سجعية : أيُّها النَّائمون في العَسل!
أيُّها النَّائمونَ في العَسلِ إنّ عَسلَكمْ قطرانُ./ ما وَعيتمْ و أنَّى الوَعيَ لمنْ هو سَكرانُ؟/ أنَومُ أهلِ الكَهفِ أمْ أنتُم حِجارةٌ و صِوانُ؟/ لا القلبُ يَستَشعرُ ولا الصُّراخُ تَعيهِ الآذانُ! / أليسَ فيكمْ رجلٌ رَشيدٌ حرٌّ مُسْتفيقٌ يَقظانُ؟/
الكُرةُ لَهْوٌ و انْشِغالٌ لا يَخلو مِنْها مَيدانُ./ كَوَّرتِ العَزائمَ فتَطايرتْ مِنْها أفْراحٌ و أحْزانُ./ وغَزَّة هاشمٍ صُراخٌ يُبيدُها قَصْفٌ و نيرانُ./ وغزّةُ ليسَ فيها لُقمة أوْ يُروى فيها ظَمآنُ./ رُعبٌ و مَرضٌ وجوعٌ و القَتلُ مُشاعٌ لا يُدانُ./
تَساوى العُربُ و الغَربُ فلا قِيمٌ ولا إحْسانُ./ الكلُّ يَرى و يَسْمعُ و الحقُّ ضَياعٌ و فُقدانُ./ لا ألومُ الغرْبَ فالغَربُ اسْتعمارٌ و عُدوانُ. / بلِ اللَّومَ لأنْظمةٍ يا حَسْرتي يَتولَّها عُرْبانُ. / يُهدِّدهمُ النَّتنُ إنْ نَطَقوا أو بَدا مِنهمْ فَلَتانُ !/
ذاكَ وَضعُنا كُرةٌ و لَهوٌ و انْقِسامٌ و لا غُفرانُ. / نُعادي بَعضَنا البَعضَ و يَمْضي بِنا الخُذْلانُ./ والحَيَّة الرَّقطاءُ بَيننا تَسْعى يَدْعَمُها شَيْطانُ./ يا وَيحَ زَمانٍ نَعيشهُ تَجاوزتهُ بِالفَضْلِ أزْمانُ./ نَنامُ في العَسلِ و وضْعُنا و يْلاتٌ و قطْرانُ !/
*مسلك *