بطاقة وفاء:
توفيق زياد الشاعر الخطيب
- بقلم منجي الطيب الوسلاتي –
تمرّ اليوم 05 جويلية الذكرى الـ25 لرحيل الشاعر الفلسطيني توفيق زياد، الذي توفي نتيجة حادث مرور مروع وهو في طريقه لاستقبال ياسر عرفات عائداً إلى أريحا بعد اتفاقيات أوسلو.
ولد توفيق أمين زيَّاد في مدينة الناصرة في السابع من ماي سنة 1929، وتعلم في المدرسة الثانوية في الناصرة ، وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر بصفة مبكرة، ثمّ ذهب إلى موسكو ليدرس الأدب السوفييتي. شارك في حياة الفلسطينيين السياسية في الأراضي المحتلة، وناضل من أجل حقوق شعبه. وشغل منصب رئيس بلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية (1975 – 1994)، وكان عضو كنيست في ست دورات عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ركاح، ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. لقد ظل الشاعر توفيق زياد مستهدفا من الكيان الصهيوني طيلة حياته، إذ رأوا فيه رمزا من الرموز الأساسية لصمود الشعب الفلسطيني وتصديه لسياسة هذا الكيان وممارساته، فتعرض للعديد من الاعتداءات التي استهدفت بيته وأفراد عائلته، حتى وهو عضو كنيست ورئيس بلدية، خاصة في إضراب صبرا وشاتيلا 1982 وفي إضراب سنة 1990 وفي إضراب مجزرة الحرم الإبراهيمي 1994 حيث أطلقت عليه الشرطة قنبلة غاز وهو في ساحة الدار. غير أن أبشع الاعتداءات كان في ماي 1977 قبيل انتخابات الكنيست إذ جرت محاولة اغتياله، ونجا منها بأعجوبة وحتى اليوم لم تكشف الشرطة عن الفاعلين. ترجم توفيق زياد من الأدب الروسي ومن أعمال الشاعر التركي ناظم حكمت، وهو يُعدّ من أبرز شعراء المقاومة الفلسطينيّين الذين وضعوا أسس القصيدة المقاومة. كتب للناس ومن أجلهم فكانت أشعاره قوّة تحريض هائلة تحرك الشارع الفلسطيني في أحلك الظروف نحو التمرّد والعصيان والمقاومة ومواجهة الموت ببسالة وقد لحّن العديد من الفنانين والفرق قصائده كفرقة “العاشقين الفلسطينية” (فلتسمع كل الدنيا … فلتسمع سنجوع .. ونعرى قطعا .. نتقطع ونسفّ ترابك يا أرضا تتوجع ونموت .. ولكن لن يسقط من أيدينا علم الأحرار المشرع لكن .. لن نركع… ) أو فنان الشعب “الشيخ إمام عيسى”العديد من النصوص كـ (فتّح الورد على مرفق شباكي وبرعم)، (أنا إنسان بسيط لم أضع يوما على كتفيّ مدفع) (أناديكم.. أشدّ على أياديكم.. وأبوس الأرض تحت نعالكم.. وأقول أفديكم..وأهديكم ضيا عيني ودفئ القلب أعطيكم.. فمأساتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم…) والتي لحّنها أيضا الفنان أحمد قعبور…و”ريم البنا” (وأعطي نصف عمري..للذي يجعل طفلاً باكيا يضحك..وأعطي نصفه الثاني..لأحمي زهرة خضراء أن تهلك…)
والشاعر توفيق زياد مثلما برع في الشعر برع أيضا في فن الخطابة. فقد كان يشد بخطبه انتباه الناس لساعات طويلة. فكلماته نابعة من أعماق قلبه. ومعروف عنه أن خطبه ارتجالياة وشفهية، وببراعة كبيرة. ومن أشهر ما قال في خطاباته الكثيرة:
“نحن لحم من لحمكم ودم من دمكم، نحن ذلك الجزء الذي بقي على أرضه وفي وطنه منذ سنة 1948. بذلنا جهدنا وحافظنا على البوصلة الصحيحة، بوصلة الحق القومي لشعب بأكمله أن يعود إلى وطنه وأن يبني كيانه المستقل.. نحن واثقون من المستقبل…”
“نحن نرى شعبنا الفلسطيني، اليوم، أشبه بزهرة الدم، التي تنبت من باطن الأرض لتستحم بضوء الشمس وبقطرات الندى. لأن هذا الشعب الذي طوى أضلعه على مدى 46 سنة، طوى أضلعه على حقه في تقرير مصيره، هذا الشعب الذي بذل كل هذه التضحيات يستحق أفضل وأشرف دولة في هذه المنطقة. الانتفاضة ستستمر، وحتى لو سكنت فسيكون الهدوء الذي يسبق العاصفة، وستأتي بعدها انتفاضات أشد وأقسى ./.
لتوفيق زيّاد العديد من الإعمال الشعرية المنشورة من أشهرها:
• أشدّ على أياديكم (مطبعة الاتحاد، حيفا، 1966).
• أدفنوا موتاكم وانهضوا (دار العودة، بيروت، 1969).
• أغنيات الثورة والغضب (بيروت، 1969)…
وكذلك العديد من الدراسات من أهمها: “صور من الأدب الشعبي الفلسطيني” (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1974)…
“حال الدنيا / حكايات فولكلورية (دار الحرية، الناصرة، 1975)..