من وحي ذكريات المكتبة..
في صغري و من خلال ارتيادي للمكتبة، لاحظت رجلا يبدو كبير السّن، .ألفت رؤيته، كان يطالع باهتمام. و أظنه ألفني أيضا . و لكن ألْفتي لم تمنعني من طرح الأسئلة. ترى ماذا يفعل عجوز في المكتبة؟! و ماذا يقرأ ؟! و ما عساه سيستفيد؟! كانت أسئلتي تجعلني اتطلع إليه بغرابة، كأنني أرغب في قراءة الجواب من ملامحه، و سعاله المتكرر، و مسحه لنظّارته الطّبية من حين لآخر.
و ذات مرّة، و هو يستعد للانصراف، مرّ بجواري و قال:
ــ ماذا يقرأ البطل ؟ جميل أن تقرأ..! و الأجمل أن تأتيَ بورقة وقلم..
لاندهاشي، ابتسمت و لم أرد، فانصرف و كأنّه يجرُّ رجليه جرًّا، بخطوات بطيئة. فزدتُ أسئلةَ الدّهشة سؤالا آخر: ما علاقة القراءة بالورقة و القلم؟!
شيء فاتني، لم أدركه إلا فيما بعد..
* مسلك *