سجعية تأبين الشّاعر إبراهيم الخياط
“بينَ الأسى” و الأسى تَختنقُ عَبَراتٌ و أشْواقُ./ و يَغْرَقُ في حَمْأةِ الحُزْنِ ذاكَ الوَدُّ و ذاكَ العِناقُ./ و تَخْبو أيَّامٌ كانتْ شُموساً غَادرَها الآنَ الإشْراقُ./ و تَذْوي وُرودٌ كانَتْ تيجاناً هَوَتْ بِها الأعْناقُ./ و يَبْعدُ ذَياكَ القمَرُ يَلفُّهُ السَّديمُ فلا يُدرِكهُ اللِّحاقُ./
” انْتكَسَ القلبُ مَرَّة” و مَراتٍ عاودهُ الانبْثاقُ./ فهلْ لِنكْستهِ اليومَ دواءٌ يُشْفيهِ أمْ تُرى تِرياقُ ؟/ هَدَّهُ البَلاءُ كَدَغْلٍ كَبيرٍ صُعِقَ فَكانَ الاحْتِراقُ./ كَسدٍّ شامِخٍ مَنيعٍ خَرَّ رُكاماً وَ قَدْ نالهُ انْدِلاقُ./ كَخِلٍّ أَثيرٍ يُرجَى لِلْمُلمّاتِ أسَفأ عانقهُ الفِراقُ./
“و لمْ يبقَ لنَهرِنا الشّقيّ” ذاكَ النَّبعُ الرَّقْراقُ./ لقدْ جَفَّ دونَ أنْ يَجِفَّ حُزناً وغاضَ الاغْداقُ./ قلْ لِمُبْحراتِ دِجلة سَلاماً هلْ تَواءمَ الرِّفاقُ./ ماذا جَرى؟! كيفَ يَسْكُننا المَوتُ و الانْشقاقُ./ أمْ تُرى أمْسَينا بَعدكَ إبراهيمُ حياةً لا تُطاقُ !/
“أخافُ على زُجاجةِ روحي” يَعتَريها يوماً امْتِشاقُ./ لا خوفَ إبراهيمُ بعدَ الآن َ فعندَ الله ِ رياضٌ و انْعتاقُ./ لقدْ رفَّ جناحُكَ بَعيداً إلى رِحابٍ كُلُّنا إليْها نُساقُ./ رَحِمكَ اللهُ شاعراً ورَفيقاً و بارَكَتكَ دِجلةُ و العِراقُ./ سَنعيشُ على ذِكراكَ تَسكُننا لَهفةٌ و مَودَّةٌ و أشْواقُ./
“بينَ الأسى” و الأسى تَختنقُ عَبَراتٌ و أشْواقُ./ و يَغْرَقُ في حَمْأةِ الحُزْنِ ذاكَ الوَدُّ و ذاكَ العِناقُ./ و تَخْبو أيَّامٌ كانتْ شُموساً غَادرَها الآنَ الإشْراقُ./ و تَذْوي وُرودٌ كانَتْ تيجاناً هَوَتْ بِها الأعْناقُ./ و يَبْعدُ ذَياكَ القمَرُ يَلفُّهُ السَّديمُ فلا يُدرِكهُ اللِّحاقُ./
” انْتكسَ القلبُ مَرَّة” و مَراتٍ عاودهُ الانبْثاقُ./ فهلْ لِنكْستهِ اليَومَ دواءٌ يُشْفيهِ أمْ تُرى تِرياقُ ؟/ هَدَّهُ البَلاءُ كَدَغْلٍ كَبيرٍ صُعِقَ فَكانَ الاحْتِراقُ./ كَسدٍّ شامِخٍ مَنيعٍ خَرَّ رُكاماً وَ قَدْ نالهُ انْدِلاقُ./ كَخِلٍّ أَثيرٍ يُرْجَى لِلْمُلمَّاتِ أسَفاً عانَقهُ الفِراقُ./
“و لمْ يبقَ لنَهرِنا الشّقيّ” ذاكَ النَّبعُ الرَّقْراقُ./ لقدْ جَفَّ دونَ أنْ يَجِفَّ حُزناً وغاضَ الاغْداقُ./ قلْ لِمُبْحراتِ دِجلة سَلاماً هلْ تَواءمَ الرِّفاقُ./ ماذا جَرى؟! كيفَ يَسْكُننا الموتُ والانْشقاقُ./ أمْ تُرى أمْسَينا بَعْدكَ إبراهيمُ حياةً لا تُطاقُ!/
“أخافُ على زُجاجةِ روحي” يَعتَريها يوماً امْتِشاقُ./ لا خوفَ إبراهيمُ بعدَ الأن َ فعندَ الله ِ رياضٌ و انْعتاقُ./ لقدْ رفَّ جناحُكَ بَعيداً إلى رِحابٍ كُلُّنا إليْها نُساقُ./ رَحِمكَ اللهُ شاعراً ورَفيقاً و بارَكَتكَ دِجْلةُ والعِراقُ./ سَنعيشُ على ذِكراكَ تَسكُنُنا لَهفةٌ و مَودَّةٌ و أشْواقُ./
“أخافُ على زُجاجةِ روحي” يَعتَريها يوماً امْتِشاقُ.
لا خوفَ إبراهيمُ بعدَ الآن َ فعندَ الله ِ رياضٌ و انْعتاقُ.
من حوار أعده ضياء عبد السيد :
شاعر ثمانيني تفتح سمعه على هديل اليمام في بساتين مدينة بعقوبة وخرير ماء النهر عام 1960 واغواه الشعر فركض خلفه تاركا كل شيء فأصبح شاعرا مطاردا لانه آمن بالحرية لشعب يبحث عنها وسار في طريقها حتى طورد واعتقل من قبل النظام البعثي المقبور لكن القدر شاء ان يكون شاعرنا اول من يضع السلسلة في رقبة الطاغية ويسحل تمثاله بكل شجاعة من احدى ساحات مدينة بعقوبة ويدور في شوارع المدينة ليعلن اعدامه الى الابد ولكن الارهاب الاعمى أصر على مطاردته من جديد بعد ان هجّره من مدينته فقام اراذل الخلق بقتل زوجته (ام حيدر) فذهبت مضمخة بدمها الى ربها شهيدة راضية مرضية ، ولان التضحية ديدنه اعلن استقالته من منصب مديرالإعلام في وزارة الثقافة عام 2005 عندما تفشت في الوزارة ظاهرة الزيتوني زمن وزيرها السابق نوري الراوي ليعلنها صرخة رفض بوجه كل ما يمت الى القتل بصلة ، انه الشاعر ابراهيم الخياط عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق والناطق الإعلامي باسم الاتحاد والذي اصدر ديوانه الممنوع من النشر ( جمهورية البرتقال ) والصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد .
_ انك شاعر ثمانيني كتابة ونشراً لماذا لم تصدر أي ديوان قبل جمهورية البرتقال؟
سابقا كنت انشر في الصحف العربية خارج العراق وكانت تعطيننا مكافآت مالية كانت تساعدنا على سد حاجاتنا البسيطة ومبتعدا كل البعد عن صحافة النظام وللامانة ان النظام لم يكن يحاربني ولم يكن يمنع النشر عني لكني انا الذي قاطعتهم وانا الذي حاربتهم ولم اشأ ان الوث قصائدي بمجده الزائف هذا من جانب اما الجانب الاخر بعد سقوط النظام تسلمت منصب مدير الاعلام في وزارة الثقافة استحيت من نفسي ان اطبع ديوانا لي لكي لا يقال انه لولا لم يكن في وزارة الثافة لما استطاع ان يطبع ديوانا له وكذلك في اتحاد الادباء وعندما اصبحت ناطقا اعلاميا فيه والاتحاد يصدر سلسلة مطبوعات ايضا أبيت ان اقدم ديواني للطبع لان لا يساء الفهم باني فضلت نفسي عن باقي زملائي ولكن مع ذلك صدر لي ديوان مع سلسلة النشر الاول المشروع القائم بين اتحاد الادباء ووزارة الثقافة ولا انسى جهود الاستاذ جهاد مجيد الذي اجبرني والح علي ان اقدم مسودة الديوان للطبع وكان لاستاذي ناجح المعموري فضلا من خلال اختياره احدى قصائدي عنوانا للديوان كما تفضل علي الاستاذ الفنان محمد سعيد الصكار بتصميم الغلاف واختيار احى لوحاته للغلاف.
قصيدة : جمهورية البرتقال للشاعر المرحوم إبراهيم الخياط
بين
الأسى
واستدارة النهر الذبيح
كانت خطاي
تنبئ بالجفاف
وتقرأ سورة الماء المدمّى
أيامئذ
انتكس القلب مرة
وانتكس النهر مراتٍ
فلم يبق لقلبي سوى ظلَّ أنثى
ولم يبق لنهرنا الشقي
سوى حثالة الأهل المتسربين
ومثل كل مرة
كانت المدينة تسورني بالتماعاتها
وتأمرني بالبكاء
ـ وانا المجبول دمعاً ـ
إذن كيف أوهمونا ان للمدن ذاكرة ؟
يا مدينة الباعة الصغار
أخافُ على زجاجة روحي
أربعون صيفا
ولم تهشمها دورة المعاركِ
ولا غزو خائنات العيون
لأن روحي ماء النار
يا مدينة الحصار
جفّ القلبُ
جف النهر
فما عاد القلب كبيراً
ولا عاد النهر عظيما
والذي كانت تزفه النوارس
دهراَ
هجرته الآن حتى الضفادع
فمثل القلب إقفر
ومثل البعض خان الأسرار
يا بلدة الغار
أكتوي وجداً
وأنثر على النهر حبات قلبي
فللخائبين ظمأ واحد
وشاطئ واحد
يغسله حزن الأشجار
يا بقية الدار.