شعب أبيد …

كذبوا عليكم حين قالوا لكم كريستوف كلومبوس اكتشف قارة جديدة ؛كريستوف كولومبوس كان مجرما ..
كذبوا عليكم حين أخبروكم ان اسمهم هو ” الهنود الحمر ” وكذبت عليكم هوليوود حين صورتهم لكم وحوشا يأكلون لحم البشر واقليات يقومون باغتصاب الأطفال وذبح النساء وتقديمهن كقرابين …
لم يكونوا اقليات ..
ولم يكونوا مجرمين ؛ كانوا شعبا عظيما وحضارة عريقة ضاربة في العمق ؛ كانوا ملايين البشر ويمثلون قرابة ثلث سكان الأرض في ذلك الوقت ؛ كانوا أمة مسالمة تعيش على الصيد وتربية المواشي ولم يكن أبدا من طبعم العدوانية والإعتداء رغم الغزو والحروب التي كانت بينهم لم يكونوا أبدا سببا في تعاسة أي شعب من شعوب الأرض ؛ كانوا يعيشون في جنة بعيدا عن الحروب والتناحر الاوروبي والمجاعات وبعيدا عن القذارة والسياسة وكل شيء ..
حتى جاءهم الأوروبيون ..
لذلك حين تسمع موسيقاهم اليوم تشعر أنها حزن وانين ؛ لأنهم تعرضوا لأشنع إبادة في التاريخ ،، إبادة لم يتحدث عنها أحد ؛ ولك ان تتصور كيف اختفت حضارة أزيد من مئة مليون إنسان وكيف اختفى أكثر من مئة شعب مختلف في طرفة عين وتم اجهاضهم من كتب التاريخ ؛ مزقهم الإنسان الجاهل بقتلهم .. ومزقهم أكثر الانسان المثقف حين كذب على التاريخ ودون القصة بالإتجاه المعاكس …
الفضاعة الأكبر في تاريخ الإنسانية !
اجل لقد قتلوهم بدون رحمة ولم يفرقوا بين الصغير والكبير والطفل الرضيع,, كانت حرب إبادة شاملة الهدف منها اقتلاع أمة كاملة من جذور التاريخ ؛ ونحن الحمقى الذين نتصور الهنود الحمر على أنهم شعب همجي فوضوي ولا نعرف الأمور على حقيقتها.. الإعلام قلب كل الموازين هناك وصور المجرم ضحية والضحية مجرم والنتيجة كانت قتل مئات الملايين من البشر دون أن يسمع بهم أحد ،،
حين هربوا إلى قمم الجبال واعتصموا بها طلبا للرحمة من نيران الأوروبيين وبنادقهم ومدافعهم وطلبوا أن تتم معاملتهم بقليل من الإنسانية عقد الأوروبيون الصلح معهم وأرسلوا لهم الأغطية والأفرشة والأدوية في بادرة للصلح تقبلها الهنود الحمر بصدر رحب لأنهم شعب بدائي بسيط أبله لشدة بساطته… ولم يكونوا يعلمون أن تلك الأغطية كانت محملة بالجراثيم والأمراض القاتلة ففتك بهم الطاعون والأمراض والأوبئة وقضى عليهم ،، حتى تعفن هواء القارة الأمريكية من رائحة الجثث !!
لقد كانت حربا لإبادة إنسانية برمتها .. واقتلاع حضارة كاملة وإذابتها في ذاكرة التاريخ.. بهذه الخطوة بنت أمريكا حضارتها !
العاهرة التي تتحدث اليوم عن السلام والديمقراطية تريد أن تجعلنا ننسى أفعالها وانها أصلا قامت بطرق غير إنسانية !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.