الهمزات على الطريق ودع القارئ يضعها في موقعها على السطر أو الحرف المناسب، أما الفاعل والمفعول به والمفعول لأجله والمفعول معه والتمييز والبدل والاستثناء والمثنى… فتلك اهتمامات مدرسية ترفع أنت عنها.
أكثر من “الجيمات” و”الأدورات” ابعث القلوب لكل الكتاب والورود وتحايا المناسبات، وقل لكل كاتب: كم أنت رائع ولكل كاتبة: كم أنت مذهلة.
بين الحين والآخر انفش ريشك، تعاظم كي تضفي مسحة من الأهمية على نفسك ويعرف الآخرون قدرك.
لا تدخل أي نزاع أو سجال يورث الخصومة، وإذا رأيت شخصين يتخاصمان، حافظ على نفس المسافة من كليهما ، وإن أمكن جار كلا منهما في سب الآخر، وابعث له الورود والتحايا.
إذا انتقد أحد عملك، اكظم غيظك، وأفض عليه من توددك وامتنانك كي لا يعود إلى انتقادك مرة أخرى. احرص في كل الحالات على أن تبقى أملس زئبقيا متفلتا.
الكاتبات لا تتورع عن اقتحام خلوتهن على الخاص: تحايا وورود وإطراء بدون حدود. ومن تنزعج من ذلك، اتركها إلى غيرها لأنها لا تستحق اهتمامك.
محررو الصفحات الثقافية والمواقع والنقاد أشخاص مبجلون وفوق أي انتقاد، انحن لهم على الخاص والعام واشكرهم على ما يبذلونه من جهد في سبيل خدمة الإبداع والثقافة والإنسان والأرض والكواكب الأخرى.
لا يهم أن تغير رأيك حسب الظرف والسياق. مصلحتك أولى، والتقلب في أفكارك يعني أنك إنسان متجدد مجتهد، ولست ملزما بأن تقدم تبريرا لأي أحد.
سارع إلى الانتماء إلى عشيرة تحميك وتطري أعمالك وتزكي الصورة التي أضفيتها على نفسك. لا يهم إن كانت عشيرة البلدة التي تقيم فيها أو الحزب أو الجمعية أو الصفحة الفايسبوكية… المهم ألا تبقى وحدك، هدفا لسهام العشائر.
لا تكتف بنشر النص في موقع واحد، أنشر وأعد النشر، بروز ذلك على صفحتك وأكثر من الشكر لصاحب الموقع أو الصفحة.
جدد صورك بشكل منتظم. اختر صورا تبرز قيمتك، خصوصا تلك التي أخذت لك بالميكروفون في يدك، في أحد مهرجانات الصخب والبهرجة التي تنظم كل حين.
بادر إلى جمع نصوصك في كتاب، مع كلمة غلاف من ناقد صديق لا يقصر في الإطراء والتمجيد. ستوزع الكتاب بالمجان طبعا، لكن ذلك سيرضي نرجسيتك ويمنحك إحساسا بالانتشار.
في حفل التوقيع الذي ستجد حتما من ينظمه لك، لا تنس الصور.. وأنت توقع الكتاب، وأنت تسلمه للقارئ المفترض (الذي ليس في النهاية سوى صديق لك)، وأنت تبسم للحضور (أي حضور).
أكيد أن لك أصدقاء في بلدان أخرى كثيرة (من حسنات الفايسبوك والنت على العموم). وأنت تبعث بنسخة من كتابك إليهم أوص كلا واحد منهم بأن يأخذها إلى المعرض الذي يقام هناك، يضعها بين الرفوف ويأخذ لنفسه صورة معها (النسخة بين يديه وهو باسم فخور بها). وتبرز كل ذلك في صفحتك.
جاهد كي يقام لك حفل تكريم، دعك من الآخرين الذين أمضوا تاريخا طويلا في الكتابة، لست أقل شأنا من أي كاتب وتستحق أن تكرم.
تيقن أنك، في كل أنطولوجيا، في كل تقييم للجنس الأدبي الذي تكتبه (الأرجح أنه القصة القصيرة جدا)، في كل ملتقى خارج البلد، تيقن أن اسمك سيكون حاضرا.
تيقن أنك انتشرت
ها أنت كاتب مشهور
لكن بيني وبينك، هل أنت فعلا كاتب جيد؟ كي تكون كذلك تجاهل كل النقاط السابقة، أكتب في صمت ودع النص يتكلم عنك.