اسمه الكامل جون أنطوني برجس ويلسون، ولد في 25 من فبراير 1917م ونشأ في أسرة كاثوليكية، وحصل على الإجازة في الآداب وفقه اللغة في مانشستر عام 1940.عمل محاضراً في جامعة برمنغهام ثم صار مدرساً للغة الإنكليزية في مدرسة بلدة بانبري الثانوية كما عمل مسؤولاً عن التربية في اتحاد الملايو وجزيرة بورنيو (ماليزية اليوم) منذ عام 1954 حتى 1959، حيث كان رئيساً لقسم اللغة الإنكليزية في كلية التدريب.
اكتشفوا ورمًا خبيثا عند معلّم المدرسة أنتوني برجس البالغ من العمر أربعين سنة… وتوقع الأطباء أنه لن يعيش أكثر من سنة واحدة…وبما أنّ المعلم كان انجلوساكسونيًا بكلِّ ما للكلمة من معنى فقد كان ثمة أمر واحد لا غير هو الذي يُقلق راحته ويشغل باله: كيف يمكنه أن يضمن حياة كريمة لزوجته ولابنتيه بعد أن فقدوا كلَّ مصدر للرزق والعيش الكريم…
كان يعمل في الأساس مدرّسًا لمادة اللغة وآدابها، ولذلك لم يتمكن من التفكير بأي طريقة أخرى لكي يكسب المال لأسرته سوى أن يقوم بتأليف رواية تدرُّ عليه مبلغا سخيا يكفي الأسرة.. وبحيث أن تكون الرواية مقروءة ومطلوبة وأن تُعاد طباعتها كثيرا…
راح يتخيل أبطال روايته على شاكلة تلامذته وأهاليهم، بحيث تدور أحداث الرواية ضمن حدود المقاطعة التي عاش وعمل فيها…
كان الأمر جديدا بالنسبة له وراح الوقت يضغط عليه… وهكذا غرق في عمله، ثم راح يكتسب المهارة بسرعة. لم يكن يكترث بمفهوم الأدب الرفيع، بل صبّ جلّ اهتمامه على تسجيل حقوق الملكية لأسرته: لكي تعيش بكرامة…
ومع نهاية عام على مرضه، انتهى أنتوني برجس من كتابة روايته “البرتقالة الآلية”. وعلى الفور حققت الرواية نجاحًا باهرا وكسب برجس مليون جنيه… ترجمت الرواية إلى حوالي خمسين لغة…و نقلها المخرج السينمائي ستانلي كوبريك Stanley Kubrick إلى الشاشة البيضاء عام 1970
وبسبب هذا النجاح الهائل، واحساسه بأنه قام بواجبه تجاه أسرته، شعر برجس بالاعتزاز والذهول فشرب الويسكي وذهب إلى طبيبه… عاين الطبيب صور الأشعة مطولا، وراجع قصة مرض برجس فجحظ عيناه: لم يعد هنالك أي سرطان! لقد شُفي برجس!
هكذا أصبح انطوني برجس كاتبا، وقام بتأليف ٥٠ كتابا كما ألف ١٥٠ لحنا موسيقيا…
توفي أنطوني برجس في ٢٢ تشرين الثاني ١٩٩٣