يعد نسر جيفرين أو جريفون أو النسر الأسمر vautour fauve، والاسم العلمي له Gyps fulvus، أحد الطيور الجارحة، وأكثرها ضخامة وقوة، كما يعد أكثر أنواعِ الطيور إفتراساً على الإطلاق، ويصل طوله بين 93 إلى 110 سم، والمسافة بين طرفي جناحيه المفرودين تصل ما بين 240 إلى 280 سم، ويزن ما بين 6 و13 كيلوجرام.
وذكر «موقع الحياة البرية» أن نسر «جريفون» يتميز بطول رقبته وخلوها من الريش، وطوق من الريش الأبيض على قاعدة الرقبة، وريشه بني وأجنحته سوداء، ويعشش على المنحدرات الجبلية والصخرية، وتضع الأنثى بيضة واحدة فقط، وتقوم بوضعها داخل عشه في أعالي الجبال.
وأضاف الموقع: «تتغذى نسور (جريفون)، على الجيف والحيوانات النافقة، ولا يخلو ذلك من قيامها بصيد وأكل بعض الحيوانات والكائنات وهي حية، لذا اعتبرها بعض العلماء أخطر أنواع الطيورعلى الإطلاق، وهي تلعب دوراً في النظام البيئي، حيث تأتي علي قمة السلسلة الغذائية، وذلك لأنها تتغذى بشكل عام على الحيوانات النافقة من الثدييات الصغيرة أو الكبيرة، وبالتالي تخلصنا من الحيوانات والتي ربما ماتت بسبب مرض أو خلافه.
وقال الدكتور محمد يسلم شبراق عضو مجلس إدارة «المجلس العالمي لحياة الطيور»، وعضو«الاتحاد العالمي لعلوم الطيور»، لجريدة «الاتحاد»: «يصل صغير الجيفرون لسن البلوغ ما بين 110 إلى 130 يوماً، ويبقى أحياناً بالقرب من العش معتمداً على أبويه في الغذاء مدة 3 أشهر، ليبدأ بعدها بالاستقلال عنهما، وعندما يصل عمره لـ 4 سنوات، وهو سن البلوغ، ربما يعود لنفس المستعمرة أو يقوم بالتحرك لمواقع أخرى والتزاوج».
وتابع: «يبدأ موسم التكاثر لهذه النسور في نهاية شهر ديسمبر وبداية شهر يناير، ويستمر وضع البيض في بعض المناطق إلى بداية شهر مارس، ويعمل كل زوج على بناء عشه على المنحدرات الجبلية والكهوف، وتضع الأنثى بيضة واحدة فقط، ويتناوب الزوجان في حضانة البيض لمدة تتراوح بين 50 و58 يوماً».
واستكمل: «تعيش نسور الـ(جريفون) في مناطق متفرقة من العالم كجنوب أوروبا، شمال أفريقيا، وآسيا، وتم رصد مجموعاتٍ منه في الجزائر والعراق واليمن وجنوب غرب السعودية، إضافة إلى شمال فلسطين وهضبة الجولان السورية».
وواصل: «ينظر إليه العلماء علي أنه إحدى نماذج لنسر العالم القديم في المظهر، والذي كان يظهر علي الجدران، وهو من الطيور المعمرة، ودلت المتابعة لأحد هذه الطيور في الأسر إلى أنه يعيش حوالي 37 سنة، ويضرب العرب المثل به لطول العمر (عمره عمر نسر)».
وأضاف «شبراق»: «نسور (الجيفرون)، تعد من الطيور الاجتماعية، وتبني أعشاشها في مستعمرات قد تصل في بعض المناطق إلى 100 زوج في مستعمرة واحدة، كما تتعاون هذه الطيور في البحث عن غذائها بمساعدة بصرها الحاد، فتقوم بالتحليق في الجو كُل على مسافة من الآخر، وعندما يشاهد أحدها الغذاء فإنه يحلق فوق منطقة الغذاء بشكل يلفت انتباه بقية السرب، والتي تستدل من طريقة طيران وتحليق هذه الطيور على الموقع وتحدده».
واختتم: «بدأت أعداد هذا الطائر بالتناقص بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حتى أن العديد من المنظمات الدولية في أوروبا وآسيا بدأت في برامج حماية للنسر الأسمر، ومنها برامج التوطين في جبال الألب بفرنسا وسويسرا، عن طريق دراسة أعداده من خلال مواقع تعشيشها».
—