مرة أخرى مع إحدى معارضات شوقى القوية جدا 👍
سينية شوقي ( حنين وغربة ) التى عارض بها سينية البحتري التى قالها بعد مقتل الخليفة العباسي المتوكل .
——————————————————————–
💧
كان البحتري هو الشاعر المقرب للخليفة العباسي المتوكل، فلما قُتل حزن
عليه البحتري ورثاه في شعره وذلك كان السبب الأهم في مناسبة سينية البحتري،
إضافة إلى أنه امتلأت نفسه همًا وغمًا فذهب إلى المدائن عاصمة بلاد الفرس،
ووقف أما الإيوان يصفه وصفًا حسيًا رائعًا، وانتقل إلى وصف تاريخهم
وعظمتهم.
💧 وهذا مطلعها و بعض أبياتها بقافيتها و موسيقاها الحزينة جدا :
صُنْتُ نَفْسِي عَمّا يُدَنّس نفسي،
وَتَرَفّعتُ عن جَدا كلّ جِبْسِ
وَتَماسَكْتُ حَينُ زَعزَعني الدّهْـ
ـرُ التماساً منهُ لتَعسِي، وَنُكسي
بُلَغٌ منْ صُبابَةِ العَيشِ عندِي،
طَفّفَتْها الأيّام ُ تَطفيفَ بَخْسِ
وَكَأنّ الزّمَانَ أصْبَحَ مَحْمُو لاً
هَوَاه ُ معَ الأخَسّ الأخَسّ
لا تَرُزْني مُزَاوِلاً لاخْتبَارِي،
بعد هذي البَلوَى، فتُنكرَ مَسّي
————-
💧 و إن كان البحتري أيضا قد استلهم قصيدته من رثاء الخنساء لأخيها :
يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي
فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكسِ
عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ
لِيَومِ كَريهَة ٍ وَطِعانِ حِلسِ
——————————————————————
🔹
في 18 أيلول (سبتمبر) 1914، فرضت بريطانيا الحماية على مصر، وفي اليوم
التالي عزلت الخديوي عباس حلمي الثاني، وكان في زيارة للآستانة.
ومعروف أن تركيا انضمت منذ بداية الحرب العالمية الأولى إلى ألمانيا، وكان عباس حلمي منحازاً إلى الأتراك والألمان، فانتهز الإنكليز فرصة غيابه وعزلوه عن عرش مصر، واستبدلوا به حسين كامل الذي نصَّبوه سلطاناً، وهو كان إنجليزي الهوى.
🔹وقد فاجأت الحرب شوقي وهو في الآستانة مع أسرته في رفقة الخديوي عباس، فنصحه الأخير بأن يعود إلى مصر، فعاد وهو يعرف أن مركزه مهدد بسبب ولائه وإخلاصه للخديوي المعزول.
😡وسرعان ما قررت السلطات المصرية في أوائل العام 1915 نفي شوقي إلى بلد يختاره، على أن يكون بلداً غير متورط في الحرب العالمية المشتعلة في ذلك الوقت، فاختار إسبانيا .
وكان اختياراً أشبه ما يكون بالقدر المحتوم الذي لا حيلة في دفعه، إذ لم يبق على الحياد في الحرب – فضلاً عن إسبانيا – إلا سويسرا وبعض البلاد الإسكندنافية في أقصى الشمال الأوروبي، ولم تكن الرحلة إلى هذه البلاد الأخيرة ميسورة ولا آمنة.
وهكذا اضطر شوقي إلى «اختيار» إسبانيا،
وربما فضَّلها شوقي؛ لما كان يعرفه من ماضيها العربي الإسلامي .😢
🔹وكانت ترافق شوقي في الرحلة زوجته وولداه؛ عليّ وحسين وابنته أمينة وحفيدته والمربية التركية وخادمتان والطاهي.
عبرت السفينة قناة السويس متوجهة إلى مرسيليا ومنها واصلت الرحلة حتى ميناء برشلونة بعد أن تعرضت لعاصفة هائلة، قبيل وصولها إلى مرسيليا.
🔹اختار شوقي برشلونة، وهي من أجمل المدن الإسبانية وكانت أرقى من مدريد آنذاك، كالإسكندرية في ماضيها العريق، ليقيم فيها لأنها الميناء الوحيد القريب المحايد على البحر المتوسط، ما يتيح له سرعة العودة إلى مصر حينما تسمح السلطات له بذلك، وذلك لأنه لم يكن يظن أن مقامه سوف يطول في منفاه .
😢 بل كان يتوهم أن الحرب لن تطول أكثر من ستة أشهر وأن الجيوش التركية لن تتأخر في تحرير مصر من سطوة «الشياطين الإنكليز».
تجرع شوقي مرارة المنفى، حيث فقد خلانه وأصدقاءه ومعجبيه، وابتعد عن الأضواء، وأصيب بأزمة نفسية، فلا يخالط أحداً ولا يخالطه أحد.
والذي يتأمل شعره في قصائده الأندلسية يحس بجو الاكتئاب مسيطراً عليه سيطرة كاملة .
🔹انتهت الحرب بعد أربع سنوات وعلم شوقي بإمكانية العودة لمصر فقرر عمل جولة يقف فيها على آثار المسلمين فى الأندلس !
ويشد شوقي رحاله على عجل فيستقل باخرة إلى جزر البليار، فينزل في بالما؛ عاصمة جزيرة مايوركا .
يسافر بعد ذلك إلى مدريد ويمضي بعد عدة أيام إلى الجنوب ماراً بطليطلة، ويبدأ جولته في الأندلس بقرطبة ثم إشبيلية، فغرناطة،
ثم يتأهب للعودة إلى مصر بعد أن بلغه في سنة 1919 نبأ السماح له بالرجوع، بعد خمس سنوات في المنفى. وهناك كتب أرجوزته المطولة «دول العرب وعظماء الإسلام»، حيث استعرض مسيرة التاريخ العربي، والحقبة العربية في الأندلس ؛
كما كتب الموشحات الأندلسية، وكتب قصيدة يعارض فيها سينية البحتري؛ الشاعر العربي الذي وقف على إيوان كسرى، بينما شوقي العربي المسلم الذي وقف على أطلال الأندلس الفردوس العربي المسلم المفقود .
❤ اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي
اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ
صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَس
وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها
أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟
❤ ❤ ❤
كلما مرّت الليالي عليه
رقَّ ، والعهد ُ في الليالي تقسِّي
مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ
أَولَ الليلِ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس
يا ابنة َ اليمِّ ، ما أبوكِ بخيل
ٌما له مولَعًا بمنع ٍ وحبس ؟
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَوحُ ؟
حَلال ٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنس
كُلُّ دارٍ أَحَق ُّ بِالأَهلِ إِلّا
في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِب ِ رِجس
😢 😢 😢
ِنَفسي مِرجَل ٌ وَقَلبي شِراع
ٌبِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي
وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجراكِ
يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكس
ِوَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ
نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
وَهَفا بِالفُؤاد ِ في سَلسَبيلٍ
ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمس
❤ ❤ ❤
ِشَهِدَ اللَه ُ لَم يَغِب عَن جُفوني
شَخصُهُ ساعَة ً وَلَم يَخلُ حِسّي
يُصبِحُ الفِكر ُ وَالمَسَلَّةُ ناديه
ِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي
وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً
نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرس
ِوَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَواديهِ
وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّ
ياِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخم
ِالَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي
ُ ❤ ❤ ❤
جزء من القصيدة (حنين وغربة) لشوقي
رحم أمير الشعراءالخالد/أحمد شوقى …
أخشى أن أكتب كلمات لاتوفى بمكانة هذا الشاعر العظيم..