كتب الصّديق الشّاعر جمعة الفاخري من ليبيا ما يلي:
قلقٌ ــ شعر/ جمعة الفاخري
قلقٌ على المعنى يَصُبُّ النَّارا ..إن هَبَّ من حممِ المواجدِ ثارا
قلقٌ يكدِّسُ في الجوانحِ سُمَّهُ .. ويُطَـــارِدُ النَّاجِينَ دارًا دَارَا
قلقٌ ضَحِيَّتُهُ الأثيرَةُ شاعـــرٌ .. يفتنُّ من لهبِ المَشَاعِرِ نَارَا
قَلَقٌ إِذَا نَسَفَ النُّعَاسُ عُهُودَهُ .. أَلْقَى بَيَانَ الشَّامِتِيــنَ جَهَارَا
قَلَقٌ إِذَا مَا الشِّعْرُ نَادَى أَهْلَهُ .. أَلْغَى قَوَافيَهُ الحِسَانَ وَطَارَا
***
فكانت هذه السّجعية:
سجعية لا تقلق
دَعكَ منَ القلقِ فالقلقُ جَذوةُ نارِ./ وتَذوَّقِ الحياةَ و خَبايا الأسْرارِ./ فالحياةُ رائقةٌ بِآمالٍ و اسْتبْشارِ./ لا يُجْدي القلقُ إلاَّ حَيرةَ انْكِسارِ./ ونَكهةَ سَوادٍ وحَسرةَ اخْتبارِ./
دَعكَ منْ شُؤمِ تَرقُّبٍ و انْتظارِ./ ما أقَرهُ اللهُ يَأتيكَ دونَ أسْفارِ./ مَعناكَ دوماً صَبيبٌ دونَ ابْحارِ./ إلهامٌ و وَحيٌ يَشاؤهُ اللهُ بِمقدارِ./ فَلمَ تَغتمُّ مِما جُعلَ خَلفَ أَسْتارِ؟!/
والشَّماتةُ كنْ لها كماءٍ و جِمارِ./ تُتعبُها بِصَمتكَ و حُسنِ اصْطبارِ./ فَحَبلُها قَصيرٌ واثْمُها في انْحِسارِ./ فما نالَ الحَرُورُ منْ بَرْدِ أسْحارِ./ فَلا تَقلقْ حتّى لا تُغَذي لَهيبَ النَّارِ./
* مسلك ميمون *