سجعية تأبين صديق الوفاء لحسن بوزفـــور
أيُّها الحُزنُ الجاثمُ صَخرًا فوقَ الصَّدرِ ./ ألا تَخفُّ أوْ تخَتَفي غابرًا سرَّا أو ْبِجَهرِ./ ما فتِئتَ تَنْكأُ الحُرْحَ و تُزْري بِالصَّبرِ./ رَأفةً بي فَحُرقَتي غائِرةٌ مَلأى بِالجَمرِ./ ما أُشْفَى مِنكَ إلاَّ وتأتيني مُثْقلاً بالقَهْرِ./
غِبتُ و ما غِبتَ يا حُزنُ عنِ الكَسْرِ./ كأنَّما يُنْعشكَ حالي مُغْتمًّا في كلِّ شَرِّ./ ألا أيُّها الحزنُ ألا انْجلي دونَ حَصْرِ./ لقد ْأوجَعتنَي كأنَّكَ السِّهامُ في الخَصرِ./ كأنَّكَ تَسْتعذِبُ ما بي فتَزيدُ في البَتْرِ./
غِبْتُ و كانَ الرَّجاءُ أنْ أنْعمَ بالسِّتْرِ./ و ألاَّ أراكَ يا حُزني في بر ٍّولا بَحرِ./ فوَجدتكَ في انتِظاري كَظّلمةِ القبْرِ./ كالقدر تُنعي الوَفاءَ و ساعِدَ الأزْرِ ./ فتُطْمَسُ مَعالمي و تَجْثُمُ بِكلّ كِبْرِ ./
أحُزنِيَ ذَرْني أُلَملمُ ما بي منْ كَسَرِ./ لقدْ توالتْ طَعناتُ الزّمانِ دونَ حَظرِ./ و ما عَساني ألَمْلمُ منْ شَظايا الدَّهرِ؟/ نَفسٌ مَكلومةٌ يُتِّمَتْ بَعدَك بكلّ قصْرِ./ وقلبٌ انْفطرَ و ما انْفطرَ قبَلكَ عنْ أمْرِ./
يا عزيزًا قَضى و اسْتَمرَّ ذِكرُ الجَبْرِ./ جَبَرتَ خَواطرَ و كنتَ خَلوقًا منْ تِبْرِ./ عزيزَ النَّفسِ حُرًّا تَنأى عنْ كلِّ جَورِ./ تلقى منْ لَقيتَ بِوجهٍ صَبوحٍ و بِشْرِ./ رَحِمكَ اللهُ صَديقًا مَثواهُ في الصَّدْرِ ./
* مسلك *
المرحوم لحسن بوزفور رحمه الله و أحسن إليه..