إليا أبو ماضي (1889–1957)

الشاعر إيليا أبو ماضي (1889–1957)

هو شاعر لبناني مهجري، وُلد في قرية المحيدثة في جبل لبنان وهاجر إلى الولايات المتحدة حيث أصبح من أبرز شعراء المهجر. اتسم شعره بالتفاؤل، وحب الحياة، والدعوة إلى التفكير الحر، وترك أثراً كبيراً في الشعر العربي الحديث. ومن أشهر قصائد ايليا ابو ماضي قصيدة “كن جميلاً ترَ الوجود جميلاً” وقصيدة “ابتسم” ونرفق لكم بعض الابيات منها: .

قال: السماءُ كئيبةٌ وتجهّما
قلت: ابتسمْ يكفي التجهّمَ في السما
قال: الصبا ولّى، فقلتُ له: ابتسمْ
لن يُرجعَ الأسفُ الصبا المتصرّما
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صارتْ لنفسي في الغرامِ جهنّما
خانتْ عهودي بعدَما ملّكتها
قلبي، فكيف أطيق أن أتبسّما؟
قلت: ابتسمْ واطربْ فلو قارنتَها
قضّيتَ عمركَ كلّه متألّما
ومن اجمل قصائده هي قصيدة ““الحَجَرُ الصَّغير”” وهي من أشهر قصائد إيليا أبو ماضي الرمزية، وتحمل عنوان “الحَجَرُ الصَّغير” أو يُشار إليها أحيانًا بعنوان “لا تحتقر شيئًا صغيرًا”.

وفيها يصوّر إيليا أبو ماضي حجرًا صغيرًا في سدّ عظيم، ظنّ أنه بلا قيمة، فانسحب من مكانه، فانهار السدّ وسقط معه كل شيء. القصيدة تُعدّ درسًا عميقًا في أهمية كل فرد، مهما صَغُر، في منظومة المجتمع أو البناء العام.

‘ليكم الأبيات المشهورة منها:
قصيدة “الحجر الصغير”
قالَ حَجَرٌ صَغيرٌ ذاتَ يومْ
وهوَ في السدِّ العظيمِ المستَحِمْ
لستُ شيئًا بين هذي القِطعِ
أنا لا أُجدي، ولا نفعَ لديْ
أنا مهما كنتُ في السدِّ متينْ
فأنا أصغرُ فيهِ البُنْيتينْ
فلماذا أقبعُ الدهرَ كَجُندي؟
ولماذا لا أُرى مثلَ العَمودِ؟
وانزوى عن موضعِهْ، وانسحبَا
فتداعى السدُّ وانقضَّ انقِضَابا
وغدا الماءُ على القَرْيَةِ دُهْم
واكتسحَ البَيْدَ وهدَّ المنزلينْ
فغدا الحجرُ نديمًا نادمًا
وقالَ: يا ليتَني ما انسحبْتُ
كنتُ في موضِعيَ المجدَ أُقيمْ
وإذا بي، إذ زَهِدتُ، قد خَسِرتْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.