قصيدة لإليا أبو ماضي

من أروع القصائد العربية للشاعر إيليا أبو ماضي

خُذ ما اِستَطَعتَ مِنَ الدُنيا وَأَهليها *** لَكِن تَعَلَّم قَليلاً كَيفَ تُعطيها

كُنْ وَردَةً طيبُها حَتّــــــــى لِسارِقِها *** لا دِمنَةً خُبثها حَتّى لِساقيها

أَكانَ في الكَونِ نورٌ تَستَضيءُ بِهِ *** لَوِ السَماءُ طَوَت عَنّا دَراريها

أَو كانَ في الأَرضِ أَزهارٌ لَها أَرَجٌ *** لَو كانَتِ الأَرضُ لا تُبدي أَقاحيها

إِنَّ الطُيورَ الدُمى سِيّانَ في نَظَري*** وَالوِرقُ إِن حَبَسَت هَذي أَغانيها

إِن كانَتِ النَفسُ لا تَبدو مَحاسِنُها *** في اليُسرِ صارَ غِناها مِن مَخازيها

يا عابِدَ المالِ قُل لي هَل وَجَدتَ بِهِ*** روحاً تُؤاسيكَ أَو روحاً تُؤاسيها

حَتّام, يــــــــــا صاحِِ تَخفيهِ وَتَطمُرُهُ*** كَأَنَّما هُــــــــــــــــوَ سَوءآتٍ تُواريها

وَتَحرُمُ النَفسَ لِذاتٍ لَها خُلِقَت *** وَلَم تُصاحِبكَ يــــــــــــــا هَذا لِتُؤذيها

أُنظُر إِلى الماءِ إِنَّ البَذلَ شيمَتُهُ *** يَــــــــأتي الحُقولَ فَيَرويها وَيُحييِّها

فَما تَعَكَّرَ إِلّا وَهــــــــــــوَ مُنحَبِسٌ*** وَ النَفسُ كَالماءِ تَحكيهِ وَيَحكيهـــــا

السِجنُ لِلماءِ يُؤذيــــهِ وَيُفسِدُهُ*** وَالسِجنُ لِلنَفسِ يُؤذيها وَيُضنيهـــا

وَاِنظُر إِلى النارِ إِنَّ الفَتكَ عادَتُها*** لَكِنَّ عادَتُها الشَنعاءَ تُرديهـــــــــــــا

تَفني القِرى وَ المَغاني ضاحِكَةٌ *** لِجَهلِها أَنَّ مـــــــــــــــــا تَفنيهِ يُفنيها

أَرسَلتُ قَولِـــيَ تَمثيلاً وَتَشبيهاً *** لَعَـــــــــلَّ في القَولِ تَذكيراً وَتَنبيها

لا شَيءَ يُدرَكُ في الدُنيا بِلا تَعَبٍ*** مَنِ اِشتَهى الخَمرَ فَليَزرَع دَواليها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.