سجعية مولد النّور.
أضِيءَ الكونُ و تلاشتْ عَتمَة الظّلماءِ./ منْ نورٍ أرادهُ اللهُ أصْفى مِنَ الصَّفاءِ./ و أسْطعُ ما في الأرضِ و ما في السَّماء./ نورٌ أجْلى حَقائق الخَلقِ و حُسن الاصْطفاء./ غَشى القلوبَ فسَرى سَريانَ دَفقةِ الدِّماءِ./ يُحْي نُفوساً تكلَّستْ وَهْماً بِإعْراضٍ و جَفاءِ./ و يُعيدُ وعياً بالخالقِ و المَخلوقِ و الأشْياءِ./ نورٌ توهَّج فانْطفأتْ دونَهُ كلُّ الأضْواء./
يا مولدَ النُّور سلاماً من ظامئ لِطيبِ الرُّواءِ./ يَصْبو إلى الحبيبِ و كأنَّما يَراهُ قريباً بِجَلاءِ./هو ذا الحُبُّ يُرصِّعُ المَولدَ الشَّريفَ باحْتفاءِ./ مَولدٌ رقَّتْ لهُ الدُّنيا فتَماهتْ بِطيبِ ودٍّ و ثنَاءِ./فأضيئتْ أرجاؤها بعدَ شِقوةٍ و ظُلمةٍ ظَلماءِ./
سُبحانَ منْ أعلْى فجعلَ مُحمداً في العَلياءِ./ و رفعَ ذِكرهُ ما لم يَفعلهُ معَ سَائرِ الأنبياءِ./ فكانَ دَوماً قرآنا مُكتمِلا يَمْشي بينَ الأحْياءِ./ و كانَ بَحراً زاخراً بالدُّرِّ مِنْ عِلمٍ و عَطاءِ./ و كان إسْوةً للخلْقِ في خُلُقٍ و حُسنِ انْتماءِ./
فصَلى اللهُ عليكَ ما لَمعَ نجْمٌ في الفَضاءِ./ و كبَّر للصَّلاة مُصلٍّ، و تَضرَّعَ بالدُّعاءِ./صلى اللهُ عليكَ ما فاضَ غيثٌ بزَخَّاتِ ماءِ./ فانبثَّ زَرعٌ و اخْضَوضَرتِ الأرضُ بِالنّماءِ./ فكنْ شَفيعَ ساجِع يومَ الميزانِ و الجَزاءِ./ و شفيعَ كلِّ مؤمنٍ أنَرتَ طريقهُ في الظَّلماءِ./
موقع الدكتور مسلك ميمون