مفهوم التأويلية وأصولها الفلسفية
مهيدي منصور
من المعلوم أنّ الدراسات الأدبية كانت في مرحلتها الأولى منصبّة أساسا على عنصر المؤلف لما له من أهمية قصوى في تفسير النصوص والأعمال الأدبية.
وهكذا شكل المؤلف قطب نقطة تقاطع مجموعة من الدراسات والمقاربات ذات المنحى السياقي “النفسي والاجتماعي والتاريخي”، حتى ترسّخ في الأذهان ما يمكن تسميته بـ: “سلطة المؤلف”.. ففي بعض الأحيان لم يكن المتلقي في النظريات القديمة أكثر من متأثر بالنص الأدبي وهو لا يحق له إلاّ الاستئناس إلى الخطاب دون أن يمارس موقفا ما. هايدغر: الفهم أساس الفلسفة وجوهر الوجود
أماّ المرحلة الثانية، فقد عرفت تحولاً في المسار النقدي في اتجاه ترسيخ سلطة أخرى على غرار سلطة المؤلف وهي”سلطة النص”، حيث كان الإعلان عن موت المؤلف من قبل أقطاب البنيوية إيذاناً بتحرر الفكر النقدي من سطوة المتكلم وبالتالي الولوج إلى مسرح الكلام، وهو الإعلان عن تحول وجهة النظر من الناطق بالنص إلى النص بذاته أو من ناسخ القول إلى نسيج القول1، ولذلك سيكون من المهام المنوطة بالنقد النصّي، مقاربة النص الأدبي: “بما هو بنية مغلقة ومكتفية بذاتها،لا تحيل على وقائع مجاورة للغة قد تتصل بالذات المنتجة أو بسياق الإنتاج، بل تحيل على اشتغالها الداخلي فقط مكرساً بذلك فيتشية* النص ولا شي سواه”2.
أماّ المحطة الثالثة، فعرفت فيها الدراسات الأدبية تحولا نوعيا في اتجاه ارساء دعائم التأويل من خلال الاهتمام بدور التلقي الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من كل عملية تأويل، ونال القارئ فيها حقه، حين أصبح النص يتوجه إليه ، باعتباره الموجود الوحيد والحكم الفصل وهو الكاتب الجديد للنص والمفترض دائما.
وينبثق مفهوم التأويل من جملة التطورات التي حصلت في التيارات الفكرية والنقدية مسايراً تطوراتها المعرفية باعتباره جهدا عقليا يحاول الوقوف على النصوص في انفتاحها اللانهائي لاستكشاف الدلالة التي تربط بمفهوم القراءة، ومن ثم تصبح العلاقة بين القراءة والتأويل جدلية تقوم على التفاعل المتبادل بين النص والمؤثر فيه القارئ الذي يحدد آليات القراءة وإجراءاتها المنهجية.
ارتبط فنّ التأويل بإشكالية قراءة تفسير النص الديني ممّا دفع ماتياس فلاسيوس “matthiase flacius” إلى الثورة على سلطة الكنيسة في مسالة مصادرة حرية قراءة النص المقدس ليقترح أولوية التراث في تأويل بعض المقاطع الغامضة من النص وطابع الاستقلالية في فهم محتوياته بمعزل عن كل إكراه.
فمصطلح الهيرمينوطيقا”التأويلية” مصطلح قديم بدأ استخدامه” في دوائر الدراسات اللاهوتية ليشير إلى مجموعة القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني “الكتاب المقدس” فيما يعرف بـ: التفسير التوراتي lexégèse biblique”3، وقد كان لهذه النشأة في كنف الدراسات الدينية ما يبرره، لاسيما إذا علمنا مدى صعوبة الصراعات التي نشبت بين كل من حاول تفسير التوراة خارج إطار التفسيرات الرسمية لدى الإكليروس*، أو رجال الدين réformateurs ، الذين يصرون على ضرورة أن يكون الفهم أحاديا littéralement ، بعيداً عن التأويل المجازي “الرمزي”.
ليبقى بذلك تأويل الكتابة المقدسة، وفق الرؤية الدينية البروتستانتية** حبيس مسلمات رجال الدينباعتبارهم يمثلون المخلص″ السيد المسيح″، لتصبح تأويلاتهم نصوصا مقدسة تحجب أو تزيح النص المقدس/الأصل.
وأمام هذه المشكلات، في المجتمع المسيحي القديم تبلور مفهوم الهرمينوطيقا ليشير إلى ” مجموعة القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني “الكتاب المقدس””4، ليتسع بعد ذلك مفهوم المصطلح في الممارسات الحديثة، فاستخدم في تأويل كل أنواع الأعمال الفنّية ، والحكايات الأسطورية، والأحلام ومختلف أشكال الأدب واللغة بوجه عام.
فكلمة “هرمينوطيقا herméneutique تعني في الأصل فن أو علم التأويل هي أقدم الاتجاهات اهتماما بفن فهم النصوص” 5، ويعود أوّل استخدام لمصطلح الهيرمينوطيقا للدلالة على هذا المعنى عام 1654م.
أمّا في ما يخص نشأة الهرمينيوطيقا الأولى وممارستها، فهي ليست مشكلة حديثة، وإنّما موغلة في القدم، فقد اقترن ظهورها عند اليونانيين في العصر الكلاسيكي بوصفها إجراءً أو طريقةً في قراءة النصوص.
الأدبية وفهمها، ويتعلق الأمر بتأويل النص الهوميري* تجدر الإشارة إلى أنّنا نبتغي صيغة” فنّ التأويل لترجمة كلمة herméneutique تمييزًا لها عن التأويل بمعنى interprétation، إذ أنّ البعض يفضّل تعريبها بـ: علم التأويل”6، ويفضّل البعض الآخر تعريبها بالتأويلية وأيضًا الهرمينوطيقا، ومن المهمّ الملاحظة أنّ الكلمة اليونانية herméneute تعني ثلاثة أسماء: ” التعبير، والشرح، والترجمة”7.
تكاد المعاجم المتخصصة تجمع على الأصل الإغريقي لمصطلح هرمينوطيقا فهو عند: “برناردو دوبي Bernard Dupuy مشتق من أصل إغريقي هرمينيا harmonia الذي يدلّ على التأويل، أمّا عند صاحبي المعجم النقد الأدبي تامين و هوبر ” hubert ” et “tamine” فهو فنُّ تأويل العلاقات”8. وهو تأمل فلسفي يعمل على تفكيك كل العوالم الرمزية، وبخاصة الأساطير والرموز الدينية، والأشكال الفنَية، وأمّا “جون غروندين jean grondin فيعتبرها فنَ تأويل النصوص”9، وقد اتسع مجال استخدامه إلى دلالات جديدة، فيذهب غروندين إلى القول بأنّ لفظة “الهرمينوطيقا herméneutique مشتقة من الفعل اليوناني هيرمينويو hérméneuo الذي يحمل معنى الترجمة، والتفسير والتعبير”10، وفي هذه الحالات الثلاث يحمل هذا الفعل الاتجاه إلى الفهم إدراكاً ووضوحاً ونجد أنّ مصطلح الهرمينوطيقا حصلت له تحولات دلالية عبر مختلف حقب العصر الإغريقي الكلاسيكي، من خلال تطوَر الفلسفة اليونانية “النصوص المقدسة”، أو من ترجمة المصطلح من اليونانية إلى اللاتينية، إذ أنَ ترجمته بـ: interpréta قد أثّرت على دلالة الهرمينيا l’herménia فانزاحت عن معناها الأصلي.
تميّزت الهرمينوطيقا بكونها فلسفية، لارتباطها في بدايتها بتفسير وتأويل النصوص الدينية، فهي فن للتأويل وفهم النص يعتبر موضوعاً ينوب عن العالم الذي تحمله دلالاته ورموزه، والتأويل ينجز الخطاب الذي تحمل فيه اللغة العالم إلى النص.
فالهرمينوطيقا هي:” نظرية عمليات الفهم في علاقاتها مع تفسير النصوص، هكذا ستكون الفكرة الموجَهة هي فكرة انجاز الخطاب كنص”11.
إنَ لفظ التأويل ليس جديدًا، لقد كان قديما “يعني التغلب على مسافة زمنية أو لغوية ما من المعنى، ومع المحدثين و خاصَةً ديلتاي* اكتسب هذا المصطلح حمولة جديدة تتعلق بوضع قواعد كلية لفهم النصوص، بالتحكيم بين التأويلات وكذا بإعلاء التفسير exégèse إلى مستوى العلم12حاول ديلتاي تأسيس منهج موضوعي للإنسانيات، وبعد ديلتاي بدأ التأويل يأخذُ معنى أكثر اتساعاً من وضع قواعد عامّة لفهم النصوص وذلك نتيجة للأفكار التي أرساها هايدغر*، فأصبح التأويل ضمن هذا التحوّل الهايدغري ” فلسفة التأويل التي تتجاوز المنظور الميتودولوجي** لتصعد إلى شروط إمكانه ، والتي تتناول الطابع اللغوي للتجربة البشرية من جهة ما هو محايث لها وللوجود في العالم من جهة أخرى”13.
فتداخل اللّفظين interprétation ولفظة herméneutique وتشعّبهما وجب التفريق بينهما “فالكلمة الأولى interprétation تعني الجهد العقلي الذي نقوم به في إرجاع معنى ظاهر ومجازي إلى معنى باطن أو حقيقي في حين أنّ الثانية ذات حمولة فلسفية بما أنّها تهدفُ إلى الإمساك بالكائن من خلال تأويل تعبيرات جهده من أجل الوجود”14، وتُطلق كلمة هرمينوطيقا في العادة على اتجاهات مختلفة التي يعتنقها بعض الفلاسفة والمفكرين الذين يعطون اهتماما خاصاًّ لمشكلات “الفهم” و”التأويل” أو “التفسير” فالكلمة كذلك تصدق على نظرية التفسير ومنهاجه.
إنّ هذا التباين بين المعنى الحرفي والمعنى الرمزي للكلمة اليونانية hérmeneuein تولّدت عليه مدرستان في علم التأويل الأدبي، ظهرتا بشكلٍ مبكر وهما: التفسير النحوي، والتفسير المجازي”الرمزي”، الذي وضعه الرواقيون*، وهذا راجع لقيمة الفرق بين المناهج التي تقضي بتفسير نص قديم عسير الفهم بلغةٍ حديثةٍ.
كما نجد أنّ السيميائيين الغربيين توقّفوا عند المفاهيم الكبرى للتأويلية أمثال: جورج غادامير*، وبول ريكور**، وامبرتو ايكو*** فتعريفهم لهذا المفهوم “التأويلية” كانت متباينة فهو” طورًا لديهم العلم الذي موضوعه تأويل النصوص الفلسفية والدينية، وهو طورًا يستعمل خصوصاً من أجل تحديد مجموعة القضايا المتمحّضة للقراءة وفهمها، كما أنّه يصطنع أيضاً من أجل تأويل كل الإبداعات الفنية، والحكايات الأسطورية ،والأشكال المختلفة للأدب واللغة”14، ولكن بول ريكور ذهب إلى أبعد من ذلك حيث عدّ التأويلية تجاورًا مع السيميائية حين يقول:” إنّها تقرن النظرية العامة للمعنى بالنظرية العامة للنص”15، ذلك بأنّ النظرية العامة للمعنى لا ينبغي لها أن تختلف اختلافا كثيرا عن النظرية العامة للنص إذ هل يوجد نص ولا معنى له؟.
التأويلية استنباطاً لمعنى النص أو لمعنى اللغة كما أطلق عليه الشيخ عبد القاهر الجرجاني رحمه الله معنى المعنى “وهو أن تعقل من اللفظ معنى ثم يفضي بك ذلك المعنى إلى معنى آخر”16.
إنّ التأويلية لا ترفض السياق، أي أنّها لا ترفض ربط الأدب بالمجتمع الذي نشأ فيه فهي مسألة تشترك فيها التأويلية، في الحقيقة، في قراءتها النص مع معظم التيارات الجديدة، الخاصة بتحليل النص وقراءته: من الشكلانية الروسية” formalisme russe ” إلى السريالية ” surréalisme” إلى البنيوية”structuralisme” إلى السيميائية ” sémiologie “، فالتأويلية توظف السياق الاجتماعي التاريخي من أجل بلورة المعاني الممكن استقبالها لدى المتلقي فكأنّها تفرض وضعًا فلسفياً للمرجعية بما هي معيار للتقويم.
هكذا الهرمينوطيقا تأتي لتتوج الجهد الظاهراتي الهوسرلي* في الاستعاضة عن المناهج العلمية في العلوم الإنسانية بمقاربة معرفية أعمق وأشمل وهي تنطلق من فهم الذات، ولذا “إذا ميّزنا بين الهرمينوطيقا وبين نظرية المعرفة** فإنّه لا يوجد أي سبب لتخيل أن الناس يجدون صعوبة كبيرة في فهم أن الأشياء توجد ببساطة، وبأنّ الهرمينوطيقا ضرورية، لأنّ الناس هم الذين يخاطبون وليست الأشياء “17، فالهرمينوطيقا تبحث عن الذات التي تستند إليها عملية المعرفة تحتاج إلى إثبات وجود موضوعاتها من حيث الماهية أي من خلال تصور الظاهرة في كليتها من خلال الفكر، والفكر كما يقول هايدغر :” يتم العلاقة بين الوجود والماهية”18، ففي حضن ثلاثية الفكر- الوجود- الماهية تنشأ أرضية ظاهراتية للوعي بالأشياء لكي لا تدع الوهم يتسرب إلى الذات.
فالظواهرية أو الظاهراتية ” الفينومينولوجيا” التي عرض أفكارها برانتانو وارتقى بها “إيدموند هوسرل” إلى درجة التنظير التي تجعل الذات محطة انطلاقها.
يشير هايدغر ” m.heidgger” في كتابه :”الوجود والزمن” 1927م أنّ الهرمينوطيقا هذه الكلمة تعود إلى الجذرين اليونانيين ״ phainomenon” ومنه نجد تداخل الهرمينوطيقا والظاهراتية “فينومينولوجيا”. إذا كانت الفينومينولوجيا تبحث في مشكل “فهم الوجود” فإن التأويل انصب اهتمامه على إشكالية “وجود الفهم” أو بما يسمى “كينونة الفهم” وهكذا تتغذى نظرية التأويل بالظاهراتية القائلة بأن الإدراك يتم عن طريق تفاعل الذات بالموضوع ” القراءة مثلا”، وتجاوز معادلة الفصل بين الذات والموضوع التي رسمتها المناهج العلموية، ويقول إ.هوسرل في أحد الدروس التي ألقاها خلال العشرينات من القرن الماضي تحت عنوان “علم النفس الفينومينولوجي”: “لسنا هنا من أجل الشروع في تأملات فلسفية حول “الماهية الداخلية للروح” أو من أجل أن نتصور أسسا لأبنية ميتافيزيقية، وإنما نحن هنا من أجل تأسيس سيكولوجيا مفهومة كعلم تجريبي.”19، وفي سياق البحث عن مقاربة علمية للذاتية، وهي ما يشكل الموضوع الرئيسي للفينومينولوجيا، عمد هوسرل إلى اختراع منهج غير مسبوق أطلق عليه اسم “الإرجاع” réduction كما أعطى الأولوية لمنهج غير مألوف في مجال البحث الفلسفي هو”الوصف”، ملحا بالعودة إلى التجربة الفريدة للذات، مؤكدا أن العقل الإنساني الفردي هو مركز كل معنى وأصله .
اهتمت الفينومينولوجيا في النظرية الأدبية بوجوب توجه النقد إلى الولوج إلى أعمال الأديب من خلال فهم الماهية الباطنية لكتاباته، وذلك كما تظهر لشعور الناقد وليس كما يظن المؤلف، بمعنى أن فهمها للنص هو عملية إنتاجية له، وكشف عن إمكانيات جديدة فيه، فهكذا ولدت الفينومينولوجيا لتحد من هيمنة الصراعات الفلسفية والفكرية ” فكلمة فينومينولوجيا مشتقة من الكلمة اليونانية prainomenon تعني المظهر والظاهرة: وهي علم الموضوعات القصدية للوعي” 20. والفينومينولوجيا لها بنية ثلاثية: أنـا + أفكـــر + بموضوع فكــري
تقوم الظاهراتية على كشف الطبيعة الباطنية لكل من الشعور الإنساني والظواهر، وتلحّ على أنّ الذات هي وحدها المسؤولة على الفهم والإدراك، فأصبحت بدورها ” لا تسعى إلى تفسير العالم من خلال البحث عن شروطه الممكنة كما صرّح بذلك “ميرلو- بونتي” وإنّما تهتم بتشكيل التجربة كأوّل لقاء أنطولوجي* بين الوعي والعالم الذي يعتبره لقاء على كل تفكير حول هذا العالم”21.
إنّ الفينومينولوجيا ترتبط بالتأويل ارتباطا عضويا ووظيفيا، وهكذا ما أكّده هايدغر بأنّ المنهج الفينومينولوجي أنّه هرمينوطيقا، ” فالمعنى ليس شيئا يمنحه شخص ما لموضوع ما، بل هو ما يمنحه الموضوع للشخص من خلال إمداده بالإمكان الأنطولوجي للكلمات واللغة”22.
أثارت الهرمينوطيقا جدلاً عنيفاً مع رواد التأويلية الحديثة بداية مع المفكر الألماني شلايرماخر*1843م الذي يمثل الموقف الكلاسيكي بالنسبة للتأويلية، وهو السبّاق لتحويل المصطلح من الإستخدام اللاهوتي إلى عملية الفهم وشروطها في تحليل النصوص، بنى تأويليته على أساس أنَّ النص عبارة عن وسيط لغوي بين فكر المؤلف وفكر القارئ، ورصد العلاقة الجدلية التي تحكمها واعتبر للنص جانبين: جانبا موضوعيا يشير إلى اللغة وهو المشترك الذي يجعل عملية الفهم ممكنة،وجانبا ذاتيا يشير إلى فكر المؤلف، وهذا أن الجانبين يشيران إلى تجربة المؤلف التي يسعى القارئ إلى إعادة بنائها بغية فهم المؤلف أو فهم تجربته مما يجعل عملية الفهم ممكنة كما قال شلايرماخر: “إنّني أفهم المؤلف بقدر توظيفه للغة، فهو- من جانب- يقدم استعماله للغة أشياء جديدة، ويحتفظ- من جانب آخر- ببعض خصائص اللغة التي يكررها وينقلها”23.
أمّا مارتن هايدغر أقام الهيرمينوطيقا على أساس فلسفي، واعتبر الفهم هو أساس الفلسفة وجوهر الوجود، فرفض فكرة الوعي الذاتي وعلا عليه، فوحّد الفن بالفلسفة في مهمتها الوجودية.
بينما غادامير استند لتطبيقات هايدغر ونظّر لتأويليته في كتابة “الحقيقة والمنهج”: مبادئ فلسفة التأويل1965 توصل إلى أن “الهرمينوطيقا منهجية للعلوم الإنسانية ولكنها محاولة من أجل فهم الحقيقة “…”وما يربطها بكليّة تجربتنا في العالم”24، فهو يرى ليس بالضرورة وضع منهج للفهم العلمي بل الذي يهمه هو المعرفة والحقيقة.
كما جاء بعد ذلك في المشروع الفلسفي لريكور لتصبح قراءة النص معه ليس مجرد لعبة لغوية في نطاق الزمن والعلامة، أو تكهناً عبقرياً في سبيل إدراك المقاصد الخفية للمؤلف، وإنّما القدرة التأويلية على تشكيل عالم النص في ضوء مادته وشيئيته بالموازاة مع تشكيل عالم الذات أو نسج رؤية بواسطة النص.
هكذا امتدّ زحف المذهب الهيرمينيوطيقي مع بول ريكور الذي ركّز أساساً على تفسير الرموز واعتماده على العلامات وخاصة في كتابه “نظرية التأويل”1976 الذي كان ثمرة مراجعاته النقدية واطلاعاته المتبحرة على المناهج النقدية الذي أتاحت له الاغتراف منها مثل سيميولوجيا غريماس، والتحليل النفسي عند فرويد وبنيوية لفي شتراوس ومنطقية الفلسفة الأنجلوسكسونية ،ومفاهيم أرسطو وكانط وهوسرل و هايدغر وجون نابير، فكانت تأويلية ريكور تجاوز مستمر هو دينامية المعنى في تحوله وتطوره.
سعت التأويلية الحديثة إلى قراءة النص وتلقيه وكان ذلك بإيعاز من رواد جمالية التلقي ياوس* وآيزر** اللّذين أسسا مشروعا متفتحا على جمالية التلقي، وخاصة مع “آيزر” في كتابه “فعل القراءة” التي كانت محاولة لتصميم نظرية في القراءة باعتبارها شرطا مسبقا وضروريا لجميع عمليات التأويل، فأصبحت هذه النظرية الجديدة “حركة تصحيح لزوايا انحراف الفكر النقدي لتعود به إلى قيمة النص، وأهمية القارئ”25، بعد أن تهدمت الجسور الممتدة بينهما بفعل الرمزية والماركسية، ومن ثم كان التركيز في مفهوم الاستقبال على القارئ والنص،”إن جوهر منظور التلقي هو إعادة الصلة الحميمية والضرورية بين النص ومتلقيه”26، وضمان قراءة فاعلة تفسح المجال للقارئ قصد التجول في مدائن النص وسراديبه”27.
إنّ التلقي أعاد القيمة إلى القارئ ، وأعاد أهمية السياق التاريخي والاجتماعي، وكأنّه نفي لتطرف الشكلانية*وصرف البنيوية**التي أصبح فيها النص يتيمًا بدون أب, مع إعلان موت المؤلف . ومن ثم استفحل هذا اليُتم مع التفكيكية التي ألغت النص من الوجود لتؤسس لمشروعية وجود ما يسميه منظّروها” القارئ النص ” حيث يكون النص حسب المنظور التفكيكي لا قيمة له من دون القارئ.
شهد تاريخ التلقي الأدبي مجموعة من المقاربات في بعض الاتجاهات، ويتعلق الأمر بجمالية التلقي بشقيها الفينومينولوجي عند ” آيز ” والهرمينوطيقي عند “ياوس””h.r.jauss”، وفي بلاغة القراءة عند “م.شارل” “m.charles”، وفي سيكولوجية القراءة عند “م. بيكار””m.picard”، وفي أسلوبية القراءة عند “م.ريفاتير””m.riffaterre”، وفي سوسيولوجية القراءة عند “لينهارت” “leenhardt”.
ويبقى التأويل يرتبط بالإمكانات التي يوفرها المجال الاستقبالي للسان ما، وهذا الربط هو ما يؤدي إلى التأويل والطريق التي بها يمكن القبض على المعنى وتحصيله باللفظ المعبر، وعلى هذا يكون”المجال اللساني للغة شرطا في الإمكانية التي تحمل التأويل إلى اللغة وتهيئ استقبالية المعنى الذي يتأسس وجودا عندما تتعاين ألفاظه في السياق اللساني لخطاب ما”28.
إنّ هوميروس* لم يؤسس قانون الأدب العالمي من المنظار الشعري فحسب، بل كذلك وبسبب الصعوبات المتزايدة في تفسير أعماله، كان أول من وضع من جهة نظر التأويل مسألة الفهم الذي هو محاولة الدرس إدراك المعاني والدلالات التي تتفجر في النص وهو يستلزم دائما إعادة بناء تاريخية للعالم”الماضي”، فالفهم يطرح إشكالية حين يتعلق الأمر بالنصوص القديمة التي تفصلنا عنها مدة زمنية معينة. ذلك أن النص كلما كان منتميا إلى عصر ليس عصرنا، إلا واجتهد الدارس في تفكيكه واستنطاقه بغية الاقتراب من فهمه. من هنا يكون الفهم هو المكوّن الجوهري لعملية القراءة فالتأويل هو الشكل الظاهر للفهم، ذلك أن الفهم والقراءة والتأويل وجوه متعددة لعملية واحدة يستدعي كل منها الآخر.
عملية الفهم ” تقوم على نوع من الحوارية بين تجربة المتلقي الذاتية والتجربة الموضوعية المتجلية في الأدب من خلال الوسيط المشترك، ويتغير مفهوم “الفهم” نفسه من أن يكون عملية تعرف عقلية، إلى أن يكون مواجهة تُفهم فيها الحياة نفسها، الفهم- بهذا المعنى هو الخصيصة المميزة للدراسات الإنسانية “29، وهو القدرة على تفهم الغير أو الطرف الآخر من خلال إنجاز فعل لغوي يقوم به الفاهم لصالح المتلقي، ويستفيد من الطرف الآخر لمبررات أخلاقية أو دينية أو عاطفية.
إن معنى الفهم الذي أملته فلسفة الأنوار* ينتقل خلسة من الفهم إلى التفسير ويصدر حكم قيمة على كل الظواهر التي لا ترقى إلى عتبة الفهم، معتبرا أن “كل ما لا يرقى إلى عتبة الفهم يدخل في دائرة اللامعقول”30 والتركيز على الفهم لا يعني إيجاد تعارض مطلق بينه وبين التفسير، بما أننا قد نجعل فهم ظاهرة ما مقدمة لتفسيرها كما أننا قد نجعل تفسير ظاهرة ما مقدمة لفهمها، كما أن الحدود التي نضعها على التفسير هي نفس الحدود التي نضعها أحيانا على الفهم .
وإلى جانب الفهم والتفهم نجد معنى التفاهم،”وهو يبرز عملية تفاهم متبادل أو يبرز ثمرة العملية أو المعنى الذي يفيده اللفظ الفرنسي se comprendre l’un l’autre أو مفردة “séntendre “”31، لذا إذا أردنا معالجة إشكالية الفهم داخل مبحث الهرمينوطيقا لابدّ أن نأخذ بعين الاعتبار الفروق الدقيقة الموجودة بين الفهم والتفهم والتفاهم، وهناك من نقل مصطلح”الفهم” إلى دائرة النزعة السيكولوجية ليقترن الفهم بالمشاركة الوجدانية في حياة الآخر، عند محاولة عوالمه الباطنية دون اللجوء إلى منظومة تفسيرية فوقية، ويتحقق بدخول عالم الآخر والإحساس بأحاسيسه كما يصطلح عليه في الرومانسية* بجماليات العبقرية”esthétique, du génie”.
وقد قام بول ريكور بنقد النزعة السيكولوجية وميّز بين سيكولوجية الفهم ومنطق التأويل معتبرا الأولى ذات طبيعة ذاتية معرفية والثاني ذو طبيعة أونطولوجية.
أمّا شلايرماخر انطلق من الخطاب الشفهي وليس من النصوص فهو يعتقد بأنّ”كل عملية فهم انعكاس لعملية الكلام”32 ويمحور عملية الفهم على المتكلم الأجنبي وعلى ذاتية المؤلف، كما أنّه ميّز بين ثلاثة أشكال للفهم في فلسفته التأويلية هما: “الفهم التاريخي الذي يرجع إلى المضمون، والفهم النحوي الذي يرجع إلى الشكل واللغة والعرض والفهم الذهني الذي يعتد بذهنية الكاتب وذهنية العصر”33. أما غادامير ميز بين نوعين من الفهم:
– الفهم الجوهري وهو فهم محتوى الحقيقة.
– الفهم القصدي وهو فهم مقاصد وأهداف المؤلف.
إذا كان التأويل هو عبارة عن إضفاء الصراحة على الفهم فان الفهم هو أساس اللغة والتأويل، لأن الفهم متقدم على التأويل فيكون التأويل مبني على أصل الفهم لا العكس، كما أن الفهم يتركز في ثلاثة أبعاد غير منفصلة عن بعضها.
– المهارة العمــــلية.
– المهارة الفهــــمية.
– المهارة التفسيـريــة.
وبهذا يصبح التأويل بدوره هو عمل الفهم الذي يشتغل على فك الرموز، وهو مرحلة أولية من مراحل التأويل الثلاثة: الفهم ، والتفسير ، والتطبيق: application.
والفهم عند ريكور يعني متابعة حركة النص من دلالاته إلى مرجعيته، أو من تعبيره إلى حول ما يعبر عنه وهو أشياؤه ووقائعه، ويخلص ريكور إلى أن دلالة النص ليست وراء هذا النص بمحاذاة قصدية المؤلف ولكن قبله من جهة المرجعيات أو العوالم التي يفتحها ويتيحها، ويمكن لنا أن نرسم الدوائر الثلاثية: تفسير- فهم- تأويل على الشكل التالي:35
التفسير: هو التنسيق الرمزي للدلالات وفق قواعد وآليات.
الفهـم: هو الانتقال من دلالة النص إلى المرجعية الخارجية على سبيل المطابقة أو الاختلاف بما تتيحه المصداقية.
التأويل: هو الانتقال داخل مرجعية النص من المعنى إلى الحدث أو الواقعة النصية.
هكذا سيشكل الفهم ،والتأويل أهم الآليات الموظفة في فعل القراءة، ويمثلان الوجه الخفي لها، ومن هنا، كان التأويل يشتغل في إطار الهرمينيوطيقيا، وتكون القراءة وما تستند إليه من أوليات مجالا خصبا يمكننا من العودة إلى تراثنا المعرفي عامة، والنقد خاصة،عودة منهجية تشتغل على قطبين هما: فهم النص/ التراث في بعده وسياقه التاريخي، ثم قراءته من زاوية معاصرة تنطلق من هموم الخطاب الفكري وإشكالياته من حيث هو حاضر زمنيا ومعرفيا، بغية خلق حداثة فكرية حقيقية وهذا تماشيا مع مشروعنا الدلالي”الدرس الدلالي بين التراث والحداثة عند العرب”.
قال أمبرتو إيكو:”لكي نؤول يجب أن نتلقى”36 حينها يصبح التلقي فنا معماريا يبنى وفق هندسة القراءة التي تصنع النظرية وتحدد المفاهيم الجمالية، فالقراءة ليست تلقيا سلبيا أبدا وإنما هي تفاعل خلاّق ومشاركة حقيقية بين النص والقارئ تستلزم أن ندرك حضور الكاتب في داخل النص الأدبي، ليرتقي التلقي ويصبح حدثا تواصليا يعكس نوعا من أنواع التفاعل بيننا وبين الباث، وينبغي أن يكون “التأويل شكلا محددا للتفاعل بيننا وبين النص، أي محاولة إقامة بنية للتلقي أو جهاز للقراءة في مقابل رسالة أو جهازها الإبداعي والفني الراجع إلى نظامها الذاتي”37 فنحن بصدد مستويين اثنين للتفاعل هما:
– تفاعل المتلقي بالباث: تواصـل.
– تفاعل المتلقي بالنص: تأويــل .
–
العقل التأويلي يرى أن النص لا يمكن احتواؤه فهو المتلقي الذي تتقاطع عند التأويلات وتتفجر الدلالات ويضحى التأويل فعل تعدد وتشتتت، فإشكالية المعنى المتعدد، وجعل الخطاب مفتوحا لأفاق التأويل والفهم غدا إشكالا كبيرا في الدراسات التأويلية وخاصة الدينية منها إذ ليس ثمة تأويل يفضي إلى دلالة وحيدة أمام لغة قوامها المجاز.
يقول الفراء*نقلا عن عبد القادر عبو: “ظل النص الديني”القرآني” إشكالاً قائماً أمام العقل العربي الإسلامي فكان ابتداع مفهوم التأويل من قبل أهل الكلام مفتاحًا لولوج مغاليق هذا النص بلغته البيانية التي تحمل تأويلات مختلفة وذلك لرفض التناقض بين النص والعقل”38.إذ أنّ لغة النص مجازية يجوز استخدام اللفظ لغير ما وضع له أصلا. فإنّ التأويل يستعيد الدلالة المفقودة وبالتالي ينتج سوى التعدد والاختلاف، فالنص البياني عامة ينفتح على أكثر من تأويل ويميل إلى إنتاج التعدد والاختلاف. وهذا ما أكده الشيخ عبد القاهر الجرجاني** في دلائل الإعجاز وما لمّح إليه بإمكانية تعدد المعاني مع توحد “النظم” وصرّح بأنّ علم البلاغة هو العاصم من زلل التأويل وما يرتبط به من جهل، ومما يجعل التعدد والاختلاف قائمًا في القراءة هو ما ذهب إليه ابن العربي* حين تناول فكرة أساسية يقترب اقتراباً شديداً من فهم معضلة” القصد/ النص/الفهم” حيث يرى “أنّ للغة قوى دلالية في ذاتها تجعلها قابلة لتعدد التفسيرات على مستوى الدلالة الوضعية الظاهرة للغة”39.
فإنّ تعدّد القراءة يحقق إمكاناً دلالياً لم يتحقق من قبل، و”كل قراءة هي اكتشاف جديد،لأنّ كل قراءة تستكشف بعداً مجهولاً من أبعاد النص، أو تكشف النقاط عن طبقة من طبقاته الدلالية”40 فلا حياد إذن في القراءة بل تصبح”كل قراءة لنص من النصوص هي قراءة فيه، أي قراءة فعّالة منتجة، تعيد تشكيل النص، وإنتاج المعنى، ولهذا نقول بأنّ القراءة الحرفية هي خدعة، اللّهمّ إلاّ إذا كانت تعني التكرار الأجوف أو الصمت، أي اللاقراءة “41.
وبهذا الاختلاف المتشعب والمتضارب، تعدد مفهوم الهرمينوطيقا بالمنظور الدقيق والرؤيا الناقدة المتمحصة وتعددت اتجاهاتها ومقارباتها من نص لآخر ومن فترة زمنية لأخرى، فكان التأويل عند الغربيين “وضع فرضيات حول معرفة الذات الناطقة وعلاقتها بالمجال الغوي، ثم هو تطوير للقصد”42، حتى الدراسات التأويلية في العلوم الإنسانية قادت تعريف الإنسان نفسه كنشاط تأويلي والوجود كلغة.
***
– ينظر عبد السلام المسدي، اللسانيات، وإبستيمية النقد، المجلة العربية للثقافة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،ع 32،مارس1997،ص:19.
* نسبة إلى العالم فيتش.
2- رشيد بن جدو، العلاقة بين القارئ والنص في التفكير الأدبي المعاصر، مجلة عالم الفكر، المجلد23، ع:01،1994
3- نصر حامد أبو زيد، إشكالية القراءة و آليات التأويل2006، ص:13.
* الإكليروس Clergy، هم رجال الدين وهم ثلاث فئات: الأساقفة”المطارنة “،القسوس “القمامصة”، الشمامسة.
** حركة مسيحية رمت إلى إنقاذ المسيحية من رجال الدين ومن سلطة الكنيسة و البابا.
4- عبد الغني بارة، الهرمينوطيقا والترجمة مقاربة في أصول المصطلح وتحولاته ،مجلّة الآداب الأجنبية فصلية، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، ع:133، شتاء2008
5- فاطمة الطّبال بركة، النظرية الألسنية عند رومان جاكبسون، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، ص56.
* نسبة إلى هوميروس ، شاعر إغريقي شهير وكاتب الملحمتين – الإلياذة والأوديسا – قام بتخليد حرب طروادة شعرا بدقة متناهية التي يعتقد حدوثها العام 1250 ق.م.
6- محمد شوقي الزين، تأويلات وتفكيكات، ص:29.
7- هانز روبرت جونس، علم التأويل الأدبي، حدوده ومهمّاته، ص:56.
8- عبد الغني بارة، الهرمينوطيقا والترجمة، مقارنة في أصول المصطلح وتحولاته، مجلة الآداب الأجنبية، ع:133.
9- عبد الغني بارة، الهرمينوطيقا والترجمة، مقارنة في أصول المصطلح وتحولاته، مجلة الآداب الأجنبية، ع:133.
10-المقال نفسه، ص:4.
11- بول ريكور ، من النص إلى الفعل، أبحاث التأويل، ترجمة محمد براءة، حسّان بورقية، الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، الهرم القاهرة،ط:1،2001، ص:58.
* الفيلسوف الألماني فيلهلم ديلتاي “1833-1911″، من تلامذة شلاير ماخر ،كرّس حياته لتنظير وشرح ابستومولوجيا الوضع العلمي للعلوم الإنسانية التي يسميها “علوم الروح”.
12- حسن بن حسن، النظرية التأويلية عند بول ريكور، منشورات الاختلاف، ط:02 ،الجزائر2003، ص:14.
* مارتن هيدغر الألماني الوجودي “1889 ــ 1976”.
** الميتودولوجيا “من methodos اليونانية، ومعناها الطريق إلى… المنهاج المؤدي إلى…” هي علم المناهج، والمقصود هنا: مناهج العلوم، والمنهج العلمي هو جملة العمليات العقلية والخطوات العملية التي يقوم بها العالم، من بداية بحثه حتى نهايته، من أجل الكشف عن الحقيقة والبرهنة عليها.
13- حسن بن حسن، النظرية التأويلية عند بول ريكور ، ص:14.
14-حسن بن حسن، النظرية التأويلية عند بول ريكور ، ص:15.
* نسبة إلى الرواقية: مدرسة فلسفية تعتمدعلى زينون الرواقي”333ق م،264ق م”، تجعل الإنسان مفكرا سليما، متزن التفكير وموضوعي. أحد جوانب الرواقية الأساسية هي تحسين رفاهة الفرد الروحية.
*غادامير فيلسوف ألماني شهير ولد في ماربورغ 11 فبراير 1900، ، وتزامن ميلاده مع نفس العام الذي مات فيه الفيلسوف الأشهر “فريدريك نيتشه” ما يعطينا تصوراً جيداً لمحيط فيلسوف التأويل “هانس” الفكري والمعرفي.
** بول ريكور، فيلسوف فرنسي وعالم لسانيات معاصر ولد سنة 1913 و توفي سنة 2005،من ممثلي التيار التأويلي، اشتغل في حقل الاهتمام التأويلي ومن ثم بالاهتمام بالبنيوية، وهو امتداد لفريديناند دي سوسير. يعتبر ريكور رائد سؤال السرد. أشهر كتبه “نظرية التأويل -التاريخ و الحقيقة-الزمن و الحكي- الخطاب وفائض المعنى”.
*** امبرتو إيكو: باحث إيطالي من أبرز منظّري المنهج السيميائي المعاصر من مواليد 1932، مؤلفاته:” العمل المفتوح” ، ” البنية الغائبة” ، “العلامة” ، “القارئ في الحكاية”.أشهر أعماله الروائية: “اسم الوردة” ” و”بندول فوكو” و”باودولينو”.
15- عبد المالك مرتاض ، نظرية القراءة، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران ط:01، 2003، ص:183.
16- عبد المالك مرتاض ، نظرية القراءة ، ص: 184.
17- عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز،شرح وتعليق:محمد عبد المنعم خفاجي، دار الجيل للنشر والتوزيع، بيروت ط:01، 2004م،ص:16.
* نسبة إلى إدموند هوسرل “1859 – 1938″،مؤسس الفينومينولوجيا في ألمانيا الذي اشتُهر بـ”أبي الفينومينولوجيا”
** علم المعرفة من العلوم التي تبحث في تقييم جميع المناهج الفلسفية والعلمية ، الخ ، ويعتبر هذا العلم مدخلا لدراسة بقية العلوم ، إذ يكون له السبق في تأصيل الأدوات المعرفية التي يحتاجها الباحث في ذلك العلم ، وذلك وفقا للأفق الفلسفي والعلمي الذي يعتنقه الباحث.
18- عمارة ناصر،اللغة والتأويل، مقاربات في الهرمينوطيقا الغربية والتأويل العربي الإسلامي، ص:15.
19- عمارة ناصر،اللغة والتأويل ص:15.
20- نتالي دوبراز،الفينومينولوجيا،ترجمة: الحسين بوتبغة، مجلة الآداب الأجنبية ، اتحاد الكتاب العرب، ص:15.
21- عادل مصطفى، مدخل إلى الهرمينوطيقا، دار النهظة العربية، ط:01،مصر: 2003، ص:133.
*الانطولوجيا تعود إلى الأصل اليوناني من ONTO : وتعني الوجود ،IOGIE: أي العلم ، وontoiogy: هو علم الوجود،احد مباحث الفلسفة ، وهو العلم الذي يدرس الوجود بذاته ،وورد هذا المصطلح أول مرة سنة 1613.
22-محمد شوقي زين، تأويلات وتفكيكات ، ص48.
23- عادل مصطفى، مدخل إلى الهرمينوطيقا، ص162.
* شلاير ماخر فريدرش ارنيست دانيال ، “1768-1834” فيلسوف ألماني أسهم في نمو نظرية التأويل .
24- نصر حامد أبو زيد، إشكاليات القراءة وآليات التأويل، ص21.
25- نصر حامد أبو زيد، إشكاليات القراءة وآليات التأويل ، ص21.
* ياوس: ناقد ألماني شهير ، صاحب نظرية جمالية التلقي.
** اﻟﻨﺎﻗﺪ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ. ” ﻓﻮﻟﻔﺠﺎﻧﺞ إﻳﺰر. ” Wolfgangiser. اﻟﺬي ﻋﻤﻠﺖ اﻷأكاديمية اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ أﻋﻤﺎﻟﻪ.
26- محمود عبّاس عبد الواحد، قراءة النص وجماليات التلقي،دار الفكر العربي، القاهرة، ط:01، 1996، ص:17.
27- رجاء عيد، ما وراء النص، مجلّة علامات، السعودية، المجلد الثامن، ع:30 ، شعبان، ديسمبر 1999،.
28- المقال نفسه193.
* هي إحدى المذاهب المؤثرة في ميدان النقد الأدبي في روسيا في الفترة بين العام 1910 و 1930, أبرز شخصيات المدرسة الشكلية.
فيكتور شيكلوفسكي ورومان جاكوبسون وجريكوري فينكور, هم من أحدث ثورة في ميدان النقد الأدبي بين العام 1914
**البنيوية أو البنوية : منهج بحث برز في بداية مطلع القرن التاسع عشر ، وهو الاسم الذي أطلقه جاكبسون عام 1929 ، وهو فكر شامل “paradig” ، مخترقا جميع أنواع العلوم و التخصصات . أبرز منظروها : فريديناند دي سوسير و كلود ليفي شتراوس .
28-عمارة ناصر، اللغة والتأويل، مقاربات في الهرمينوطيقيا الغربية والتأويل العربي الإسلامي، ص:151.
* هوميروس شاعر إغريقي شهير وكاتب الملحمتين – الإلياذة والأوديسا .
29- نصر حامد أبو زيد، إشكاليات القراءة وآليات التأويل،،ص:27.
30- * فلسفة الأنوار فتحت عبقرية ،في أوروبا إبان القرن الثامن عشر ،عمل أصحابها على إعادة الاعتبار للعقل والذكاء البشري ، مستهدفين القضاء على المعالم الفيودالية للنظام القديم وجعل حد لهيمنة الفكر الأسطوري والاستبداد التي كانت تكرسه الكنيسة.- انتقد فلاسفة الأنوار الفكر السياسي والديني ووضيعة الثقافة السائدة في المجتمع ، ودعوا إلى تأسيس علاقات جديدة بين الحكام في إطار مجتمع علماني يفصل فيه الدين عن الدنيا وهي الأفكار التي تبنتها طبقة البورجوازية الصاعدة.، فانتقدوا الرقابة شعارهم: ” دعه يعمل، دعه يمر”. ،
31- نفسه، ص:62.
* مصطلح “الرومانسية” يُطْلَقُ على مذهبٍ أدبيٍّ بعينه ذي خصائص معروفة، استخلصت على المستوى النقدي من مجموع ملامح الحركة الأدبية التي انتشرت في أوربا في أعقاب المذهب الكلاسيكي، يعود مصطلح الرومانسيّة إلى كلمة رومان “Roman” ومعناها في العصر الوسيط: حكاية المغامرات شعراً ونثراً.
32- هانز روبرت جوس، علم التأويل الأدبي، حدود ومهمّاته، ترجمة ، بسّام بركة ، مجلة العرب والفكر العالمي، ع: 3
33- المقال نفسه، ص: 56.
35- ينظر محمد شوقي الزين ، تأويلات وتفكيكيات، ص: 78.
36- إدريس بلمليح ، من التركيب البلاغي إلى المجال التصوري عند عبد الله راجع، من قضايا التلقي والتأويل، منشورات كلية الأدب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة ندوات ومحاضرات ، ص:85.
37- نفسه ص:85
* الإمام الفرّاء ” 144 هـ – 206هـ” هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الفراء . والفراء لقبه لا اسمه ، و لقب بالفراء لأنه كان يفري الكلام ويغلب الخصوم .
38- عبد القادر عبو، مركزية التأويل في محاورة النص الشعري المعاصر.
** عبد القاهر، أبو بكر بن عبدا لرحمن بن محمد الجرجاني، فارسي الأصل، جرجاني الدار، ولد في جرجان عام 400هـ-1010م وعاش فيها دون أن ينتقل إلى غيرها حتى توفي سنة 471 هـ-1078م.
* ابن العربي العلاّمة الحافظ، القاضي أبو بكر محمّد بن عبدا لله بن محمّد الاشبيلي. ولد سنة 468 هـ بإشبيليا و المتوفّى سنة 543هـ بفاس من كبار الحفّاظ والفقهاء البارعين.
39-نصر حامد أبو زيد، إشكالية القراءة وآليات التأويل،ص:100.
40- علي حرب، نقد الحقيقة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، بيروت، ط: 03،1995،ص:08.
41- علي حرب، نقد الحقيقة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء ،ص:08.
42- عمارة ناصر، اللغة والتأويل ،ص: 123.