من وحي ذكريات المكتبة..
في مراهقتي كان علي أن اقطع مسافة طويلة مشيا لأصل مكتبة البلدية في مدينتي. و في يوم ماطر و الطّريق موحلة. أردت ارجاع الكتاب الذي استعرته. حتّى أحافظ على التزامي ،و ثقة القيِّمِ على المكتبة. و لكن لسوء حظّي لطّختني سيارة مارة بسرعة ، و اضطربت فسقطت في بركة من ماء المطر. لم أهتم بملابسي، و لا بحالتي، بقدر ما همّني الكتاب الذي استحم في البركة. عدت أدراجي إلى البيت آسفا حزينا. فدارت في رأسي الصّغير كلّ الأسئلة.فكان الجواب أن أقتني كتابًا جديدُا للمكتبة. و لكن من أين لي بثمنه؟!
بعد أسبوع ذهبت إلى القيّم و أخبرته بما حدث. تبسم في وجهي الصّغير و أخذ منّي الكتاب الذي حاولت تجفيفه من قبل، و قال لي:
هل قرأت الكتاب ؟ هل استفدت منه؟ إذًا لا بأس.
كنت فقط بعد انصرافي، أرغب فقط، أن أسأله ما معنى ( لابأس ) في مثل ما حدث.؟فبقيت (لابأس ) تعشعش في رأسي إلى الآن.
* مسلك *