الدكتور “شوقي ضيف” العلامة الموسوعي الكبير
كتب/خطاب معوض خطاب
الدكتور شوقي ضيف العلامة الموسوعي الكبير، قضى حياته راهبا في محراب اللغة العربية، حارسا لها رافعا لواءها مجددا علومها وقيما على تراثها بالتحقيق والدراسة على خير ما يكون، وهو يعد أحد أبرز أعلام الآداب العربية على مر العصور، وآخر جهابذة النقد العربي ومذاهبه، وآخر عمالقة اللغة العربية وآدابها، وأعظم مؤرخ لتاريخ الأدب العربي في عصرنا، فهو واحد من أنجب تلاميذ العمالقة د. طه حسين ومحمود عباس العقاد ود. محمد حسين هيكل ود. أحمد أمين، وهو المعلم الذي تعلم على يديه كبار النقاد والكتاب والأساتذة.
والدكتور شوقي ضيف رمز كبير من رموز أدبنا المعاصر، وهو فارس اللغة العربية الذي كان حارسا أمينا عليها طوال حياته، واستحق أن يوصف بأنه عميد الأدب العربي في عصره، فهو العالم العلامة الموسوعي الذي لم يدع فرعا من فروع الثقافة العربية إلا وكانت له فيه مشاركة جليلة، حتى كأنه لم يتخصص إلا في هذا الفرع.
والدكتور شوقي ضيف كان عالما جليلا وأستاذا عبقريا، ورغم ذلك إلا أنه كان جم التواضع وعاش حياته خادما للأدب العربي، وكان مشروعه الأهم والأكبر هو حفظ تراث العربية الأدبي وتحقيقه، وكان واحدا من أغزر مؤلفي عصره إنتاجا، وتعددت مؤلفاته فقد أرخ للأدب العربي وللبلاغة ولعلم النحو، كما حقق العديد من كتب التراث، وكتب في فنون الأدب والنقد والتراجم الشخصية والرحلات، إلى جانب دراساته عن الفن ومذاهبه في الشعر والنثر، وكتب في التفسير، ونشرت له أبحاث كثيرة لا يمكن حصرها.
والدكتور أحمد شوقي عبد السلام ضيف ولد في بلدة أولاد حمام بمحافظة دمياط في يوم 13 يناير سنة 1910، وألحقه والده الشيخ الأزهرى بالكتاب، فحفظ القرآن الكريم وهو دون العاشرة، وحصل على الشهادة الإبتدائية من المعهد الديني، ثم تخرج في معهد الزقازيق الثانوي، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة فؤاد الأول وكان الأول على دفعته سنة 1935. وقد عمل محررا بمجمع اللغة العربية، ثم اختير معيدا بكلية الآداب في سنة 1936، وصبح أستاذا مساعدا سنة 1948، فأستاذا لكرسي اللغة العربية بها سنة 1956، فرئيسا لقسم اللغة العربية بكلية الآداب سنة 1968، فأستاذا متفرغا سنة 1975، وتم انتخابه عضوا بمجمع الخالدين سنة 1976، فأمينا عاما للمجمع سنة 1988، فنائبا للرئيس سنة 1992، ثم رئيسا للمجمع من سنة 1996 حتى وفاته في يوم 10 مارس سنة 2005.
والدكتور شوقي ضيف له أكثر من 50 مؤلفا في شتى معارف اللغة العربية، فمن مؤلفاته: “الفن ومذاهبه في الشعر العربي”، و”الفن ومذاهبه في النثر العربي”، و”دراسات في الشعر العربي المعاصر”، و”المدارس النحوية”، و”البحث الأدبي _طبيعته، مناهجه، أصوله، مصادره_”، و”سلسلة تاريخ الأدب العربي”، كما أصدر كتابا عن سيرته الذاتية بعنوان “معي”، كما حقق كتاب السبعة في القراءات لأبي بكر بن مجاهد، وكتاب الدرر في اختصار المغازي والسير لأبي عمر بن عبدالبر النمري، وكذلك أصدر كتابا فسر فيه سورة الرحمن بالإضافة لعدد من قصار الصور، وكتابا لتفسير القرآن الكريم كله حمل اسم: الوجيز في تفسير القرآن الكريم.
وقد ترجمت بعض كتبه إلى عدة لغات منها: الإنجليزية والفرنسية والإيرانية والصينية، كما صدرت عنه العديد من الكتب، وكتبت عنه دائرة معارف الأدب العربي الصادرة في لندن ونيويورك بمجلدها الأول، وترجمت له وقالت عنه: “إنه أحد الشخصيات المؤثرة بشكل واضح في الدراسات العربية المعاصرة”.
وتم تكريم الدكتور شوقي ضيف كثيرا، فحصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب والنقد سنة 1979، وجائزة الملك فيصل العالمية في الآداب سنة 1983، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وجائزة مبارك في الآداب سنة 2003، كما تم تكريمه في مختلف الهيئات العربية والعالمية.
موقع الدكتور مسلك ميمون