من وحي ذكريات المكتبة (1)

من وحي ذكريات المكتبة..

كنت لم اتجاوز عقدي الأوّل إلا بسنتين أو ثلاثة.و أذكر أنّ اليوم كان يوم جمعة. قضيت الصّباح في المكتبة. كنت ولوعًا بقراءة قصص الأطفال و بخاصّة قصص عطية الابراشي. و لا أدري ما جعلني أنعزل في ركن يكاد لا يراني فيه أحد.. و فجأة أخذتني سنة من النّوم، فتوسدت الكتاب.. و لا أدري كيف مضى الوقت سريعًا. كلّ ما أدري أنّني استيقظت على أذان الجمعة . فلاحظت أن المكتبة معتمة أكثر، رغم وجود كوّة صغيرة في الأعلى. فقمت مرتعبًا، أتحسّس طريقي . فوجدت الجميع قد غادروا، و أنّ الباب مغلق. فمكثت في العتمة، و الاضطراب، و القلق.. إلى ما بعد الظّهر..
فانتابني الخوف…و بخاصّة أنّ القصّة التي كنت اقرأها تتعلّق بالجنّ و المَردة سامح الله عطية الإبراشي. و فجأة، سمعت صوت المفتاح يدور في قفل الباب. فاختبأت في ركني، راجيًا ألاّ يراني القيّم . و لكن لسوء حظه، و لأمر ما، جاء يتفقَّد المكان، فوقفت لأشرح له سبب وجودي . و لكنّه صاح مذعورًا، و هو يُبسمل، وفرَّ خارج المكتبة. فاندفعت خلفه. و حمدت الله أنّه لم يتمكن من معرفتي.. و لحد الآن يخامرني سؤال: ــ ما عساه حكى عن عفريت المكتبة ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.