( المعاجم النقدية والحاضنة الفرنسية: التعريبات والتعريفات ) د نادية الهناوي

المقال المنشور هذا يوم الاحد 7 تموز 2024 في صحيفة العرب. ( المعاجم النقدية والحاضنة الفرنسية: التعريبات والتعريفات ) د. نادية هناوي

يحرص بعض النقاد والباحثين على إعداد قواميس أو معاجم، يستقصون فيها المفاهيم والمصطلحات بشكل عام أو يتخصصون بمفاهيم حقل نقدي معين، جامعين منها ما أمكنهم رصده وتحديده. والعمل المعجمي هو بالأساس تجميعي، ولا يتيسر لفرد واحد القيام به، نظراً لما يتطلبه أمر الرصد والتجميع من وقت وجهد كبيرين، يتم تذليل صعوباتهما باشتراك اثنين أو ثلاثة أو أكثر في إعداد قاموس واحد، ليكون دليلا للدارسين والمهتمين بقضايا النقد والأدب.

وما من صيغة ثابتة في إعداد المعاجم، والغالب عليها من الناحية الشكلية أن يوضع المفهوم أو المصطلح وأمامه يكتب نظيره الانجليزي أو الفرنسي أو الاثنان معا. وما من اتفاق على طبيعة الترتيب الهجائي أ يكون على حروف اللغة العربية أم حروف اللغة الفرنسية أو الانجليزية. وعادة ما تندرج التعريفات من دون تمثيلات تطبيقية وأحيانا تكون كذلك، ولا يتعدى طول التعريف الواحد القطعتين أو أكثر. أما من الناحية العلمية، فإن المعتاد هو الاكتفاء بذكر اسم صاحب التعريف من دون ذكر موضع الاقتباس بالصفحة والطبعة. وهذا تهاون، تفتقر بسببه بعض معاجم النقد إلى الدقة والموضوعية وأحيانا إلى الأمانة العلمية. فيبدو المعجم مثل أية جذاذات يمكن لطالب دراسات عليا أن يقوم بإعدادها. وقد يقال إن ذكر المصادر والمراجع يجعل المعجم مترهلا ويؤثر على توصيل المعلومة بيسر إلى القارئ. ونرد بأن من الممكن عمل هوامش أو ملاحق خاصة بالإحالات والملاحظات وما شاكلها.

وعلى الرغم من ذلك، فإنّ للمعاجم والقواميس النّقدية أهميتها كوسيلة مساعدة للدارسين لاسيما حين تتمكن من الإحاطة بما في عالم النقد من اشتباك معرفي أو تساهم في تحييد ترجمة مفهوم أو تعريبه وأحيانا تقع على مفاهيم جديدة غير متداولة في نقدنا مع أنها مهمة في حواضنها التي اجتُلب منها. أما إذا كان المفهوم الجديد قلقا وينطوي على إشكالية في حاضنته الأصلية، فإن عملية إدراجه في المعجم ستنطوي على بعض التحدي، إذ ستتجاوز مهمة إعداد المعجم منطقة التجميع والتعريف إلى منطقة البحث والاستقصاء، وربما الدخول في مناقشات تستوجبها إشكالية ذلك المفهوم. وهنا تتأكد أهمية عمل ملاحق في المعاجم مخصصة للإحالات والملاحظات وعرض المعلومات إزاء إشكالية ما، تعطي تصورات كافية لمن يريد الاستزادة وتدل في الآن نفسه على ما للمعجميين من سعة معرفية.

ولو كانت معاجم النّقد تتعامل بهذه الدقة مع المفاهيم غير المستقرة في بيئاتها، وتعمل على تفحص الخلفيات الفلسفية والإلمام بالتصورات المتعددة والمختلفة حولها، لاستطاعت أن تضيف إضافات معرفية، تضع نقدنا الأدبي على طريق الابتكار والتجديد. ولعلها تكون أحد السبل المنهجية لحل أزمة المصطلحات وترجمتها.

وسنضرب المثل على مفهوم قلق وغير مستقر بـ Metalepsis واجترحه جيرار جينيت مَطلع سبعينيات القرن الماضي في كتابه (خطاب الحكاية) وعرَّب مترجمو هذا الكتاب المفهوم أعلاه بـ (الانصراف). ولم يلق المفهوم ولا تعريبه اهتماما من لدن النّقاد العرب لاسيما أن الكتاب نفسه وجهت إليه انتقادات كثيرة من لدن نقاد ما بعد البنيوية الفرنسيين مثل شلوميت ريمون كنعان وميك بال ومن نقاد المدرسة الأمريكية مثل فان ريس ودوريت كوهن وكيت هامبروكر ودولجيل وفولف وغيرهم من الذين سجلوا على جينيت مآخذ كثيرة، كان من بينها مفهوم Metalepsis.

وقام جينيت بعد عشر سنوات بالرد على تلك المآخذ بكتابه( عودة إلى خطاب الحكاية) 1983 ولكن بقيت إشكالية المفهوم على حالها، ووصفها جينيت “بالمصاعب والمصائب”. وسرعان ما وجد منظرو السرد ما بعد الكلاسيكي في هذه الإشكالية منفذا للبناء والتطوير. وبالفعل تمكنوا خلال عقدين من الزمن من الارتقاء بالمفهوم ليكون مصطلحا ثم شيَّدوا عليه نظرية، تندرج في علم السرد غير الطبيعي.

إن ما سببه(Metalepsis) من حراك نقدي وتبارٍ معرفي في بيئته الغربية، لم يكن له أي صدى واضح على نقدنا العربي ببعديه النظري والإجرائي، مقارنة بمفاهيم ومصطلحات جينيت الأخرى التي نالت منا اهتماما نقديا ملحوظا مثل التبئير والصيغة والصوت والقصة المثلية وغيرها. ولم يرد مفهوم Metalepsis في ( قاموس السرديات)1987 لجيرالد برنس ولكنه ورد في قاموس السرديات) 2010 لخمسة نقاد تونسيين يتقدمهم الأستاذ محمد القاضي مشرفا غير أن الإشكالية كانت كبيرة، لا من ناحية تعريب المصطلح، بل أيضا التعريف به تعريفا دقيقا وبإيجاز يقارب -في الأقل- ما مرَّ به من إشكاليات في حاضنته الغربية.

فأما لماذا عُرِّبَ المفهوم، فلأن الهدف العام الذي سعى إليه القاموس هو أن( يكون منغرسا في الثقافة العربية لا مجرد صدى للثقافة الغربية) وأما لماذا عُرِّف تعريفا موجزا، فسياق عام لا يُراعى فيه ما لبعض المفاهيم من قلق وعدم استقرار اصطلاحي. ومن ثم يكون التصور قائما لدى القراء بأن كل ما اشتمل عليه( قاموس السرديات) من تعريفات وتعريبات هي ناجزة وجامعة مانعة ومعروفة ومتداولة في أوساط النقاد العرب. والأمر ليس كذلك، إذ أن بعض المفاهيم وفي مقدمتها” “Metalepsis ما يزال النقد الغربي– وقت إعداد هذا القاموس – يعمل على اختبارها والبحث فيها. ومن ثم تكون عملية وضع تعريف له غير آمنة، بل شائكة بشائكية ما حاول جينيت تحييده، ومحمومية من استدرك عليه.

وما يحسب لمعدي القاموس سعة معرفتهم بما في السرديات( الكلاسيكية) من مفاهيم ومصطلحات حاولوا الإحاطة بها والتدليل عليها تطبيقيا بنصوص من السرد القديم ومقاطع من الرواية والقصة العربية، لكنهم وضعوا في( قاموس السرديات) مفاهيم عدة، هي أقرب إلى علم الدلالة والمجال التداولي ونظرية اللغة والألسنية ونظرية العمل النحوية منها إلى حقل السرديات. ولم يكترثوا بمسألتين اثنتين: الأولى وضع القارئ في صورة ما لبعض المفاهيم من اشكاليات، والأخرى التحري النظري في عملية التعريب أو ترك التعريب أصلا بسبب هشاشة البنية المصطلحية في حواضنها التي نشأت فيها. ومن ثم عُرٍّب مفهوم Metalepsis بـ(خارقة سردية) فما الرؤية النظرية التي اعتمدها المعرِّب، فوجدها تدل على الفحوى ؟

لم يحدد المعرِّب موجبات اختياره مفردة “خارقة” مع أنها تكررت في تعريب أكثر من مفهوم داخل القاموس كما لم يوضح رأيه في تعريب المفهوم بـ( الانصراف) ولعل السبب عدم رجوعه إلى ترجمة كتاب( خطاب الحكاية) بل اعتمد النسخة الفرنسية مباشرة، وربما السبب ضيق المجال المتاح للتعريف. وما بين هذا وذاك يكون التعريب حاصلاً دفعة واحدة من دون مقدمات ولا اعتبارات لحقيقة أن Metalepsis ما يزال يشهد تنظيرات جديدة فضلا عن تعالقه الدلالي بثلاثة مفاهيم، تكمل عمله وجميعها مشتقة من الجذر الإغريقي lepse ويعني( واقعة الأخذ) وتناول القاموس واحدة منها هي Paralepsis وعرَّبها بالحجب لكن من دون تسبيب استدلالي أيضا.

ولأجل معرفة دقة التعريب بـ( خارقة سردية) ينبغي التدقيق في تعريف القاموس لها وهو: (مصطلح يندرج في الخطاب القصصي ويعني أشكال التداخل بين عالم القصة المضمنة وعالم القصة الإطار وتحطيم الحدود المنطقية بينهما. فعندما تتعدد في أثر قصصي المستويات السردية بتعدد القصص والرواة لا يكون العبور من مستوى إلى آخر عادة إلا بواسطة السرد باعتبار ان وظيفته الأساسية تتمثل في ان يدرج في وضعية محددة معرفة ما عن وضعية أخرى سواء ا كان المروي في الدرجة اللاحقة متصلا في أحداثه وشخصياته بالقصة الإطار أم كان غريبا عنه..) ص169 -170

بالطبع لا يعكس التعريف ما للمفهوم من اضطراب في بيئته الغربية، بل هو يوحي بالناجزية الاصطلاحية بدليل التمثيل عليه بنصوص من الرواية العربية. وصحيح أن بعضا من التعريف منقول عن جينيت بالتصرف، بيد أن جينيت لم يكن بصدد تعريف المفهوم، وإنما تطبيقه بقصد تفسير ما في رواية( البحث عن الزمن الضائع) من مقاطع تنتهك قواعد السرد، فتجعل السارد في وضع غير منطقي( مستحيل أو انتهاكي) وما يبعد المؤلف(بروست) عن أي مأزق، ويجعل عمل السارد طبيعيا هو تقانة Metalepsis التي تصوِّب الوضع الانتهاكي، إما بالانتقال أو العبور أو المرور من مستوى سردي إلى آخر أو بإدخال وضع في وضع آخر. وجميع هذه العمليات إنما تستبدل حالا بحال ليس فيه خرق. فالمفهوم إذن لا يعني فعل الانتهاك والتجاوز كي نقول إنه “خارقة سردية” بل هو يعني عملية استعادة السرد لوضعه الطبيعي. ولا يتم ذلك بـ(القصص والرواة) إنما بالمؤلف وأهمية دوره الذي يعكس تاريخا طويلا من التطورات التي معها تبدلت وظائفه بالتدريج. ولا نتصور أن Metalepsis اختراع جديد عنه تتولد اللاطبيعية في السرد – كما يحاول المنظرون الغربيون ترسيخه – بل هو قديم، عرفته الملحمة والحكاية الشعبية ومنها حكايات ألف ليلة وليلة. وما توظيفه في الرواية المعاصرة سوى استعادة أصل من أصول السرد القديم.

أما اشتقاق التعريبات من فعل واحد هو (خرق) ( خارقة سردية/ الخارق/ الخارقية) فأدى إلى التباس تعريفاتها من جهة، وتضاربها من جهة أخرى بمفاهيم : العجائبي وخطاب من خارج الحكاية Extradiegetic discourse والعجيب fantastic والغريب strange والسرد غير الطبيعي. وتتمثل مواضع الالتباس والتضارب في التعريفات الاتية:

1 –الخارق (يأتي في سياق الفانتستيكي أي التردد الذي يشعر به الإنسان إزاء حدث هو في ظاهره خارق للقوانين الطبيعية التي لا يعرف الإنسان سواها. اما الخارق الذي يستعمل في الفانتستيكي والعجيب والغريب فهو مجموع الظواهر التي تتدخل للقيام بحدث ما في العالم وتكون هذه الظواهر على غير ما ألفه البشر)ص168. إن اضطراب هذا التعريف واضح، فهو يعد كل ما هو مخالف للمألوف خرقا، بغض النظر عن الوظائف والمسببات التي تجعل للامألوفية درجات، وتضعها في مراتب متغايرة.

2- الخارق (يتولد من اللغة ..فالشيطان ومصاصو الدماء لا وجود لهم إلا في الكلمات. اللغة وحدها هي التي تقرب البعيد أي الخارق من الأذهان عبر التشابيه والاستعارات. وبذلك يصبح هذا الخارق رمزا لغويا شأنه شأن الصور البلاغية فالصور متى تجسدت بالكلمات كانت اقرب إلى الواقع مأخوذا في حرفيته )ص169. إن اعتبار الخارق متولداً من اللغة يعني نفي و( هدر) كل ما هو استحالي وغير معقول ولا واقعي من المتخيلات التي عرفتها البشرية في طفولتها والتي منها نشأت الخرافات والأساطير، وعليها قامت ميثولوجيا الاعتقادات.

3 – أن تعريف “الخطاب من خارج الحكاية” يلتبس أولا بالميتاسردي( انصراف الراوي ومن ورائه المؤلف عن الحكاية التي هو بصدد روايتها إلى التعليق على الأحداث فيها مثلا أو إلى الحديث عن كيفيات سرده هذه الأحداث) ويلتبس ثانيا بالخطاب الحكائي( الذي يتولى الراوي فيه قص وقائع الحكاية وأطوارها دون التدخل في عالمها الداخلي وإذا كانت التعليقات على الحكاية من قبيل ما يبدو غير ضروري لفهم منطقها فان لها كبير قيمة في الروايات الحديثة من ناحية ما تخلقه من آفاق أخرى لفهم الحكاية والتعامل مع هذه النصوص الروائية)ص189 وثالثا يلتبس عمل metalepsis بالخطاب من خارج الحكاية، لان القاموس افترض أن هذا الخطاب( أما ملفوظ يعبر عن مواقف الراوي إزاء ما يحكيه من أحداث تنهض بها الشخصيات أو هو ملفوظ يشمل ضربا من التخاطب بين الراوي والمروي له أو بين الراوي والشخصية أو بين المؤلف والراوي)

5 – أن القاموس افترض عمل العجيب marvellous يأتي أيضا في سياق حديث تودوروف 1970 عن الفانتستيكي كظاهرة خارقة لها قوانين( كذا) وترد( في نص قصصي من أحداث أو ظواهر خارقة لا يمكن تفسيرها عقليا .. إزاء ظاهرة الخارقة أينسبها إلى الواقع أم يرفض نسبتها إليه؟ وعندما يثبت لدى القارئ أن بالإمكان وجود قوانين طبيعية تقبل الظاهرة الخارقة يكون الخلاص من التردد وتلاشي الفانتستيكي .. اما العجيب فيتعلق بظاهرة غير معروفة)ص285 والتضارب في التعريف واضح، إذ كيف تكون ظاهرة وهي في الآن نفسه غير معروفة ؟! ثم كيف تُشكل الخارقة ظاهرة سردية، والظاهرة تعني الشمول الذي معه يكون الاعتياد طبيعيا ؟!!

6 – أن القاموس عرَّب paralipsis بالحجب من دون ربط عمله بـ metalepsis وعرَّفه كالاتي( الثغرات تتصل بمعلومة لها علاقة بالحكاية لا تعلن عنها القصة إلا لاحقا من ذلك مثلا ذكر احدهم طفولته وإخفاؤه ان له أخا فالقصة في هذه الحال لا تقفز على مرحلة بعينها بل هي تجانب معطى من المعطيات .. والحجب ثاني اثنين يكونان التعبير ويعني به الخرق الإرادي الحاصل بسبب امتناع الراوي في إطار التبئير الداخلي عن تقديم معلومة هامة يقتضيها هذا النمط من التبئير والمقصود بالمعلومة ما تفعله الشخصية أو تفكر فيه مما لا يسعها هي ولا الراوي جهله لكن الراوي يختار عمدا إخفاء هذه المعلومة عن المروي له)ص14 وما نأخذه على هذا التعريف لا يقتصر على الجزء النظري، بل التطبيقي أيضا؛ ذلك أن التعامل مع (الخرق ) هو بشكل عام تعامل بلاغي، فيغدو كل ما هو غير مألوف مفهوما فهما أسلوبيا، أيا كانت صورة (غير مألوف) وكيفما كانت محاكاته أو لا محاكاته. وهذا قطعا يجعل مفاهيم ومصطلحات( قاموس السرديات) مندرجة في الحاضنة الفرنسية( الكلاسيكية).

وعلى الرغم مما في المدرسة الانجلوامريكية من مساع للمغالبة مع المدارس التي سبقتها والهيمنة عليها بنوايا معينة، فإنها استطاعت إنتاج مصطلحات خاصة بها لا يمكن التغاضي عنها. ولا نجانب الصواب إذا قلنا إن عد المدرسة الفرنسية للعجيب – على اختلاف درجاته- ظاهرة، هو ما فتح لمنظري السرد غير الطبيعي الطريق لبناء تصورات أكثر دقة ومعرفية، ناهيك عما في النقد الفرنسي من ثغرات أخرى، عرف منظرو السرد ما بعد الكلاسيكي كيف يفيدون منها ويبنون عليها خطا جديدا، أساسه تعدد التخصصات ومحصلته علوم سردية جديدة.

ولأن لـMtalepsis صلة ما بنظرية التناص، اتخذناه محورا من محاور مشروعنا في الأقلمة السردية. فتتبعنا من خلاله كيفيات استعادة أصول السرد القديم داخل السرديات ما بعد الحداثية وبخاصة تلك التي تندرج في السرد غير الطبيعي. وحتمت علينا دراسة مصادره والرجوع المتكرر إليه أن نقوم بتعريبه، ولم يقنعنا (الانصراف) فاعتمدنا (الاستبدال) مقابلا عربيا يعكس الناحية الوظيفية للمصطلح. ولقد فصلنا في مقال سابق موجبات هذا التعريب. وتنادى المترجم الأستاذ عبد المنعم شيحة إلى ( قاموس السرديات) ليؤكد أن التعريب بـ( الخرق والخارقة السردية ) قار في الجامعة التونسية علما أنه هو نفسه يعرَّب السرد غير الطبيعي بـ( السرد الخارق).

وما من شك في أن الحاضنة التي تنطلق منها تعريبات نقاد المغرب العربي هي على الإجمال فرنسية؛ والقاموس مثلا لا يحيل سوى على الفرنسيين( جينيت وتدوروف وجرمان بري وكلود بريمون وميك بال ودمانديلاو) وهذا ما يجعله قاموسا في( السرديات الكلاسيكية) والغريب حقا أن يكون الإصرار مستمرا وقائما على تعريب مصطلحات السرد ما بعد الكلاسيكي من ذات الحاضنة الفرنسية. وهو ما يزيد من حدة أزمة ترجمة المصطلحات في نقدنا المعاصر.

وما من سبيل لحل هذه الأزمة سوى بالانفتاح الفكري لا على النقد الغربي بمدارسه الأوروبية والأمريكية حسب، بل أيضا انفتاح نقد المغرب العربي على نقد المشرق العربي فيلتم شمل الباحثين والمترجمين ومعدي معاجم النقد. ولعلهم يتفقون على رؤية نظرية تتوحد بموجبها تعريباتهم وتعريفاتهم الاصطلاحية، وبحسب علوم السرد الكلاسيكية وما بعد الكلاسيكية.

https://alarab.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D9%86…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.