تصوير shutterstock
عيد الأضحى 2014 ومصادفته في أوائل شهر أكتوبر تجعله قرار سفر محيّر، فشهر تشرين الأول هو شهر تبدل المناخ في الغالبية العظمى من دول العالم العربي، وسياحة العيد عادةً ما يغلب عليها طابع السياحة المحلية والقريبة جغرافيًا من البلد الأم. لكن، وقبل الاستسلام لقرار قضاء العيد ما بين زيارات الأقارب وتمضية الوقت في أقرب مول تجاري، من الجدير التفكير الجدي باستغلال مناسبة حلول العيد في أوائل فصل الخريف للاستمتاع آخر مرة هذا الموسم ببعض نقاط التقاطع ما بين البحر والصحراء قبل حلول الشتاء وتأجيل الإستمتاع بالمناطق البحرية حتى أواخر الربيع والصيف القادم.
سيحل علينا عيد الأضحى 2014 يوم سبت، ما يجعله فرصة جيدة لإجازة أسبوع كامل، يمكن خلالها السفر من يوم الجمعة 03-10-2014 وحتى يوم الجمعة 10-10-2014. وعطلة أسبوع كامل عن العمل هي فرصة لا تعوض لرحلة فيها متعة السفر بين أكثر من مكان، ومدة تكفي للانغماس في تبدل الأجواء والأماكن ونسيان تعب العمل اليومي، واسترجاع الطاقات كاملة لمعاودة النشاط السنوي حتى إجازات الصيف القادم.
مراكش، التاريخ حاضر في كل زاوية…
مراكش هي من أعرق المدن التي عرفتها الحضارة الإنسانية، وما زالت تشكل مركزًا عامرًا بالحركة التجارية والإنسانية يجعلها إحدى أهم المزارات السياحية في العالم. موقعها الجغرافي، شمال سلسلة جبال الأطلس، يكسبها أيضًا جمالًا طبيعيًا يفسر مكانتها المهمة على مر ما يقارب الألف سنة منذ تأسيسها. كما أنها وجهة سفر ممتعة في أغلب أشهر السنة. ولكن مراكش مدينة المهرجانات والأعياد أيضًا، فهي لا تحتاج مناسبة خاصة لكي تعمر ساحة جامع الفناء فيها بجو احتفالي يعج بالعديد مما يمتع العين والفم والأنف والأذن وجميع الحواس… فما بالكم جوّها في عيد الأضحى!
ساحة جامع الفناء وسط مدينة مراكش في المغرب | تصوير: shutterstock |
أسس المرابطون مراكش سنة 1062 ميلادي (454 هجري) لتكون عاصمة لإمبراطوريتهم الممتدة على ما يزيد عن 3000 كيلومتر، شمالًا من حدود فرنسا عند جبال البيريني (سلسلة جبال البرانس) من جهة والبرتغال من جهة أخرى، منبسطة على الأندلس والمغرب وموريتانيا وحتى حدود ما كان يعرف آنذاك بمملكة غانا جنوبًا. ولهذا التاريخ والامتداد الجغرافي الأسطوري عبق يمكن لمسه بأجواء المدينة حتى في يومنا هذا.
تاريخ مراكش العريق هو عامل مهم أيضًا في ما يجعل المدينة اختيارًا حكيمًا لفسحة العيد. فمدينة تحتوي المزارات والأماكن السياحية والمطاعم والفعاليات العديدة في الأماكن المسقوفة ستكون ملاذًا آمنًا من خطر مداهمة الأمطار أسبوع العيد… |
تاريخ مراكش العريق هو عامل مهم أيضًا في ما يجعل المدينة اختيارًا حكيمًا لفسحة العيد. فمدينة تحتوي المزارات والأماكن السياحية والمطاعم والفعاليات العديدة في الأماكن المسقوفة ستكون ملاذًا آمنًا من خطر مداهمة الأمطار أسبوع العيد. وكون المدينة قريبة في نفس الوقت من العديد من المناطق الطبيعية ذات المناظر الخلابة، القرى السياحية الجميلة ومدن ممتعة أخرى، يترك في يد المسافر العديد من إمكانيات الترفيه ليلائمها لمبتغاه ونزوات عائلته أو رفاقه من جهة، ولضرورات الطقس غير المتوقعة في بدايات أكتوبر من جهة أخرى. ومن المتوقع أن تكون المناطق الجنوبية من المملكة المغربية أحرّ ولو بقليل من مناطقها الشمالية في بدايات أكتوبر، ما يجعلها اختيارًا يحمل إمكانية طقس أفضل لرحلة العيد.. والله أعلم!
ولا تزال بعض آثار المرابطين ومبانيهم الأولى تعايش واقع المدينة رغم مرور ما يقارب الألف عام على التأسيس، وربما أروع مثال لذلك ستوفره زيارة القبة المرابطية الرائعة العمران والشامخة في وجه تقلبات الزمان:
القبة المرابطية، صامدة في وجه الزمان، حافظة تاريخ المكان | تصوير: shutterstock |
عدا عن القبة المرابطية وأسوار المدينة القديمة، تبدل السلالات الحاكمة لم يترك العديد من آثار المرابطين بارزة واضحة المعالم في مراكش، وقد يعود ذلك للأهمية التي أولاها الموحدون لفكرة “تطهير مراكش” من آثار ما كانوا يعدونه بذخًا وترفًا لا يليق بحكم إسلامي متقشف وشديد بقوانينه – كما ظنوا أن أيديولوجيتهم أو فكرهم الفقهي الظاهري يملي عليهم.
أما الفترة الموحدية فتركت بصمتها البارزة في تشكل منظر مراكش بسبب تعميرها مساجد تبدو جالية للعيان أينما كنتم في محيط البلدة القديمة، فالجوامع المشهورة بصوامعها ومآذنها التي لا تخلو صورة لمدينة مراكش منها هي من نتاج حقبتهم؛ وهي مساجد الكتبية والقصبة في البلدة العتيقة لمراكش التي ستبرز في أفقكم كيفما تنقلتم وتجولتم في البلدة.
مسجد كتيبة في البلدة العتيقة في مراكش، شاهد على فترة حكم الموحّدين | تصوير: shutterstock |
عش مراكش بكامل حواسك!
مراكش بلد تحيا حاضرها وليست فقط معالم تاريخية ومعمارية. لهذا يعمل المسافر الذكي على أن يدمج الاستمتاع بالحياة اليومية وملذات المدينة بمتعة التواصل مع تاريخها والسرحان في قصصها الأسطورية. هذه المدينة التي حكمت يومًا الأندلس وسواحل أفريقيا الغربية ما زالت تحمل هذه البصمات في شوارعها، أزقتها وأسواقها الغنية بالموارد والقصص. وتكفي السائح جولاتٍ بين ألوان وروائح أسواقها لكي يتمتع بكل ثانية بالسفر.
لهذا لا يجب التسرع بسياحة المغرب ومراكش. المعالم التاريخية وتمتيع الذهن والبال من جهة وتمتيع الناظر بزخارف العمران من جهة أخرى، سترافقكم أينما ذهبتم ومهما فعلتم. وهذه فرصة للتأني في فرصة أسبوع العيد، وجعل الصويرة محطة تتوسط السفر وفترته. فقضاء يومين بطيئي الإيقاع في مراكش ما بين التمتع بمعالمها وتذوق نغمات شوارعها
.. فقضاء يومين بطيئي الإيقاع في مراكش (…) ثم التوجه لقضاء يومين على سواحل المحيط الأطلنطي في الصويرة، والعودة لآخر أيام الزيارة لمراكش، سيمكنكم أخذ الفائدة كاملة والمتعة التامة من سفركم واكتساب مخازين من التجربة والمعلومات والذكريات تبقى معكم أينما ذهبتم. |
وأطعمة أسواقها ومطاعمها، ومن ثم التوجه لقضاء يومين على سواحل المحيط الأطلنطي في الصويرة، والعودة لآخر أيام الزيارة لمراكش، هكذا سيمكنكم أخذ الفائدة كاملة والمتعة تامة من سفركم واكتساب مخازين من التجربة والمعلومات والذكريات تبقى معكم أينما ذهبتم.
يجب أن لا ينسى المرء الاستمتاع بمذاق الأمكنة التي يسافر اليها. ففي الأكل وتراثه وثقافته عند الشعوب ما يحوي المعلومات والحضارة بما لا يقل عن معالم عمران البلد التي يزورها المرء. فكم من التوابل تسافر في العالم أكثر مما يسافر أغلبنا؟ وكم هي طرق الطبخ والطهي وتحضير الطعام التي تبادلتها الشعوب وطورتها حضارات المدن والناس؟ ومراكش بلد تعج بالأكل الطيب، ويمكن الرهان أن عيد الأضحى لن يزيد من متعة الأكل في أسواقها إلا بكل ما لذ وطاب.
ساحة الفناء، قلب مراكش النابض
أما ساحة جامع الفناء وما تحويه من حكواتيين قصص، مروضي أفاعي ومربي قردة وحيوانات وعروض موسيقية وأدائية عجيبة بديعة، فهي الملاذ الأفضل لإختتام النهار في مراكش بدون أدنى شك، وفرصة رائعة لالتهام بعض المشويات وملذات الطعام بالسوق. ناهيكم عن فرصة تناول الشاي أو أي مشروب في أحد مقاهي الشوارع المحاذية ذات الشرفات التي تطل على ساحة جامع الفناء. هبوط المساء على هذه الساحة الفريدة هو من تجارب مدينة مراكش التي لا تنسى. ومنظر الغروب يحل على ساحة جامع الفناء لهي من الصور التي يتذكرها المرء مدى الحياة.
وبين انتقاء بعض الامكنة السياحية للزيارة، والتمتع بالتجوال في المدينة وتذوق مطاعمها، من المفضل أن يقوم المرء بزيارة متحف أو إثنين من متاحف مراكش، فالسفر تعلم وتوسيع آفاق. وزيارة متحف مراكش الرئيسي في بداية السفر يوفر وجهة نظر معلوماتية تحسن من الاستمتاع بما يلحق من مناظر وأماكن زيارة. وضيفوا عليه زيارة لقصر البديع ومتحفه، ليس فقط لكونه من أهم المباني التاريخية في العالم الإسلامي، بل أيضًا لأنه سيوفر لكم فرصة التنزه بحدائق صممت للملوك.
لقصر البديع ومتحفه، من أهم المباني التاريخية في العالم الإسلامي | تصوير: shutterstock |
آن أوان السفر إلى الصويرة
يومان في مدينة مراكش كفيلات بأن يهبط المرء على أرض المغرب جسدًا ونفسًا. يعتاد الإيقاع المغربي للحياة. يتذوق البلد بتأني. ويرتاح من عبء السفر وتغيير الأجواء لدرجة تفتح منافسه على قدرة الإستمتاع بما حوله أكثر.
هذه لحظة مؤاتية لترك مراكش الصاخبة حتمًا بالعيد، وقضاء يومين برحلة استجمام أهدأ في مدينة الصويرة الساحلية. مع كامل العلم أن معاودة الإستمتاع بمراكش قريبة الأجل. فهي المحطة الأخيرة المفضلة للسفر بنفس مرتبة كونها المحطة الأولى المفضلة.
مدينة الصويرة هي مدينة مغربية فريدة في واقعها وفي تاريخها على حد سواء. وهي نكهة مختلفة عن مذاق مراكش في الواقع والعمران والطعام والتاريخ وحتى الموقع الجغرافي والمناظر الطبيعية.
وكون الصويرة هي إحدى أشهر مدن مطاعم الأسماك في العالم أجمع، هذا يعني أنكم وهذه النوارس تتقاسمون أصناف أطباق العشاء:
بحرٌ.. وحِبر؟!
الصويرة هي بلد صيادي سمك على ساحل المحيط الأطلسي الذي يمتاز بألوانه الزرقاء التي تقرب الليلكي حينًا وتقرب الأزرق السماوي حينًا آخر. وهذا ليس محض الصدفة. فإحدى القصص التاريخية حول الصويرة، هي كونها إحدى الأماكن الأولى في العالم الذي احترف صناعة إستخراج اللون الحبري الأزرق من حيوانات الحبار بعد اصطيادها، وتحويله إلى حبر، وألوان صباغة متعددة وبيعه للإغريقيين أولًا ومن ثم للإمبراطورية الرومانية من بعدهم تحت إمرة السلطان الأمازيغي يوبا في أوائل القرن الأول الميلادي. وهذا كله في عهد سيطر فيه الفينيقيون على سواحل البحر الأبيض المتوسط شمالًا، وكانت لهم مستوطنات مدن ميناء على ساحل المحيط الأطلسي، ما جعلهم يؤرخون تاريخ مدن الميناء المهمة في عصرهم وإحداها الصويرة.
مسافرٌ وصل الصويرة ولم يأكل في مطاعم السمك الشعبية القريبة من الميناء، كأنه لم يزر الصويرة قط. |
من البحر إلى الصحن.. صحة وهنا!
مسافرٌ وصل الصويرة ولم يأكل في مطاعم السمك الشعبية القريبة من الميناء كأنه لم يزر الصويرة قط. فالسمك بالصويرة طازج لدرجة لا تحتاج للكثير من التفنن في الطهي. والمطاعم الشعبية في منطقة ميناء الصويرة تقدم السمك المشوي وتحضر ما تزكي به البحار من أثمار البحر وحيواناته المتعددة من سرطانات متنوعة، ربيان وقريديس وجمبري ولوبستر، وكل هذا من شبكات الصيادين مباشرة. والسمك أطيب طعمًا كلما كان أطزج وأقرب إلى البحر، ورغم وجوب الحذر وتفحص طزاجة السمك (حمرة الخياشيم، صلابة الملمس واللحم، عدم سهولة انفصال العظم عن اللحم، رائحة البحر عليه، وحوار واضح بالعيون.. الخ) لئلا يقع المرء في مصايد السياح بدلًا من أن يأكل من سمك الصيد، ولكن رغم هذا تمتاز المطاعم في الميناء بدرجة ثقة وتقييم عالية من قبل المسافرين العرب والأجانب.
مطاعم ومقاهي الميناء ليست وحيدة في إمكانية تقديم التجربة الفريدة في الصويرة. ففي البلدة القديمة هنالك العديد من المطاعم “الراقية”، التي تبغي تقديم قائمة طعام متنوعة أكثر من مطاعم الميناء وتقديم خيرات الصويرة البحرية بطرق متعددة لا تقتصر فقط على الشواء. ورغم أن بعض هذه المطاعم يستقطب السياح المقتدرين أكثر من خلال أسعاره المرتفعة بعض الشيء، إلا أن التجوال في البلدة القديمة سيوفر لكم العديد من المقاهي والمطاعم التي تناسب ذوقكم وميزانيتكم في الطعام والشراب، وبنفس الوقت توفر لكم اطلالة رهيبة على جمال البحر والميناء والأسوار.
والصويرة منظر رائعٌ عند الغروب | تصوير: shutterstock |
المبيت في الصويرة، بين الطبيعة ورياض الضيافة
وإن حالفكم الطقس والحظ وتيسرت أيام العيد في الصويرة بالشمس الدافئة يمكنكم الإستمتاع أكثر بالشواطئ المحيطة بالمدينة، وبرحلات السفاري والتخييم في البر والعديد من فعاليات الطبيعة الساحرة التي توفرها عدة مكاتب سياحة في المدينة.
ولكن حتى لو لم يكن الطقس دافئًا بما فيه الكفاية للتخييم في الشواطئ حول المدينة، توفر المدينة نفسها تجربة لا تنسى. فالصويرة ليست فريدة بماضيها الفينيقي فقط، وإنما هي فريدة وتستكمل تجربة مراكش لكونها توفر إطلالة على حقبة تاريخية أخرى من سفر أيام الأراضي المغربية. فإن كانت مراكش رمز التاريخ الإمبراطوري للإراضي المغربية تحت سلالات البربر والعرب التي حكمت من الأندلس إلى موريتانيا، فالصويرة هي ذكرى فترات متعاقبة بتقطع كانت تخضع فيها العديد من موانئ المغرب للسيطرات والإحتلالات الأوروبية.
وعمليًا أول من عمّر قلعة المدينة في الألفية الأخيرة كانوا البرتغاليين أصلًا عام 1506 ميلادي. رغم تواجد الدلائل على أن المدينة كانت ما تزال قائمة وتحمل إسمها الفينيقي الآرامي: المجدل (القلعة او البرج بالعربية) حتى القرن الحادي عشر الميلادي وهي مذكورة بهذا الإسم بكتاب “كتاب المسالك والممالك” للكاتب والمؤرخ والجغرافي الأندلسي العظيم: عبد الله البكري.
ما زالت قوارب الصيادين الراسية في الميناء بلونها الأزرق بجانب برج الصقالة تجمع ما بين الماضي الأغبر، وتحصينات المدينة.
وفي الصويرة العديد من الفنادق المغرية، ولكن إمكانية المبيت الأفضل تبقى إمكانية المبيت ببيوت رياض الضيافة المغربية الرائعة الجمال والدلال، وهنا نعاود التذكير بنصيحتنا الأساسية ألا وهي السفر البطيء والتأني والتمتع بكل لحظة:
وربما إحدى بقايا الأثر البرتغالي في الصويرة هي حقيقة تواجد إحدى بوابات حصنها المنيع مقابل وجهة مراكش كذكرى لأيام شكلت فيها مراكش الخطر من وجهة نظر البرتغاليين.
ولكن المدينة التي ستزورونها اليوم في الصويرة هي المدينة التي أوكل بناءها السلطان العلوي محمد الثالث ابن عبد الله إلى المهندس الفرنسي تيودور كومود، عام 1760، ليقوم الأخير بسبب انبهاره آنذاك بالأسلوب الجديد لبناء قلاع مدن الميناء الصغيرة في أوروبا، الحصينة بوجه هجمات الأساطيل والقراصنة، بتخطيط الخارطة الهيكلية للمدينة ووفي باله العمل العمراني الذي قام به المهندس فاوبرن في بناء قلعة سانت مالو الفرنسية.
وتحت إشراف المهندس تيودور كومود عمل العديد من المهندسين والمقاولين الأوروبيين والمحليين في انتاج هذه الجوهرة المعمرانية. وأحدهم وهو المدعو “أحمد العلج”، لكونه إنجليزي الأصل إعتنق الإسلام وعمل في بلاط السلطان، تأكد أن يبقى إسمه محفورًا مخلدًا كشهادة على إشرافه على عملية بناء “بوابة الميناء” المشهورة في الصويرة من خلال حفره إسمه بالنقش المكتوب على البوابة.
بعد تأسيس الصويرة الحديثة تحت السلطان محمد الثالث ابن عبد الله، تحولت المدينة إلى أهم الموانىء المغربية في التجارة ما بين غرب أفريقيا والصحراء الغربية من جانب، وأوروبا والأمريكيتين من الجانب الآخر. حتى انه درجت تسميتها في القرن التاسع عشر بميناء طمبكتو. بسبب طريق التجارة التي كانت تتخصص فيها المدينة بين طمبكتو عاصمة مالي ذات الهالة الأسطورية والقرب الغني من ممالك غانا والقرن الأفريقي والنيجير، وأوروبا والعالم أجمع.
عودة إلى مراكش
وبعد يومين أو ثلاثة في الصويرة (حسب الطقس والذوق الشخصي) حان الوقت للعودة إلى مراكش.
ومراكش لن يكفيها عمر كامل للتشبع بما تحويه من مزارات وأماكن سياحية وجو خاص. لكن بما تبقى لكم من أيام رحلة العيد يمكنكم زيارة الأماكن والمعالم الرئيسية، وإستكمال تاريخ الألف سنة في مراكش والتفكر والتخيل كيف حكمت هذه المدينة العالم يومًا:
>> مدرسة علي ابن يوسف
زيارة مدرسة علي ابن يوسف التي بنيت عام 1570م، والتعرف على عمارة الزخرفة المغربية بقمتها، والتعرف على تاريخ المدارس المغربية التي كانت نظام معرفة يحتذى به ورث مدارس الأندلس ودُشّن قبل مئات السنين من اختراع الأكاديمية الحديثة.
وهذا النقش البارز في مدرسة على ابن يوسف هو من أروع ما تركه لنا السلاطين السعديين من إرث معماري، وهذا النقش يصل قمته في معلم أضرحة السلاطين السعديين في مراكش.
>> قصر الباهية
لا يمكن ترك مراكش بدون زيارة المعلم الذي حاول فيه الوزير أحمد ابن موسى الملقب بـ”با احمد” تلخيص ألف سنة من تراث المعمار المغربي والأندلسي في أواخر القرن التاسع عشر، ألا وهو قصر الباهية.
ولم يعش الوزير أحمد ابن موسى ليرى اتمام هذا البناء البديع الذي استغرق ستة سنوات متتالية من البناء يوميًا على يد أمهر فناني العمارة من مدينة فاس.