الشّاعر بدوي الجبل

محمد سليمان الأحمد/ بدوي الجبل

بدوي الجبل
الشاعر العظيم الذي قتله شعره

بدوي الجبل أحد كبار الشعراء العرب في العصر الحديث. هو أحد الثلاثة الذين عُرفوا بالمثلث الشعري الكبير: بدوي الجبل، والجواهري، وعمر أبو ريشة.

قال عنه الجواهري: “أكبر شاعر في هذا العصر بدوي الجبل .. وشاعر آخر” .. يقصد نفسه.

وقال عنه نزار قباني: “السيف اليماني الوحيد المعلق على جدار الشعر العربي . في حنجرته ألف لبيد، وألف شريف رضي، وألف أبي تمام .. لا تستطيع إلا أن ترفع قبعتك وتنحني باحترام أمام عبقريته”.

ولد محمد سليمان الأحمد في قرية ديفة في محافظة اللاذقية عام 1903، وليس صحيحاً أي تأريخ لولادته قبل هذا التاريخ، لأن من ولد قبل هذا التاريخ هو أخ له توفي، فسجل بدوي على سجله.

و “بدوي الجبل” لقب أطلقه عليه المرحوم (يوسف العيسى) صاحب جريدة “ألف باء” الدمشقية في العشرينات.

استماله الفرنسيون بعد تقسيم سوريا فعينوه نائباً في المجلس التمثيلي لما سمي “دولة العلويين”، لكنه غير اتجاهه السياسي فيما بعد وانضم إلى الكتلة الوطنية وأصبح من معارضي الانفصال.
انتخب نائباً في المجلس النيابي عام 1937 وأعيد انتخابه عدة مرات.
ضيق عليه الفرنسيون بسبب معارضته فلجأ إلى العراق عام 1939.
عاد إلى دمشق ثم اللاذقية، فاعتقله الفرنسيون وأطلقوا سراحه بعد 8 أشهر.
تولى عدة وزارات منها الصحة 1954 والدعاية والأنباء. غادر سوريا عام 1956 متنقلاً بين لبنان وتركيا وتونس قبل أن يستقر في سويسرا، ليعود عام 1962 إلى سوريا.

محاولة اغتياله:

كتب بدوي الجبل بعد هزيمة حزيران 1967 قصيدة شديدة اللهجة بعنوان “من وحي الهزيمة” هاجم فيها جنرالات الحكم العربي،
ومما جاء فيها:

لم يعان الوغى (لواء) و لا عانى (فريق) أهوالَها و(مشيرُ)

رتب صنعة الدواوين، ما شارك فيها قرّ الوغى و الهجيرُ

و تطير النسور من زحمة النّجم و في عشّه البغاث يطيرُ

جبُن القادة الكبار و فرّوا *** و بكى للفرار جيشٌ جسورُ

ورداً على تلك المواقف، قام بعض الملثّمين، والذين لم تعرف أسماؤهم حتى هذه اللحظة، بمحاولة اغتياله عام 1968 وهو يمارس الرياضة الصباحية، فقاموا بضربه بحديدة على رأسه، ثم اختطفوه عدة أيام.

كانت مواقف بدوي الجبل من “أبطال الهزيمة” والتي كان وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد أحد رموزها البارزة، فضلاً عن انتمائه السياسي المناقض لحزب البعث والاشتراكية، سبباً في محاولة اغتياله، التي كان يريدها حافظ الأسد “تأديباً حاداً” فتحولت سبباً غير مباشر للموت، بعد ضرب الشاعر على رأسه بحديدة، فبقي يعاني من أمراض النطق والمشي وباقي النشاطات الجسدية، حتى توفي في 19 آب عام 1981.

ويذكر أن ابن بدوي الجبل المذيع منير الأحمد صاحب البرنامج الإذاعي الشهير (مرحباً يا صباح) لقي مصير أبيه حيث مات في فرع المخابرات العسكرية في دمشق عام 1992.

أما حفيده محمد منير الأحمد فهو الآن وزير للثقافة في حكومة النظام السوري، وقد برّأ النظام من أي مسؤولية عن قتل أبيه أو محاولة اغتيال جده الشاعر الكبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.